الأصدقاء متى صفت ارواحهم لموجبات الصداقة .. وتابعت جوارحهم نبض قلوبهم سعيا وعملا
كانوا كنوزا جديرة بالاحتواء
وعطايا خليقة بالاعتناء
لا سيما من ارتبط منهم بآخِيّة الدين، وآصرة الحق،
فإنهم أفئدة بيضاء، ينعكس بياضها نورا واشراقا على من حولها وما حولها
وقد صدق من قال :
فلا تكونن لشيء ممّا في يدك أشدّ ضنّا،
ولا عليه أشدّ حدبا، منك بالأخ الذي قد بلوته في السّرّاء والضّرّاء،
[فعرفت مذاهبه] وخبرت شيمه،
وصحّ لك غيبه، وسلمت لك ناحيته؛
فإنما هو شقيق روحك
وباب الرّوح إلى حياتك،
ومستمدّ رأيك وتوأم عقلك.
ولست منتفعا بعيش مع الوحدة.
ولا بدّ من المؤانسة،
وكثرة الاستبدال تهجم بصاحبه على المكروه.
فإذا صفا لك أخ فكن به أشد ضنّا منك بنفائس أموالك،
ثمّ لا يزهّدنّك فيه أن ترى منه خلقا أو خلقين تكرههما؛
فإنّ نفسك التي هي أخصّ النفوس بك لا تعطيك المَقَادة في كلّ ما تريد،
فكيف بنفس غيرك!