عاشق في زمن العم ( جوجل )
تحبني بلا شك ، لم تصرح فيها علانية وهذا كونها خجلة أو ربما تعمد لأسلوب الإناث في التمنع ، أو ليس يقال" يتمنعن وهنَ راغبات" ؟؟!!.. هي بلا شك تتمنع وهي راغبةٌ في حبي وعشقي كما أرغبها أنا وربما بشكل أعمق وأقوى .
لم أستأذن منها لأنني عرفت من نظرتها بأنها موافقة على أن أضع صورتها قبالتي ليل نهار ، أنها تتبسم لي يال هذه الابتسامة فاقت ابتسامة الموناليزا عذوبة وغموض ، سعادة المحبين جميعهم تختزل في نبضات قلبي ويدلفها لباقي الحواس بمجرد مطالعة تلك الابتسامة ، عيونها تلك الناعسات الموحيات بالعشق الخفي لي وحدي دون البشر ، يجبرنني على ملازمة البقاء رهينهنَ .
ستكون الآن في انتظاري ..أنا متأكد من ذلك ، فالحب شعور مشترك بين اثنين والعشق لا يكون أحادي القطب لا بد أنها الآن تمارس النظر لصورتي وتبتهل لله أن نلتقي على قارعة حلم نمارس العشق والحب ،أو ربما تنتظر مني إشارة للانطلاق صوبها كسهم كيوبيد ، أبثها لواعج هذا القلب المتغذي على تلك الأشعة المنبثقة من سحر الابتسامة ....يال نعومتك يا أنثى قدت من قلب الغيم ، فأمطرت سنوات خصب في قلبي المقبل على الذبول ، المرهق بحثاً عنك بين أرتال النساء ، وكأنه منذ بدء الميلاد ينتظر هذه الابتسامة وتلك النظرة المفعمة بالحب الموغلة بالعشق .
كيف السبيل لأعلمها بهذا العشق ؟؟!!..كيف السبيل لأستزيد ارتواءاً منها ؟؟!!..لا بد من وسيلة أصارحها فيها وأبثها لواعج هذا المرهق بعشقها ، هذا المسكون بابتسامتها .
حسنا سوف أكتبها قصيدة يتغنى فيها العشاق وأصبح مجنونها كما "مجنون ليلى " أو قد أضع اسمي وأجعلها المقطع الثاني من الاسم وتصبح مناداتي باسمها أمر اعتيادي كما فعل العرب قديما مع "كثير عزة " أو ليس هذا بجميل ؟؟!! .. إذا سأحمل اللقبين لا محالة "مجنون بسمة" و"باسم بسمة " .
ترى ماذا تفعل هي الآن ؟؟ ..أظن ..لا ..لا ..أجزم بأنها تضع صورتي أمامها وتتوسل القدر لقاءا يجمعني فيها خارج ( إطار ) هذه الصور التي تبث الفتنة من حيث لا ندري ، أو قد تكون مشغولة بصياغة قصيدة تبثني حبها والشوق والهيام ..!!
قد نلتقي في مقهى حالم ، تعزف فيه ألحان تليق بعاشقين ، ونحتسي القهوة على مهل وأنا أسبر غور عينيها وهي تسهب في الحديث ، لن أطلب سكر مع قهوتي سأكتفي بها تحلية للقهوة كما هي تحلية لأيامي منذ شاهدت صورتها منذ ما يزيد على عام ، ياه ....ليس عام أنه دهر مر منذ خفق ذلك المأفون بحبها وجعلها قبلته ونبضه ومحراب يؤدي فيه صلوات العشاق وابتهالات المتسولين رحمة ولقاءاً ألمس فيه يدها وأتسرب من خلال العينين لأتحلل في جسدها كما تحللت هي ذات قدر في دمي من خلال تلك الصورة .
مشكلتي أنني لا أعلم من تفاصيل حياتها الكثير غير بعض الحروف المبعثرة هنا وهناك ، تابعت حروفها بشغف ، أعملت الحس البوليسي الذكوري ، نبشت كل حرف وكلمة وجدتها لها ، حللت المعاني والمغزى وما قد ترمي له في كل حرف من حروفها ، لم أجد ما يوحي بأنها تعشق ، لا ...لن أقول هذا قد تكون أنثى تخشى البوح بما يعتمل في قلبها ، أو ربما تكون خجلة لأنها لا تعرف بأنني أذوب عشقاً فيها ..!!
سأقطن حيث تقيم هي ...حيث يكون اسمها في سجلات الحضور سيكون اسمي ....سألتصق بها أينما حلت وحيثما كانت .
يا الهي فقدت أثرها هذا الأسبوع لم أجد لها أثر في أي موقع ...!! صورتها أيضاً اختفت كما لو أن البحر انشق وابتلع حروفها وصورتها وروائح عطرها ، لم يبقى من آثار تدل عليها غير بعض الحروف القديمة التي خزنها العم ( جوجل ) ليعذبنا فيها بعد أن يذهب أصحابها ، أكاد أجن ، عقلي على وشك الانفجار ، لم أترك موقعاً ولم أفتشه بحثاً عنها ، لم أعد أملك غير صورتها ، سأجلس بانتظارها أمام تلك الصورة ، عساها تحن على عاشق متيم بالعودة ، أو بالظهور ثانية كطيف في هذا العالم المجنون .