ثنائية (ما قبل الحروف ..وما بعد الكلام ) منوبية كامل الغضباني & الوليد دويكات

ما قبل الحروف ....وما بعد َ الكلام ْ

ما قبل الحروف ....وما بعد َ الكلام ْ





( 1 )


قبل الحروف ..
قد كنت ُ أبحث ُ عن لغة
كي أستظل ّ َ بمفردة
ما كنت ُ أعرف ُ أو أعي
شكل َ الحروف
أو لونها ...
قبل َ الحروف ..
قد كنت ُ أرنو للجداول ِ والحقول
وأسائل ُ الأزهار َ عن شكل ٍ جديد ٍ للكلام ْ
واليوم َ أبدأ رحلة ً
لا تشبه ُ الرحلات ِ السابقة
وهنا سأنحت ُ من صخور ِ الحس ّ حرفا ً كي ْ يعانق رغبتي
اليوم َ أبدأ من جديد ْ
فأنا الشعاع ُ السرمدي
وأنا الطريد ْ
وأنا المُـغنّي حين يُطربك ِ النشيد ْ
والأن تبدأ رحلة ٌ
ما بين َ دَعد ٍ والوليد


ما قبل َ الحروف ...وما بعد الكلام ْ

قبل الحروف.......وما بعد الكلام
قبل الحروف أصابعي ميتورة
تئنّ في السّهوب
لم يزل الفؤاد معتّما
يهندس خرائط وجع
يبعثر كلّ القصائد في دمي
يصادر حروفي
فأركب صهوة شجن
وينسكب ليل في دمي
فتتوه عنّي مجاري حنيني
ويدقّ الكلام أوتاده في غسق ليل
فأنسى كيف أكتب إليك
ويسرف حرف في صمته
فقل
كيف أدلي بانخرامي إليك
وقد جفتني الحروف ......


الوليد لك روعة البداية ......
ما قبل الحروف
وما بعد الكلام .....

ما قبل الحروف ...وما بعد َ الكلام

( 2 )


هذا الصباح
لا أشتهي فنجان َ قهوة َ قربَ شُرفة َ منزلي
لا رغبة ً تجتاحني
لأراقب الأزهار َ في حقلي الجميل ْ
لا فكرة ً أصبو لها
لتنام َ فوق َ دفاتري
هذا الصباح
خاصمت ُ نفسي
هي في مكان ٍ ساكن ٍ في ذلك الرُكن ِ البعيد ْ
وأنا هنا
مذياع ُ بيتي صامت ٌ
حتّى الجريدة َ لم أفتش ُ ما بها
لا شيء َ يجذبني لأعرف َ ما أريد
كل النوافذ ِ مغلقة




الوليد

ماقبل الحروف......وما بعد الكلام
3

من الوريد الى الوريد
تغتالني أحلام وليد
وتقطع أعناقي
فما كنت أحسب نواك
أرقا صبّا
وألما خلبا
فأين همسك الذي يغري
وأنت منّي في الجوانح تسري
أما زل الصّمت يتقن كتم أنفاسنا
ويبيح أشجاننا
والحرف يدور في فلكنا
يتسّلق أغصان الشّوق
ثمّ ينزف في أوصالنا
ويصادر مواسم العشق ...
فبأيّ الحروف ألقاك....
فلي في الهوى أشياء
تغفو على أعتاب
ولي صباحات تسافر خلفها الصّباحات
وكلّ النّوافذ مغلقة
ولا شيئ يجذبنا لنعرف ما نريد

ما قبل الحروف ....وما بعد الكلام

( 4 )

