آخر 10 مشاركات
كنا صغارا نلعب (الكاتـب : - )           »          العيد في حبكم (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          واشتعل الرأس شيبا (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          حياة الحب (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          هوس مريض / زهراء (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ضياع وأوجاع وخداع !!!! بقلمي اليوم . (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ما اغلاها (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          وأد القصائد (الكاتـب : - )           »          هل من مشكلة ؟! (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ماذا بعد؟ (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من صباح الجمعة : جمعة مباركة للجميع إن شاء الله عواطف عبداللطيف من واجب العزاء : تتقدم بالعزاء والمواساة للشاعر ناظم الصرخي بوفاة شقيقته ,,رحمها الله برحمته الواسعة وأسكنها فسيح جناته ,,وإنا لله وإنا إليه راجعون دوريس سمعان من صباح الورد : طيب الله جمعتكم برياحين الجنة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 12-28-2009, 11:46 PM   رقم المشاركة : 1
أديبة وقاصة
 
الصورة الرمزية سولاف هلال





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سولاف هلال غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي على أعتاب العالم الآخر




على أعتاب العالم الآخر

ينبغي ألا نخاف من الموت إلا
إذا خفنا من استبدال ثوب بثوب
( غاندي )

لست بحاجة إلى أن أمتحن ذاكرتي أو أضغط عليها لأتذكر ماحدث ، فما حدث يمر أمامي كشريط سينمائي كلما أردت الرجوع إلى ذلك اليوم ، بل إلى تلك الساعة الساقطة من عجلة الزمن .
لا أنكر أن ماحدث كان تجربة قاسية ، خضت غمارها رغما عني ، ولكن .. أليس الموت هو أقسى ما فرضه علينا الوجود ..
الموت.. ذلك القدر المبهم الرهيب .. الذي يحمل بين طياته أسراراً وأعاجيب ، آن له في تلك الساعة أن يتكشف أمامي ليغدو لي فيما بعد ، مجرد رمز لتلك اللحظة التي ينتقل فيها المرء من حياة إلى حياة .
لم يخطر لي حين ألقيت بجسدي المريض على طاولة العمليات وناولت يدي لطبيب التخدير ، بأنني سأخوض في خضم من الأسرار ، ولشدما كانت دهشتي حين وجدت نفسي أقف بالقرب من جسدي !! كان مشرط الطبيب حينها يحاول أن يشق طريقاً للوصول إلى عضو لطالما ظل يستغيث ، تدفقت الدماء .. ارتعبت .. أشحت بوجهي ، وإذا بي أمام رجلين ، يبدو أنهما كانا في انتظاري !
يمكنني الآن أن أصف الرجلين بمنتهى الدقة والتفصيل ، رغم أنني لم أتأملهما طويلاً ، فقد سارا حالما وقع عليهما بصري فتبعتهما دونما إرادة .
شابان فارعان لم يتجاوزا العشرين ، منحهما الله جمالا لم أر في حياتي له مثيل ، يرتديان زياً وردي اللون وعلى الرغم من أن ملامحهما تشي بالطهر والبراءة ، فإنني تهيبتهما لسبب أجهله تماما .
كنت أحث الخطى في إثرهما عبر الممرات الملتوية وعيناي تحدقان في سقوفها المصنوعة من مادة شفافة ترسل ضوءاً وردياً مبهراً ، أضفى على المكان سحراً جعلني في حالة استرخاء ذهني ، والحقيقة أني تبعتهما كالمنومة ، لأن ذهني كان خاليا تماما من أية فكرة تفسد صفو تلك اللحظات التي قضيتها في استكشاف أماكن لم تطأها قدمي من قبل ، وليتني بقيت على ذلك الحال ، فقبل أن نصل إلى آخر ممر سلكناه وفيما كنت مستغرقة في الصمت والتأمل ،اجتاحتني أفكار سوداء جعلتني في حالة هلع ثم انهالت التساؤلات :
ـــ ترى من يكونان هذان الرجلان .. الى أين يقودانني .. والى أين ستفضي بنا هذه الطريق ؟
ولست أدري كيف فتحت لي من ذلك المكان فجوة تطل على المستشفى الذي يرقد جسدي فيه ، أدركت حينها حقيقة ما ألم بي فعقد الخوف لساني ، وانحبست في ظلمة نفسي للحظات ، بعد أن رأيت الأطباء يحاولون عبثاً بث الروح في جسدي ، فأعلن كبيرهم أنني غادرت الحياة .
إنه لمفزع حقاً أن يجد المرء نفسه موجودا بكل كيانه ، في حين أنه يعد ميتا بين الأحياء ، وما أصعب أن يصبح معزولا عن عالمه ، منفيا عن أهله ، تضنيه الوحشة وترهقه الغربة عن المكان .
