يا أيها القلمُ الحزينُ بشعرهِ =إنّي أتيتُكَ كيْ أخط َّبياني
كأسي ككأسك مثقلٌ بمرارةٍ=من علقم الوجَعِ المَرير ِ سقاني
قد هزّني شوقي الكبيرُ لموطني=وتماوجت بين الخُطى ألواني
أهْمي على طول الطريق بدمعتي =صوراً ملوَّنةً من الحرمانِ
وببابه يجثو الفؤاد ليرتويْ=وتزاحَ عن عتباته أشجاني
فلَكَمْ نَثَرْتُ على الشوارعِ لوعتي = وعميقَ آهاتي وبوحَ لساني
حبٌّ كبيرٌ هَبَّ يهتِفُ في الحشا=في خافقي وجوارحَ الوجدانِ
لكنني رغم الهموم عصيَّةٌ =لا أرتضي عنه بديلا ثاني
سأظلُّ مثلَ الفجرِ يرفلُ بالضُّيا= كالأرضِ ، ينبض بالحياة كياني
الأخ الكريم الشاعر جميل داري
أخذتني حروفك الى وجع الغربة
الغربة بحر من الألم
على ضفافه يتكسر الضوء ليعم الظلام
والنوارس تتوجع فتطوي أجنحتها للرحيل
تخترق الريح زجاج النوافذ وهي تولول
فيكبر بركان الحنين
ويلتهم كل شيء داخل الروح
.......
الغربة شهقة رضيع نال منه الجوع
تأبى الخروج
آه للبيت
والأهل
والوطن
والتراب
ولآحبة يسكنون نبضاتنا
بحاجة الى أحضانهم لنستمد الدفء
ونشعر بالحياة
بعد أن تجمد كل شيء داخلنا
أعذر حروفي
ونبقى نتمسك بالأمل ...
في أن نعثر على خيط الشمس في آخر النفق