عندما استفزتني بكلماتها في مشاعر لاتحتمل التأجيل بات لزاماً على ريشتي أن تستنفر ألوانها
وأقف أنا متسائلاً كيف سأرسمك وبأي لونٍ تريدين ايتها الحورية التي تستهويك حبات الرمل فتشاكسيها بأطرافك وترسمين بسماتك حروفاً وكلمات
شاردةً صوب السراب
تبحثين عن الماء خارج حدود البحر
وتمارسين سذاجتك الأنثوية بجدارة ؟
انا إمرأة جدائلي مجدولة بحنيني للوطن وعطري زعتر بري
أجيد كل فنون الأنثى ولكنني أمارس طقوسي في مخيلتي
فأراقص اشجار الزيتون تارة
واتكئ بدلع الأنثى على جذع شجرة زيزفون تارة اخرى
أقفز في الهواء ثم ارتمي بحضن شجيرة ريحان
وأطير قبلة محملة بالحنين لسرب من السنونوات
اذن حددي لنا المكان والموعد وستكون لوحتك مخضبةً بألوان قوس قزح عاكسة لون الشفق على مكامن الحزن في صدري وصدرك لوطن تتغامز عليه الأعين وتدمع له مأقي المحبين
سأكون هناك عند شاطئنا المخضب بذكرياتنا الجميلة ،
اتذكره؟
اسأل عني حبات الرمل الدامعة ، ستروي لك همساتي التى لم تصلك ،
ابحث عن أثار خطواتي التي ستوصلك الي في اخر المطاف.
اعلم بأن بينك وبين البحر حالة عشق تشهد عليها خيوط الشمس وجنون الموج، ولهذا لم تقلقني حقيقة خوفي من البحر، كنت اعلم بأنني سأمسك بطيبة قلبك اذا تحطمت سفينتي وضاع مجدافي.
ها انا وصلت وهيأت اللوحة والعنوان
( ماذا لو أرسم سلوى حماد )
على غير هدى
وجدت نفسي أسير
حافية القدمين
وعيناي ترحلان إلى البعيد
أبحث لي عن اسم
عن هوية
عن عنوان
من أنا...ومن أين أتيت؟؟
من رحم الأحزان نولد وتُمتشق السيوف ضدنا ثم تصهرنا النائبات في بوتقة العشق فتنساب من أرواحنا دفقات ألمٍ ترسم لنا خطوط الطول عل مساحة الرمال المحاذية لشاطئنا وبالتفاتةٍ لبوصلة القدر يدلني الطريق اليك
قل لي بربك كيف علمت أنني في انتظارك
وكيف إلى دربي اهتديت؟؟..
فجئت وهطلت علي كحبات المطر
وأغرقتني في بحر حنانك حتى ارتويت
سيظل سؤالي التائه عالقاً على أهداب فضولي
من أين أتيت أيها الفارس الأصيل ؟؟؟..
من وجعي أتيت مهرولاً علّي أتوه في مرابع نضارة لونك فتنتشلني مواسم الزيتون في عينيك
أليس للوجع عنوان؟
ماذا دهاني؟؟..
لقد ترنح باللحن لساني
وأغمضت عيني منتشية
لأتذوق رحيق اللقاء
وفجأة أصحو
فداخلي يؤرقه الفزع
من رحلة عذاب
ومحطات جديدة من الوجع
سيدي يا سيد أحلامي
يا ضحكة متدثرة بالبهجة
هل أتيت من الزمن القادم
المرصع بالأماني وحلو الآمال؟
يا رجل كل المواقف
روحي في رحلة سفر دائم
ربما يكون بين ألوانك رمزاً للحرية فيتأقلم الجرحين بذات الشجن لأمارس أغنيتي الفيروزية
سأحتفظ بشيءٍ واحدٍ فقط من طقوسي ، خلفية فيروزية ترطب زوايا روحي بزقزقة ملائكية.
