حرائـــق اللهفة(39)نظراتُكِ التي كانت تُلاحقني ، تدنو من ملامحي ، تُشعل قناديل التوهج في مسائي ، تختار حروف كلماتي ، وترسم شكل أبجديتي ، نظراتك ِالممزوجة بالبراءة ، المليئة بكلمات ٍحبيسة ، تحاولُ التمرّد وتدخل فضاء البوح ..تُحاولُ أن تقودني لعالم ٍ يعجُّ بالورود والأزهار والفراشات ِ، نظراتك ِالعميقة كالبحر ، كانت تُرافقها ابتسامة ٌ خجولة ، ها هي تُحرّكُ أشواقا ًدفينة ، تملأ المكانَ حُضورا . نظراتُكِ المُنسابةُ من هاتين ِاللؤلؤتين ، تُحدّقان ِبي ، تُلاحقاني ، ترصدانِ دون َملل ٍكلماتي ، فينبعثُ النّورُ إلى أعماقي رغما ًعنّي ...فأحسُّ أنّه يسلبُشيئا ًمنّي ..في هذه اللحظة ، أريدُ أن أكتبَ عنك ، في حُجرة ٍمُعتمة ، وأغلقُ كلّ النوافذ ِوالســتائر ، لا أريـدُ لأيّ ضـوء أن يتســللَ لحُجـرتي غير ضوء بعثته تلـك النظرات داخلي ...لا أريدُ منك أن تُصابي بالدهشة ، عندما تُدركين َأنني رجلٌ قلبه مسكون بحبّمدينة ، بحبّ وطنٍ أنهكتهُ المؤامرات وأصواتُ البنادق ِ، الأحلامُ فيه مؤجلة والأماني ممنوعة . هل أستطيع ُاليومَ بعدما كنت ُفريسة ً لنظراتك ِ، وحديثكِ الصامت ، أنْ أتركني بينَ يديك ِلتُقلّبينَ ذاكرتي كدفتر قديم ، تتنقلين َبين نبضات ِقلبي المتسارعة ...هل استطعتُ أن أهزمَ كلّ الذين أحبّوكِ لأهدافٍ مختلفة ..؟وأصبحتُ في لحظةٍ حملتها الصدفة أنْ أكونَ فارسَ قلبِكِ الوحيد ..أخشى عليكِ أنْ تُدمني كلماتي ، وتتقمصينَ ملامحي أمام مرآتك ِوأنتِ تتأملينَصورتي العالقة في عينيك ِ ...ها أنتِ كوجه مدينتي ، كوجه وطن ٍيسكنني ، تتمردّين على المألوف،تقتحمين هدوئي ووحدتي ، لتملأي هذا الفراغ َالرّهيب ...الوليد