مستخدمو الكمبيوتر يودعون قريبا لوحة المفاتيح والفأرة
يبدو أن نعي لوحة المفاتيح وفأرة أجهزة الكمبيوتر والشاشات لم يعد بعيداً، مع دخولنا العصر التفاعلي بين الإنسان والآلات، فخلال فترة وجيزة، ستتمكن من النقر على أي رابط عبر إشارة بسيطة بإصبعك، وعوض البحث عن الأحرف على لوحة مفاتيح سيقوم نظام صوتي بطباعة الكلمات التي تنطق بها على الشاشة أمامك.
أما الشاشات، فلن يكون هناك حاجة لها، بعد توفير عدسات يمكن لها عرض الصور والمعلومات أمام عينيك مباشرة، وهي أمور لم تعد ضمن نطاق الخيال العلمي، بل إن بعضها قيد الاختبار في المعاهد الهندسية، بينما وصل بعضها الآخر بالفعل إلى رفوف المتاجر.
فلعبة "كينكت" التي طرحتها مايكروسوفت في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي تسمح للاعبين بالتحكم بها عبر استخدام أجسادهم، وهو أمر يسمح بأن تكون الألعاب "أكثر توافقاً مع الطبيعة،" وتزيل الحاجز التكنولوجي بين تواصل الإنسان والآلة.
ويعتبر عدد من العلماء أن المفهوم المتعلق بإزالة الحواجز في التواصل بين الإنسان والكمبيوتر مهم للغاية، ولا بد من البناء عليه لتطوير أنظمة المستقبل التي لن تربط البشر بمجموعة مفاتيح وأزرار.
ومن ضمن التقنيات المستخدمة في هذا المفهوم التشغيل بالإشارة، إذ توفر شركة "أندركوفر" مثلاً أنظمة تعمل بإشارة الأصابع، وهي مستخدمة اليوم على نطاق واسع في العديد من المؤسسات الكبيرة، وبينها شركة "بوينغ" لصناعة الطائرات.
وحول "الوفيات" المتوقعة في عالم الكمبيوتر، قالت بيث مينات، مديرة مركز gvu في معهد جورجيا للتكنولوجيا، إن الفأرة "ستكون أولى الضحايا،" بينما ستتأخر وفاة لوحة المفاتيح بعض الشيء، لأن الناس لن ترغب في تعلم تقنيات جديدة.
ولكن هذه التقنية دونها بعض العراقيل، إذ يقر روبرت وينغ، وهو أحد مطوري أنظمة التحكم بالتلفاز باستخدام إشارات الأصابع أن هناك خيطاً رفيعاً بين السعي لتشغيل جهاز بحركة الجسد وبين التسبب بالتعب للجسد عبر دفعه للقيام بمجموعة من الحركات.
وأضاف وينغ أن هناك مصاعب أخرى تعترض هذا المفهوم، وبينها صعوبة استخدام إشارات الأصابع للتعامل مع بيانات تقنية فائقة الدقة، الأمر الذي قد يتسبب بالكثير من التوتر للمستخدم مقارنة بأجهزة التحكم (ريموت كونترول) العادية.