رأيتُ فيما يرى النائم ..
ردهةً وصولجاناً وعرشاً وقوماً يهمسون
"اللهم خيراً .. اللهم خير "
وإذ بالكونِ يُشرقُ من عينيكَ
كيفَ لعينيكَ أن تجمعَ ممالكاً وتاريخاً وعوالم ونبوءات ؟
كيف لعينيكَ أن تُسمعَ السماوات رعداً وبرقاً وتنهيداً ثم صمت ؟
ثم كيفَ لعينيك أن يقتُلاني كل ضوء وكل رعشةٍ.. وكل وقت ؟
عيناكَ تُنادي :
" يا أهل الأرض ادخلوا مساكنكم لتحرقنكم شُهب شوقي المخفية "
تُرشدانِ الطير لأعشاشهِ , تُعلمان الشجر كيف يُدغدغ ثغرَ الشمس
عيناكَ فضائي
وملائكتي
ودمع خشوعي حين تحملني الذنوب اليك
أعشقُ الشتاء وأخافه ..!
فـ ليله الضَّرُوس يفتِكُني / يعتقلني / يُلقيني في الدَّركِ الأسفلِ من محرقتك
وحدي ... ورائحة يديكَ , وسُمرة جبينك , ورقصة المطر فوق ساحات صوتك
وحدي أتنهدُ هذا العالم بين أضلعك , وأرتقب صباحي يُشرق في الجانب الأيسر من صدرِك
وحدي من بين نساء العالم أجدرهن بقلبِك
وعطرهن أجمع ليس سوى ذرةٍ من أهدأ نفحاتي
فأنا أنثاكَ التي تفاقمَ بها العشقُ
وهامت بكلِ تفصيلٍ حاباكَ الربُّ بهِ
إعلم أن صوتي سيبقى في حلقي غُصةً تحملك
وأن صوتُك يمتد بداخلي كعروقِ ذكراكَ وشرايين اسمك
أشتمُّه / أتذوقه
أنفثُه على روحي رُقيةً كل صباح
لكنك لن تعي .. ولن تُدرك
كم حبلاً في صوتك يشُدني إليك كل مساء ..!
وعشقتُ موتي ببعدك .. ببردك ..
بارتعادةِ الشوق في صوتك
يا من تسكنُ عيني
وكُلما فتشتُ عني في المرآيا
كُنت أنت
يا من تختبيءُ في حنجرتي
وكلما ناديتُ طيراً
حلَّق لك