لقد كان لقائي معك مباغتاً ، جاء دقائق قبل اقلاع طائرة امنياتي فغير مسار رحلتي... كان السفر معك قدر
واللقاء تذكرة سفر لفراق جديد.
كنتُ لك بمثابة مجهول استفز روح المغامرة المجنونة وكنت مكشوفاً لي منذ الوهلة الأولى ، وهناك عند مرافئ التائهين اكتشفنا بإننا نكمل بعضنا البعض.
عزائي فيك انك نخلة تشبه عراقي وانك زيتونة متنقلة بين أرجاءه تضوعين عطراً يشابة نسيم دجلتي
صدقني بأنني اشعر بالتشرد تحت أقدام الغربة القصرية التى لم اخترها..
تجاعيد الألم التي أراها فوق جبينك تذكرني بشقاءك وأحلامك الوردية البريئة التي صادرها زمن الجفاف الذي نعيش.
أراك كثمرة صبار..وبا لرغم من أشواك الهم والحزن التي تحيطك فمضمونك هو الأجمل..
ما كنت الا علامة استفهامٍ تتجرد من معناها لولا دفق موجك البلوري الذي محى مخطوطات الشقاء المرسومة على جبيني ..
اظن بأنه قد حان الوقت لأجتث جذور علامات الاستفهام وألوذ بصمتي حتى تحمل لي الأقدار مفاجأة عنوانها حضورك.
وبين الحضور ودهشة ريشتي التي بدت منها الألوان تتشابك بحنان يستلقي ربّان الشوق على كاهل حسراتي فترتجف اناملي قبل أن تلامس هفهفات شعرك المصلوب على لوحتي
وبين أناملك الحيرى يستسلم شعري الغجري
لتسافر فيه وتشكله كيف تشاء
و في حضن كفيك ترقد راحتي
لتنام على دفء يديك
زاهيةٌ أنت وعلى كفيك وشم الوطن الذي أعشقه فهل يأويني؟
كيف استطعت أن تقترب برغم من كل أشواك الحذر التى رشقتها حولي حتى لا تطولني سهام الوجد وكيف حولت كل هذه الأشواك إلى سهام محبة أخترقت بتلات قلبي لتتفتح وتحتضن الندى المتقاطر من روحك ؟
كيف استطعت أن تختزل اللاممكن ليكون ممكناً؟
ربما تعيقني بعض الأشواك في مرحلة الجفاف لكن أرضي أبت الا أن تخصب نفسها بنفسها وتنجب نزق الشباب ليمارس ثورته على الحروف ويوقف دفات الوقت
معك أعطل دفة الوقت وأعود بالسنين الى الوراء، أمارس شقاوتي حد الجنون وأفرط عقد الكلمات وأشاكس الحروف من الألف وحتى النون، فهل تريد المزيد ؟
ستضل راية عشقي للحرف منصوبة وتحت أهداب كلماتك قراءة تخفي ملامح شيخوختي
تعقل ، فأنا لست كالبقية ، سأتيك كموجة غجرية ، كإعصار مجنون يترك على خارطتك معالم غير قابلة للنسيان.
وعلى مساحة الضوء العائمة فوق بحر اشتياقك أقرأ عناوين ارتكزت على فؤادٍ يتأوه لزفرات أطلقتها مدينة حزنٍ يغطيها الرماد .. والفينيق فيها متوثب للظهور
ماذا أكتب لك وفرحي بك أكبر من الحرف، لقد تعودت عليك فاكتملت صورتي على صفحة القمر، واجتمعت كل النجوم في حلقة رقص لتزفني إلى قلبك في ظاهرة كونية لم يسبق لها مثيل، امتلأ القلب بك لدرجة بتٌّ أشعر بأنني تحت تأثير تنويم مغناطيس وأنني لا أجيد في حضرتك إلا الصمت والتأمل.
