على عتبات عام جديد ....!!
تفترق عنا قطارات السنين كفرقة الغيم المطبق في طقوس الجفاف ,, وتتباعد أيامنا
رويدا رويدا .. تلبس الكون وشاحا داكنا ...وترحل بأنفاسنا إلى برزخ القلق ... متعبة ..
تفتش عن ملجأ يبعث الدفء والألق ..
غادر العام شاحبا شاردا ,, يرحل بعيدا ,, وبصمته يدلف ليخبئ رأسه في حضن
تائهة هي الدقائق بين دفة الانتظار ورنين الوجد تستلهم الأوجاع وتلتهم عروق النبض
لتترنح المشاعر على سلم الارق ثكلى ينبئ عن صرخة رفض ,, تلاحق لحظات هربت من قعرالذاكرة ,, ليعيدني إلى أيام تدمن كعادتها الركود,, أما حروفي صعدت تتربع على عرش السيرورة ,, تغطي بطريقة ما عشقها المولع في انتعال النفس الهارب من كل شيء إلى
الاَّ شيء ,, يفرض قرارا ارتجالي .. بينما الصور تكتظ ممزقة هي من دفتر ذلك العام القباع
في شلالات الحيرة ..
تسافر العين الى الماضي القريب ,,رغم ان هنالك ما يشدني إلى الـــغيب البعيد ...
أنثر الألم على أرصفة الغموض بعد أن ترك العام أثوابه لي ارتقها بخيوط الحسرة,,
وأبدأ في التحديق في ملكوت الأفق...
أيها الراحل هناك مذعورا .. لحضن الموت وخلفك أقف تائهة .. أغرق في بحر من
الذكريات يخسف قلبي حزنا وألما ,, فأحلامي اختبأت بين الغيمات الذاهلة في عز المطر..
بعد أن جرحتني أثناء رحلتي معك في أرجوان العمر,, أحتضن في قلبي ملامح الحنين ,,
بينما الوقت يموت على عتبات عام آخر ,,كأصابع حفرت حزنها بين ظلال الشوق ,,
أيها القلب الذي تشظىَّ على أيدي الزمن ,, طوق ذاكرتي بطوق من اللؤلؤ المكنون ,,
واكتب ما فيها على جبين الليل وارحل ,,ودعني وأنا على عتبات هذا العام أنعم ببعض
الراحة ,, افتح أحضاني إليه ,, أراه يطل علينا بوجه لا أعلم بعد ملامحه ,, ربما يلبس
مثلك قناع الوسامة والجمال والكياسة ويزين عنقه بقلادة السعادة ,, لا أملك سوى الانتظار
على رصيف الأيام ,,والغوص في بحر غموضك لأفك شيفرتك يوما بعد يوم ,,
سأغادر محراب صمتي لثواني فأنا لا أملك الآن سوى كلمتين لكل من لهم في قلبي اكبر
و أجل َّمكانة لأقول لهم :: " كل عام وأنتم بألف خير" ,,,,
(سفـــانة بنت ابن الشــاطئ )