يهب البرد بين يدي الشتاء
تلملم العصافير القش لتبني أعشاشها بين الأغصان
أتمسك بفنجان قهوتي الساخن
لعله يمنحني شيء من الدفء
أجلس في شرفتي ...تأمل ما حولي من أشجار وبحر....وما في الجو من سكون في بواكير الصباح
أنا لا أرى الشمس
ما زالت تختبئ خلف المباني
تُحدث على الشرق تضاد معها
تتبدى لي كأنها شُحُوص تقف...تنتظر منذ الأزل
ما أمرَّ ما يمُرُك من أمل يتكرر كل يوم ولا يأتِ بما هو جديد على الأرض
أتنهد..
أُقفيها بزفرة
وأحتسي قهوتي ببطء
أتوقف
أنظر حولي
لعل الهدهد يعود ليلتقط من فُتات الخبز ويذهب بها لأطفاله
لعل البحر يُطلق هدوءه بالثلاثة ويهتاج
لعل السحاب يُزوبع فينا
يُناثر لِمَّات كل شيء ويرتبها لشيء مُغاير
لعل جارنا العجُوز يكسر حاجز الجنون ويعوده خِلّانه
لعل صابر يعود بزوجته
لعل الوباء يذهب بغير رجعة
لعل ولعل ولعل
والأقدار مرسومة وما لنا إلا الرضى والتسليم
الصباح قهوة
روحها ملعقة ونصف من الحكمة
ملعقتين من فرح الأيام
وقطرات من ذاكرة الربيع
وتستمر الايام