آخر 10 مشاركات
الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )           »          خطاب فلسطيني (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 04-15-2021, 04:02 PM   رقم المشاركة : 1
أديب






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سمير الاسعد غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي اعماق الشر/ قصة قصيرة

ادى الفارس التحية العسكرية وهو يقف امام فرعون هاتفا بانفاس لاهثة:
- ايها الاله العظيم، ان احمس يشدد حصاره على المدينة، وهناك خرق في السور الشمالي وموسى يجمع بني اسرائيل ويتهيأ للخروج.
هب فرعون فزعا واشار الى هامان آمرا:
- اجمع الجنود من المدائن، وعزز بهم دفاعاتنا.
ثم جهز قومي للرحيل خلف موسى.
تحرك ذلك الكيان الاشبه بالطيف من مكانه خلف كرسي العرش الذي يعمّه ظلام دامس الى جانب فرعون وهمس بأذنه بصوت اشبه بالفحيح:
- سيكون كل شيء على ما يرام اذا ما اتبعت الخطة ونفذت اوامري.
همس فرعون بدوره قائلا بحسرة:
- الا نسرق عصاه كما اتفقنا قبل ان يفر ونخسر كل شيء؟
لقد رأينا قدرات عصاه بعد ان قلبت السحر علينا، واثارت الانشقاق والفرقة بين تحالفنا الذي سيطرنا عليه لعدة قرون.
هُيأ لفرعون انه لمح الكيان يبتسم وتبرق عيناه رغم الظلام الكثيف،الا انه تجاهل ذلك واستمع لذلك الفحيح المحمل بالغضب قائلا:
- لا تجادل كثيرا، علينا انقاذك اولا. كما أن العصا لن تعمل معك.
بدت الحيرة على وجه فرعون محاولا ان يفهم المعادلة. فكيف تبقى العصا السلاح الخارق مع موسى والهدف هو القضاء عليه ومنعه من اخراج بني اسرائيل؟
ورغم الغموض الذي يلف الموقف برمته الا انه ايقن ان نهاية حكم جبابرة الهكسوس على يديه.
وصل موسى ببني اسرائيل ومن معهم الى شاطئ البحر ليلا.
ومع اول شعاع من أشعة الشمس انعكس على مياه البحر، استيقظ الجميع على جلبة تقترب من بعيد.
فخرج موسى من خيمته، فسأله احد مشايخ بني اسرائيل:
- والآن يا موسى، ماذا نفعل؟
البحر امامنا وذلك الصوت خلفنا يقترب شيئا فشيئا. ولعله فرعون قادم لاعادتنا.
اشار موسى الى الاعلى قائلا:
- لا تخافوا فان الله معنا وسيهدينا الى طريق الصواب.
ضحك احدهم وقال هازئا:
- وماذا ان تخلى عنا الهك المزعوم وتركنا نهبا لبطش فرعون وجنوده؟
وقبل ان يرد موسى تناهى الى الاسماع اصوات صهيل خيول وقرقعة أسلحة وصياح جنود يختفون تحت موجة عظيمة من غبار الصحراء.
ارتبك الجميع وبدا الخوف والرعب يحركان المشاعر، ويزعزعان الثقة في النفوس.
وما ان انجلى الغبار حتى توقف الجيش غير بعيد، وظهر فرعون بكامل زينته يجلس عاليا على عرش عظيم، وحوله آلاف الجنود في صورة اقشعرت لها ابدان رجال ونساء بني اسرائيل.
اقترب احد المستشارين برأسه من اذن فرعون قائلا:
- سيدي رب الجنود، لماذا توقفنا؟
ها هم بنو اسرائيل امامنا نراهم ويرونا، اعط اوامرك كي ننقض عليهم، ونعيدهم اذلاء بعد ان نقتل ساحرهم.
اجابه فرعون بتبرم:
- دع موسى وشأنه.
استغرب المستشار من الجواب وفكر فيما يعنيه ذلك، وجالت بخاطره فكرة غريبة قد لا تروق لاحد، إلا انه وجد نفسه يتسائل محتارا:
- هل نحن في طريقنا للهرب من المعركة ام في طريقنا للايمان بوجود ذلك الاله الآخر ام؟
وبحركة فائقة السرعة استل فرعون خنجرا قطع به رأسه، ثم اطلق صرخة مدوية فتقدم الجيش عدة خطوات الى الامام، فرفع موسى يديه الى السماء وبدأ بدعاء طويل.
في نفس الوقت حدث هرج ومرج في مؤخرة جيش فرعون حيث اهله ونسائه فامتقع وجهه، عندما لمح رايات جيش احمس السوداء تداعب عمائم الهواء من بعيد، وايقن انه وقع في كمين؛ احمس وموسى والبحر.
