تقديري لك أديبتنا الغالية دعد على هذا الطرح الراقي.
في مقولة للفضيل بن عياض يقول فيها :
لو أعلم أن لي دعوة مستجابة عند الله لجعلتها في الحكام . قالوا له لماذ تجعلها في الحكام، قال إن الحاكم إذا صلح صلحت الرعية.
لذلك يقال إن فساد الرعية يتحمله الحكام ومن يدافع عن الحكام في الإعلام وغير ذلك ، وصلاح الرعية للحكام فيه أجر كبير عند الله. ذلك لأن الأول سن الظلم و الثاني سن العدل.وهذا من تحصيل الحاصل.
ومصداقاً لذلك يروي لنا أصحاب التواريخ والسيّر في كتبهم قالوا كان الناس إذا أصبحوا في زمان الحجاج يتسألون إذا تلاقوا من قتل البارحة ومن صلب ومن جلد ومن قطع رأسه وما أشبه ذلك .
وكان الوليد بن هشام صاحب ضياع واتخاذ مصانع فكان الناس يتسألون في زمانه عن البنيان والمصانع والضياع وشق الأنهار وغرس الأشجار.
ولما ولي سليمان بن عبد الملك وكان صاحب طعام ونكاح فكان الناس يتحدثون ويتسألون في الأطعمة الرفيعة ويتغالون في المناكح والسراري ويعمرون مجالسهم بذكر ذلك .
ولما ولي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كان الناس يتسألون كم تحفظ من القرآن وكم وردك كل ليلة وكم يحفظ فلان وكم يصوم وما أشبه ذلك , ولهذا قيل : إن مثله كمثل السحاب التي يرسلها الله تعالى بشراَ بين يدي رحمته فيسوق بها السحاب ويجعلها لقاحاَ للثمرات وروحاَ للعباد .