نصائح تمنح الطفل الاستقلالية استعدادا لدخول الحضانة

بعد مرور عامين على مولد الطفل يصبح الوقت مواتيا ومناسبا كي تتنفس الأم الصعداء وتخصص الوقت لذاتها، وآن الأوان أن يتعلم الطفل الاستقلالية عن طريق اصطحابه إلى الحاضنة أو مركز الرعاية الخاصة بالطفولة.
ولكن الانفصال يسبب الكثير من المشاكل والمشاعر المختلطة سواء على الأم أو الطفل، ففي كل عام تترك ملايين الأمهات أطفالهن يبكون بكاء مريرا لدى تلك الحضانات التي تتقاضى أجورا كبيرة نسبيا، ورغم أن الطفل قد يتوقف عن البكاء بعد خمس دقائق من مغادرة الأم للحضانة ويبدأ باللعب والانخراط إلا أن مشاعر الذنب الذي تحمله الأم بداخلها يستمر لساعات وأيام وأشهر.
ولا يمكن التخلص من تلك المشاعر عند الأم والطفل، ولكنْ هنالك طرق عديدة يمكن اتباعها لتقليل التوتر والألم على الجميع. فهنالك أطفال يشعرون بالطمأنينة لمجرد رؤية الأم قريبة منهم وآخرون يتشبثون بالأم ولا يتخيلون أنفسهم بعيدين عنها عدة أمتار، في حين أن الأطفال الذين يكبرون ويترعرعون في كنف أسرة كبيرة لا يشعرون بتوتر لوجود وجوه كثيرة حولهم ويمكنهم التأقلم مع أشخاص غير أهاليهم. فيما يشعر الأطفال الوحيدون الذين يعيشون في كنف أسرة غير اجتماعية بصعوبة أكبر في التأقلم.
كما أن الأطفال الذين اعتادوا على تسلية أنفسهم من دون وجود الأهل يتأقلمون في الحضانة أسرع من الأطفال الذين لم يحظوا بفرصة البقاء مع ذاتهم بسبب عناية الأم الشديدة أو المفرطة. فالأم يجب عليها أن تترك طفلها بعض الوقت وحده في مهده يسلي ذاته وألا تهرع إليه كلما بكى إلا إذا كان سبب البكاء الجوع أو الرغبة في تغيير الحفاظ أو أنه يبكي بسبب ألم أسنانه أو أي ألم آخر.
ويتمكن الطفل الذي يترك وحده لفترة من إلهاء ذاته فتسمعه الأم يغني لنفسه أو يصدر أصواتا مسلية، الأمر الذي يجعله ومنذ سن مبكرة قادرا على أن يكون مستقلا وغير مرتبط ارتباطا وثيقا زائدا بالأم.
وهنالك أطفال يختبرون مشاعر الانفصال القاسية بسبب رغبة الوالدين في أن يشعر الطفل بهذه المشاعر، وهؤلاء الآباء في الغالب يتصفون بقلة الثقة بأنفسهم ويشعرون بتهديد من الآخرين بأن أطفالهم سيحبون المربيات أكثر منهم.
ومهما كانت الأسباب المؤدية إلى المشاعر المؤذية المرتبطة بفك الارتباط بين الطفل ووالديه إلا أن النتائج التالية ستخفف من هول المشكلة.
1 - على الوالدين جعل الأطفال يختلطون بالآخرين في كل فرصة ممكنة بحيث يقومان باصطحاب الأطفال إلى مراكز اللعب أو اصطحاب الطفل الى الزيارات المنزلية او الى المطاعم مع عائلات أخرى كي يعتاد على الوجوه الغريبة ولا يشعر بالخوف من الآخرين.
2 - يجب تشجيع الطفل على تقبل أن يتم حمله من قبل أشخاص آخرين مقربين كأفراد العائلة أو الأصدقاء من دون أن يشعر بالخوف.
3 - تحضير غرفة أو منطقة في المنزل مخصصة للعب الأطفال بحيث تكون أمينة أن يترك الطفل فيها وحده ليقوم بحركات الشقلبة والزحف وتركه وحدة لفترة والعودة إليه بعد وقت كي يعتاد على أن بقاءه وحده أمر طبيعي.
4 - لا يجب أن يتأثر الطفل بمشاعر الوالدين لذا إذا شعرت الأم برهبة الانفصال أو بالتوتر عليها ألا تظهر هذا الأمر لطفلها وأن تشعره أنها ترغب في أن يستقل طفلها ويشعر بذاته.
5 - يجب على الوالدين التشارك في العناية بالطفل فالأب عليه أن يساعد في تغيير حفاظات الطفل وإطعامه وجعله ينام ليشعر الطفل بالأمان وكي يشعر أن هنالك أشخاصا آخرين يعتنون به غير الأم فيشعر بالراحة الأكبر مع المقربين والآخرين وتصبح لحظة الانفصال والدخول إلى الحضانة أو المدرسة أمرا طبيعيا وسهلا.
عن موقع: parenttime.com