حاولت التحدث إلى الرجلين ، لكنني فشلت ، كما فشلت كل محاولاتي في التعبير عما تكابده روحي ، وظللت أصغي إلى الصرخات التي راحت تتخبط وتتحطم بجدران نفسي دون أن تنطق شفتي بكلمة .
لقد بدا لي أن الرجلين يعلمان بالخوف الذي يسكنني ، وذلك من خلال نظراتهما التي تنم عن عطف وشفقة ، لكنهما وعلى الرغم من ذلك لم ينبسا بحرف .
لقد مرت لحظات الألم تلك وكأنها دهر ، استنفدت خلالها قدرتي على التحمل ، فليس أصعب من تقبل فكرة الموت ، ولأنه ما من وسيلة إلا الاستسلام للواقع الذي فرض علي ، قررت أن أعد نفسي لهذا التحول الشامل الذي فاق كل التصورات ، ورحت أحدق في الأشياء كالوليد الذي يحاول استكشاف عالمه الذي يراه للمرة الأولى .
استأنفنا المسير ، وعند باب عملاق توقفنا .. أخذ كل رجل مكانه على أحد جانبي الباب ثم دفعا مصراعيه في آن معاً ، فانفتح الباب على قاعة كبيرة ، طليت جدرانها باللون الوردي ، يتوسط أحد تلك الجدران باب مغلق ، وقفنا عنده في انتظار إذن بالدخول .
وفي تلك الأثناء لمحت نافذة تطل على حديقة غناء ، أسرعت نحو النافذة .. أرسلت بصري ليجوب أرجاء الحديقة الشاسعة، ياإلهي .. إنها تضج بالحياة .
أناس من مختلف الأجناس يلهون ويمرحون ، وحالما أحسوا بوجودي راحوا يتطلعون إلي بود ، ويرسلون لي ابتسامات وإيماءات تدل على الترحيب .
بين العشرات من الوجوه وقع بصري على وجه بدا لي أنني أعرفه .. أطلت النظر إليه .. تذكرت صاحبته انها صديقة قديمة ، ماتت منذ سنوات إثر إصابتها بمرض عضال .
شعرت بالغبطة وأنا أتصفح الوجوه كلها .. أرسلت بصري الى أبعد نقطة في الحديقة التي لاتحدها حدود ، إنه لشىء جميل أن تلمح بصيص ضوء في ليل بهيم ، فما بالك بهذا المهرجان الذي يضم هذا العدد الهائل من الأرواح .
لقد منحوني الراحة والطمأنينة خاصة أنني قد تصورت ولأكثر من مرة أن هذين الرجلين يقودانني إلى الجحيم .
لم أتحدث الى أحد ، لأنني لم أجد في نفسي الشجاعة خشية أن يخالف ذلك قوانين المكان ، فآثرت الصمت على أن أعرف أشياء كان بإمكاني معرفتها لو أنني تحدثت إلى أحدهم .
سحرني ذلك العالم وسررت لأنني سوف أصبح جزءاً منه ، تأملت حياتي التي مرت فوجدت أنها لم تكن الا وهما عشت سنواته دون إدراك ، تعلمت أشياء كثيرة وعرفت أشياء كثيرة لكنني لم أعرف أن الشعرة التي تفصل بين الحياة والموت هي ذاتها التي تنقلنا من الوهم إلى الحقيقة .. الحقيقة التي ترقص أمامي معلنة عن ميلاد جديد .
وفي اللحظة التي ذاب فيها الخوف بالمتعة والتأمل والرغبة في الاكتشاف ، وصلتني إشارة جعلتني ألتفت إلى الرجلين ، يا إلهي .. لقد نسيتهما .
توجهت إلى الباب المغلق ، حيث كانا يقفان ، عاودني الخوف فتساءلت :
ـــ إلى أين يفضي هذا الباب ؟
وقبل أن أسمح للأفكار أن تعبث بي تنبهت إلى أمر ما كان يحدث ، فرحت أتابع الرجلين وأحاول أن أفسر كل نظرة أو إيماءة تصدر عنهما .
لم أتمكن من التوصل إلى شىء في أول الأمر ، لكن سرعان ما استفززت موهبتي في الاستشفاف ومعرفة بواطن الأمور .. ضاعفت من قدرتي على التركيز ، فاستنتجت أن رحلتي إلى ذلك العالم قد انتهت ، وآن لي العودة من حيث أتيت .
لم تكن مغادرتي لجسدي أمرا صعبا ، لأنني خرجت منه كما تخرج الشعرة من العجين ، لكن الصعوبة تكمن في العودة إلى الأرض ثم إلى الجسد .

قاسيت في رحلة العودة ما قاسيت ، لكنني عدت في النهاية إلى جسدي الذي كان يرقد دون حراك ، فاستراح كل من حولي لكنني لم أسترح .
لقد أحببت ذلك العالم وتمنيت الانتماء إليه ، لكن رحلتي لم يقدر لها أن تكتمل فانتهت عند باب موصود .
لماذا انتهت رحلتي ؟ لماذا لم يرد لي الولوج في ذلك العالم ، رغم أنني اقتحمته وانتهكت جزءا من أسراره ؟!
أنفقت وقتا في التفكير والتساؤل ، إلا أني سلمت في النهاية بأن هنالك حكمة وراء ذلك، حكمة لايدركها من ذاب في الحياة ونسي ولو للحظة بأن القوى السماوية قادرة على أن تمنحنا فرصاً نعجز عن مجرد التفكير بها .
الآن .. تتملكني رغبة عارمة للعودة إلى ذلك العالم من جديد ، لكي أعرف ..
ماذا وراء الباب المغلق ؟













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:51 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::