أحاور الذكرى المسافرة إلى أراض بعيدة .. خلف ذرات من التراب ... لم أعرفها ولم تعرفني .. الغصة تستأنس الصمت ... أقف عاجزة أمام الحروف الساجدة في محراب الفراق ...
أمواج الدمع تمور... والأفكار تتشعب بين الدروب المبعثرة .. عند تخوم الدهشة تتجمد الدماء في العروق الملتهبة شوقا ... وبين فراغ المسافات يسكن الضجيج وتنتفض لغة القلق .. ظل روحك يا والدي الغالي معلقة على أستار روحي .. فاغرورقت الكلمات وفاضت كؤوس الحنين...
مذ ودعتك آخر مرة .. عند عناقنا وأنا أقبل وجهك المشرق ... أغريتك بالبقاء ..رجوتك.. وأنا أختبىء بين أحضانك الدافئة راودني إحساس أنها المرة الأخيرة التي سأنعم فيها بلحظات الدفء النادرة .. لا تسألني كيف .. لكن هذا هو إحساسي الذي عرفه كل من حولي ..
غبت ولم يغب وجودك في شراييني .. يحصدني الوجع يا حبيبي في كل الفصول .. فقد كنت بهجتها .. ضحكتها .. ورونقها .. أعود للذكرى لعلي أشحذ سيف العزة .. الشهامة .. كل عام أعلق لك نجمة في سماء الإباء .. واليوم أصبح عدد النجمات ثلاثة .. آآآه يا والدي الغالي كم أشتاقك .