دموع الفجر لي قلبٌ صافٍ كدموعِ الفجرِ نقاوةً يعشقُ عيونَ السماءِ ونقابُها السُحبُ... ويتخذُ من جمال الطبيعة سكناً وله في همسِ الورودِ شجونٌ وطرَبُ ... والحبُ دائماً يسري في الشرايين فتضيقُ بتدفقه تارةً والبعضُ يتَسَربُ... وفي الليل يطولُ سُهدي وتأملي أساهرُ وصوصَةَ النجومِ والفجر أترَقبُ ... ما لي أرى لقلبي في عينيكِ تساؤلاً ونارُ الشوقِ لرؤاكِ في مهجتي تتلهَبُ... إني عرفتُ فتنة جمالَ الحسن وما زلتُ أهوى عبقَ الورودِ ولشدوِ الطيورِ أطربُ... ففي تمايل الأغصانِ هيامٌ وطربٌ تميسُ بقدِّها غروراً ولكلِّ عاشقٍ مأرب ... قال: صَحبي كفاك حزناً فأوراد الوجود كثيرة فهلْ لديكَ في الهوى تجاربُ ... فقلتُ: القلب مضيء كزجاجةِ تصدعَ من كثرةِ الجَوى وعيني من دموعي تَشْربُ ... تأملتُ جمالَ الخالقِ في الوجود فوجدتُه بحراً يطفو المحبُ والجاحدُ يرسبُ... يا إلهي برحابك تنجلي القلوبُ وتسكنُ النفوسُ وبسواك يبقى الفؤادُ معذَّبُ... يوسف الحسن