للحُب ِّ رائحة ٌ تفوح ُ حبيبتي
عبر َ الحروف
للشوق ِ غاليتي حديث ٌ ماتع ٌ
رغم َ الظروف ْ
أأبوح ُ لك ْ ؟
أيفيض ُ بوْحي مثل فيض ِ مدامعي
رغم َ الجراح ْ ؟
سأبوح ُ هذا اليوم عن شوقي لهدبك ِ للغمام ْ
فلربما يدنو مساء ً من ديارك حاملا ً منّي السلام ْ
فلتفتحي كلّ النوافذ ِ عانقي منّي الحروف
فأنا أحبّك ِ يا امرأة من بَيْلسان ْ
عيناك ِ ورد ٌ فد تفتّح َ في عروقي مرّة ً
كالأقحوان ْ
أمّا قوامك ِ حين َ تمشي خيزران ْ
وهناك َ يسكن ُ فوق َ خدّك ِ واحة ٌ
من كل ّ أنواع الورود ْ
فمتى يعود .....
للعاشق ِ المشتاق ِ همسُك ِ من جديد ْ
ويضيء قلبي حبّها
لو تعلمي يا دعد ُ كم ْ أنت ِ بي
إنّي أراك ِ حبيبتي
في كل ّ شيء
إنّي أراك ِ مليكة ً بين َ النساء
وأراك ِ في كل ّ الأغاني والكلام ْ
هل تذكرين ...
يوما ً همست ُ بمفرداتي عاشقا ً
فخشيت ِ من ْ بوحي الجريء
هل تذكرين ...
كم مرّة ً حاولت ُ أن ْ آتي إلى ذاك َ المكان ْ
كي ْ نلتقي
ورسائلي كانت ْ تحاول ُ أن تبوح َ بكل شيء ْ
ما زلت ُ أجهل ُ ما مصير ُ رسائلي
للحب ّ رائحة ٌ تفوح ُ بخافقي




الوليد

ماقبل الحروف .......وما بعد الكلام
6
إليك أروّض قلبا عنيدا
فتتأرجح الحروف بين أناملي
لهفة روح لانت لغتها .
فإلام يمزّقنا صمت
ودفء الحبّ في طلاسم الكتمان يُراق
وهواك يركب جفني
يرسمك على لوح العمر
عرسا مستمرّا .
أنا ما جئتك غازية
ولكنّ لحظة اللّقاء أعلنت مواعيدها
وإنّك لمحنتي القديمة
أخطّها على جوانح النّوارس
ما قبل الحروف.......وما بعد الكلام

دعد

ما قبل الحروف ...وما بعد الكلام

(7)

يا ليت َ شعري لو تحن ّ عوائدي
فيُسر ّ أحبابي ويبكي حاسدي
هجم َ البعاد ُ على فؤادي مرّة ً
يا ويل َ قلبي بالبعاد ِ الوارد ِ
كم بت ّ أشكو من فراق ِ أحبّتي
وحنين ُ قلبي كان َ أكبر شاهد ِ
ضاقت ْ بنا كل ّ الديار لهجرها
من كثر شوقي أو لطول ِ تباعد ِ
واها ً للحظ ٍ قد ْ أصاب َ متيما ً
فانصاع َ مُشتاقا ً وغير مُعاند ِ
أيغيب ُ ظبي ٌ ضاحكا ً متبسما ً
وأظل ّ أبكي كاليتيم ِ الفاقد ِ ؟
لو كنت ِ مثلي في الهموم ِ حبيسة ً
لأتيت ِ لي برضاب ِ ثغر ٍ بارد ِ
كم مرّة ً يا دهر ُ كنت َ خَبرتني
وسقيتني كأس َ الفراق ِ الوارد ِ
حتّام َ تُبعد ُ من أحب ّ تسومني
وتزيدني جرحا ً بطعنة ِ حاقد ِ ؟

الوليد

ما قبل الحروف......وما بعد الكلام
8

عندما لا يبقى للحبّ بيننا سجيّه
وتسقط القلوب في مجاهل الأقدار
عندما يطلع علينا الفجر كعنقود قديم
عندما يطوينا فراق أو نسيان
وتغتالنا المسافات البعيدة
وتتلاشى خطواتنا على الدّروب
ويفاجئنا زمن مثقّل من خطايانا
فاعلم أيها المتبرّج فوق الفؤاد
أنّ الحبّ ليس يبلى
وأنّ مواسمه باقية
تترصّد قوافل النّور
ومسارب سكرى
ووشوشة لم نقلها
تذوي على الفم ....
تتفتّح ...
فيعربد الوجد بخافقي
وأذكر أنّك ذات مرّة
قلت لي أنّك تحبّني...
وأنّي تسللتُ والهوى لوّاع
إلى أزمنة
ما قبل الحروف
........وما بعد الكلام
فيا ويل َ قلبي بالبعاد ِ الوارد ِ

ما قبل َ الحروف ..وما بعد َ الكلام

(9)

استيقظي قبل َ الطيور ْ
فحقيبتي ملآى لكِ بالكلام ْ
وتوسدي حرفي الأنيق ْ
قد جاء يهديك ِ السلام ْ
هل ْ يا رفيقة ُ تسمعي صوتي العتيق ْ
صوتي المدجج بالهيام ْ
هل تلمحي حرفي الرّشيق ْ
كي تقرأيه رفيقتي
قبل َ المنام ْ


الوليد