أدمنتني صبرا حبيبي
إذا الحبيبُ سقاكَ كأسَ المرِّ على هجرٍ
فامزجهُ تسامحاً
لعله يعذبُ...
أيُّها القلبُ المعَنى احتملْ آلامَ الفراقِ
إنْ كانَ المحبُ لا يزالُ
بوصلكَ يرغبُ..
وارضَ بحكمهِ وما يأمرُ ولو كان قاسيا
فحكمُ الحبّ
للحبيب مُحَببُ..
واقنعْ بما يأتي به الحبيب من جراحٍ فإنَّه
قد يقسو عليكَ
يوماً فلا تعجبُ..
وإنْ نأى به الزمان عنكَ يوماً
فربما بعد نأيه عنك
يحلو ويَعْذبُ...
والنفسُ إنْ لم تصبرْ على قيظِ الهجيرِ
فبأيِ كأسٍ ترشفُ
الشفاهُ وتشرَبُ...
براني الشوقُ من طول السهد والنوى
فقادني الوجدُ إلى طريقٍ
شائكٍ جلهُ نصَبُ...
وتلهفي للحبيبِ وحنيني له صارَ يجَذبني
ومُهجتي بدموع الليلِ
تَتَخضَبُ...
يا لائمي حنانكَ ما ذقتَ طعمَ الهوى
إنَ الجفاءَ من الحبيبِ بعدَ
التداني يصعبُ...
ليتك تدري ما جَرَّعني الهجرُ منْ مُرِّهِ
وسهدي لترَقُبِ الحبيبِ
بجفوني يَلعبُ...
فالنارُ بماء السماء و البحار يخمدُ لهيبُها
ونارُ الوجدِ يمدها من الجفون
دمعٌ لا ينضبُ...
يا معذبي بالرحيلِ والهجرِ حسبُكَ
فالحبُ عطاءٌ ووفاءٌ وتضحيةٌ
والهجرُ سهامهُ رائشةٌ
بالفؤادِ تنشبُ...
يوسف الحسن