وعلى حين غرة ظهر له وجه ذلك الكيان الذي كان يجلس تحت ستار العرش في الظلام واشار اليه بالتقدم والالتحام بجمع موسى.
الا ان ما حدث في التو امام عينيه وذهول جيشه، فاق برعبه كابوس طفل بني اسرائيل المشؤوم.
انشق البحر فجأة وزأرت المياه وهي تتجمع وتعلو وتصنع حاجزين كالجبال فتحت بينهما طريقا عريضا انقسم الى اثنا عشر مسلكا.
ثم هبت رياح قوية جافة اقشعر لها بدنه وجحظت عيناه وهو يرى بني اسرائيل يخطون على رمال البحر الرطبة سائرين مطمئنين في موكب مهيب.
غاب ذهنه في عالم بعيد جدا، واختلطت الاصوات في عقله حتى افاق على همهمات جيشه الحائر، عندما بدأ موسى وقومه بالخروج الى الشاطئ الآخر.
فلكزه ذلك الكيان الغامض حاثا اياه على التقدم.
دخل فرعون البحر في الوقت الذي كان فيه آخر قوم موسى يخرج منه، وطلائع الجيش الآخر تقترب.
وما ان وصل الى منتصف المسافة حتى هدرت المياه بصوت اصم الآذان وبدأت رحلة العودة إلى الاسفل بشكل مخيف.
لم ير فرعون قومه يغرقون وتطفو جثثهم وامتعتهم وحليهم بين شلالات المياه التي تتساقط قادمة من السماء هائجة هادرة قبل ان تعود الى طبيعتها.
وسكنت الرياح وتحولت الى نسيم عليل استنشقه الاحياء على الشاطئ الآخر بنشوة.
مسح موسى بنظره البحر عسى ان يجد جثة فرعون الذي كان الكيان يسحبه الى الاعماق حتى ادخله نفقا عجيبا ظهر فجأة للحظات ثم اختفى، سبح به مسافة طويلة ثم ادخله الى قاعة فسيحة تضيئها مئات الشموع، وفي نهايتها عرش لم ير او يتخيل وجود اعظم منه يجلس فوقه كيان آخر هائل الحجم دون ملامح.
تقدم باتجاهه، وقبل ان يصله بعدة امتار انهارت الارض امام قدميه على هاوية سحيقة.
فتسمر مكانه حتى اتاه صوت عميق يأمره بالسجود.
فجثا على ركبتيه وهو يرتجف من الخوف. عاد الصوت مرة اخرى يتردد صداه في جنبات المكان قائلا:
- سيسجل التاريخ اسم احمس كمخلص البلاد من شر اسوأ طاغية على مر العصور وهو انت. ستصبح من الآن رمز الشر وتُضرب بك الامثال.
لذا سنعمم اسمك على كل ملوك ايجبت حتى نجرمهم ويشاركوك الخطيئة، ونزرع ذلك في حكايات واساطير بني اسرائيل.
ستبقى هنا وسنرمي لهم بجثة تشبهك وبها ما يدل عليك يلهون بها على مر الازمان القادمة.
ومن اعظم عرش تغفل البشرية عن تقنياته ستكمل معهم ما بدأته ولكن بعلامات واشارات وايحاءات ورموز نوصلها لهم.
اطلق قهقهة طويلة زلزلت اقدام فرعون قبل ان يعود الصوت اكثر هدوءً هذه المرة قائلا:
- في الاعلى يحتفلون بالنصر ويطاردون من بقي من احلافك، وهنا نحتفل ببناء هيكل مجدنا وسيطرتنا القادمة على مستقبلهم.
بدا وجه فرعون مذهولا كعفريت خرج من قمقمه عندما عادت ضحكات الكيان تهز المكان.
وامام اسوار مدينة هوارة كان القائد العظيم احمس يراقب فرح قومه بالنصر الاسطوري على الغزاة، الا انه كان غير مطمئن كليا ويشعر في اعماقه بوجود خلل ما.
اتفاقه مع موسى نص على تسليم فرعون داخل المدينة، ولكن لما تبعه خارج اسوارها بجميع اهله مع علمه المسبق بخروج موسى؟
شعر بالرهبة عندما اجتاحه اثير قوى غريبة خارقة تعبر المكان وخيل اليه انه يسمع اصوات قهقهات شريرة تصدر من الاعماق.

سمير الاسعد
فلسطين







  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما قاله الشعراء في افشاء السر الدكتور اسعد النجار اختيارات متنوعة من الفنون الأدبية وأدب الحضارات القديمة 10 09-23-2019 03:27 PM
نصوص تحت السر بقليل فرج عمر الأزرق قصيدة الومضة 4 07-10-2019 09:30 AM
نصوص تحت السر بقليل فرج عمر الأزرق قصيدة الومضة 7 08-11-2015 12:41 AM
السر ليس في الشعر بل في حياتنا المشعة فرات إسبر قراءات ,إضاءات,ودراسات نقدية 5 12-04-2009 01:11 AM


الساعة الآن 08:02 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::