سأخط الآن اسمي على بابك فاغفري لي مشاغباتي
أرجوك لا تعيد اقتحامك لمملكتي،
لا تبحث عن نافذة تباغتني منها لتسرق ما تبقى من عمري،
هوسي يجلجل فضاء الوطن المسلوب وقلبي تعتّق بالعشق فأين أنت كي استرد بعضاً مني
أعترف لك بأنه ليس أمامي إلا أن أحبك حتى أستعيد عافيتي ،
وأنه ليس أمامي إلا السفر في عينيك حتى أستعيد قدرتي على تمييز الألوان ،
وليس أمامي إلا أن أنغرس في حدائق قلبك حتى أمارس طقوس الياسمين ،
وليس أمامي إلا أن أرتشف حلاوة الكلمة عندما تنساب من شفتيك حتى أتخلص من مرارة حاضر ينقصه أنت،
سألملم بقايا أشلائي و أرحل إلى حيث أنت ، أعيش بين بعض أجزائك ،
أو في بيت من قصائدك،
وما أنت مني منزلاً الا كما =حاذى لسانك يا صديقةُ فاكِ
فبأي معجزةٍ تهيم مرافئي=وبأي أوراقٍ أخطُّ صداكِ
أين أنا الآن مني؟
منذ زمن وأنا أبحث عني
أبحث في قصاصات الماضي فأجد شيئاً مني
وأبحث في أروقة الحاضر فلا أجدني
يوماً أرى نفسي كلون حائر
على لوحة تتزاحم فيها الألوان
أني سقيتك وردتي من أدمعي – فيجور غيري إذ يشم شذاكِ
سؤال حائر يتردد خجلاً
على أطراف اللسان
تنهكه الرحلة فيعود
ويرقد بلا إجابة على الشفتين
ماهو؟
سؤال يركض خلف سؤال يسبقني اليك وأتبعه لاهثة لعلي أفوز بإجابة في أخر المطاف.
برفقتك أصاب بدوار البحر فارتطامات أمواجك لا تتوقف وتفقدني السيطرة على ادارة دفة لقائي معك، تكون البداية هادئة ، غيمات مثقلة بالمشاعر تتبختر في سماء اللهفة،
تهطل بعصارة روحك فتبلل روحي فتشبعها بأرقى المشاعر،
وبعد؟
عندما كنت أرى في عينيك صدق النوايا كنت أندفع باتجاهك متوشحة بشفافية الإحساس ودفء المشاعر لأهطل على صحرائك كل ما تحمله مشاعري من إحساس.
عندما كنت تغمض عينيك كنت أراك تحتضن أحلامي وعندما تفتحهما كان الصبح ينبلج معلناً بداية عهد جديد بلون جديد تتوارى خلفه كل الألوان الباهتة ونظريات الطبيعة القاسية.
يبدو يا سيدتي حان وقت الإنتهاء فمحبرتي قاربت الجفاف وأشعر أني رسمت انثى كانت تختبئ خلف ظلها!!!!!"
نعم انا هي،
نعم أنا النسخة المطورة من امرأة فككت لغزها بمهارة ، ومن غيرك كان ليفعل ذلك؟؟؟
وسؤالي قبل الرحيل ماذا يحلو لك ياسلوى الغالية ؟
يحلو لي أن أتخيل لقائي بك على ظهر سفينة خيالية تجوب بحار الأحلام الوردية ، نرسم فيها معاً ملامح لرومانسية من نوع جديد نهزم فيها المسافات ونعانق زرقة البحر ونلتحف صفاء السماء ،نضع الهمسات ، وندشن أبجديتنا الجديدة ونلوح للعاشقين الهاربين من عيون المتطفلين الى الشطآن، نلقي لهم بعض من خلاصة أبجديتنا...كم من الوقت يلزمهم ياترى ليتعلموا ابجدية التناقضات؟؟؟
وبتاريخ فجر الثاني عشر من أيار تنتهي اللوحة موقعة
بماذا لو أرسم سلوى حماد
معتذراً لها هلوساتي ومشاغباتي والتجاوز على محراب حرفها
ملحوظة : الأزرق من حروف سلوى