مرآة الحقيقة:
إعتقدْتُ أَنّ بِامكاني طردَ الحُزنَ بِالفَرح والغصة بنثر حروفي على الورق,
ولكي لا يقتل الطموح داخلي والرغبة في الحياة تشبثت بخيط أمل في جزيرة الأحلام أخذني الى دنيا أخرى دنيا فيها الكثيرعالم آخر وكوكب أخر في داخل اسوار الجزيرة كل شئ فيه جميل وكل يوم يمر تتضخم الأماني ويكبر الحلم متناسية العديد من الحقائق ومتغاضية عن أسوداد وقتامة الصورة وصدق البشر.
لست وحدي فمثلي في هذه الجزيرة الكثير نعيش في عوالم خاصة داخل خيالات هلامية يجمعنا دافع إننا لسنا قادرين على اليأس أكثر وإن هناك قلوب طيبة .
ومن نقاء الصورة وبياض الحلم ينجح عديمي الضمائر والمشعوذون والمبتزون بالسيطرة على مشاعرنا بمختلف الذرائع ناجحين بالحصول على صدى واسع في أعماقنا راسمين لنا صور مزيفة مؤطرة بذكاء يقدمونها لنا على صدر الحلم تحملنا الى الأنشداد والتعلق ودفع الثمن بسخاء لنبقى متمسكين بهذا الخيط بدون وعي ولا ادراك وعدم التردد بالتفكير.
الزمن لا يحل ألـغـاز البشر ولا يكشف سرهم ، ربما يزيدهم تـعـقيداً وغموضاً وإبهاماً يوما بعد يوم تتلون الوجوه وتتغيير الثياب فعندما نريد أن نرتوي من شلالات العطاء نجد ان الشواطئ تآكلت والسواحل تداخلت وحُفرْ من وجع الكلمات لوثت الورق الأبيض وطلاسم متداخلة الأشكال والألوان وأماني مسحوقة في غياهب عالم مبهم محلى بالزيف والخداع وحلم كبير فقد في تعمير الضمائر تائهين في سراب الظنون ومتاهات متعلقة في جوانب النفس ولحظات الألم تعض عضلات القلوب وتعدم الأمل في مشنقة الخوف فيقظم الوحل أطرافه أمام ميزان الواقع ومرآة الحقيقة لتتضح الصورة شيئا فشيئاً وتنجلي الغشاوة على أشلاء لقطع ممزقة ملقاة على حافة الطريق وصوت الأرتطام يمزق الأحشاء ويخلف كسورا لا تنجبر وشرخا لا يستطيع الزمن أصلاحه وصدى ضحكات ساخرة يتردد في المكان يتلاحم مع الزجاج المتطاير.
عواطف عبداللطيف
1/9/2009