انطوى عام من الأحزان
ضَمَّتْ محفظةُ التاريخ إلى سجلاتها عاماً هوى في آلامه, وأحزانه بوهدة الماضي السحيق, وأصبحَ ذكرى تعجُ
بما يندى له الجبين من صورٍ غيرِ مشرفة أمامَ أجيالِ المستقبل المجهول ..
فكلي أمل أن ينبثقَ من رحم الظلام مولود تتحقق فيه الآمال
وتنقشع الأحزان وتعلو البسمة الوجوه التي عفرتها الليالي وأنهكها طول الأنتظار
( 1 )انطوى عامٌ من تلالِ الهمومِ والأسى.
وقلبي في أمواج الحزن
بأوجاعهِ يلتطمُ ...
فإذا لاحتْ من سُجفِ الغمامِ بارقةٌ
سمتْ الروحُ وانزاحت ْ
عنها الظلمُ ...
ترى ضياءَ سرابٍ بقيعةٍ كُلَّما قرُبتَ
منه زالَ ما كنتَ
بنورهِ تتوَهمُ...
(2 )
هذه القدسُ ترسفُ في قيودِ الأسرِ
وبغداد تشبُّ النارُ
فيها وتضَّطرمُ...
أيُّها العالمُ المتحضرُ أهذه عدالتك ؟!!
سماءٌ تمطرُ دماً وأشلاءٌ
في الطرقاتِ تزدحمُ...
هذه أجفانُ الثكالى من البكاءِ تقرحتْ
ونحن في نوادي الألعابِ
نلهو ونبتسمُ ...
كلَّ يوم نودعُ قافلةً من الشهداءِ
ويرحلُ عنا من الشجعانِ
بطلٌ عَلمُ ...
( 3 )
و تُدكُ قلاعُ العلمِ والنور في ديارنا
ويُرفعُ ـ بأمر أعدائنا
للتقديس ـ صَنمُ ...
ويساقُ للسجون أقيالٌ بلا جرمٍ,
وتبقى الحثالةُ هم
الداءُ والسَّقمُ...
وتشرئبُ حضارةُ الغربِ متطاولةً
بأعناقها أمامَ المتَعولمينَ
لأنَّهم خَوَلٌ و خَدمُ...
فكم من الكبراءِ لشعوبهم يخذلونَ
وأمامَ العدو بمعاهداتهم
تضيعُ ثوابتٌ وقيمُ ...
يوسف الحسن