ما لي وللدّار لا قفلٌ لأهليها والأرض للشمس تشكو كي تعافيها ماذا أقول وقفلٌ قد براهُ نوًى ورنةُ الحُزنِ في صدري أُداريها ما كنتُ أحسبُ أنّ البعد يحرقني وجمرة الشّوق في جنبي مكاويها يا غربتي ضـِيَمٌ قد شابهُ حِمَمٌ فكيف ننسى بيوتًا غاب بانيها لا تحسبوا كلّ من غابوا بلا سببٍ رحيلهم جمرةً في الأرض تكويها لا تحسبوا النّار قد شابت بلا لهبٍ لهيب أحداقهم شابتْ مآقيها يا من رحلتمْ وقفل الدّار منتظرٌ غُروبكمْ طوْقَ حُزْن في روابيها فالدّمع ينساب من أحلامنا سَرَبًا وحرقة الصّبر تمشي في قوافيها ينتابني وجعٌ يبكي له وطني فمن يداوي جريحًا في صحاريها شوق المفاتيح نبعٌ فاض كوثرهُ لقاؤها الدّار حبًّا في فيافيها يا غربةَ الأرض هلْ كلّت أناملنا أم أغلق العُذرُ بابًا دون أهليها مهما يطل في الدّجى أرواحنا وجعًا سيزهر العسرُ يُسراً في ضواحيها هذي فلسطينُ قد خطّتْ لنا حُلُمًا فكيف يقطع حبل الودِّ راعيها جادت به العينُ دمعًا من مياسِمها وأورق الودُّ وردًا في مغانيها فالياسمين التي تشدو منازلها ستزهر الأرض ألوانًا لتحييها إنّ القلوبَ التي في طيِّها عسلٌ يومًا ستدفقُ شهدًا في مراعيها . . . جهاد بدران (أم صهيب)