وقال حسّان بن ثابت يرد على أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:
أتهجوه ولست لــه بندّ فشرّكما لخيركما الفداء
(المعاني) أَندَادًا الجذر: ندد الأصل: أَندَاد معناها بالإنجليزية: equals
· أَنْدَادًا:نظراء وأمثالا
· أندادا: امثالاً و نظراء من الأوثان يعبدونها. و هي جمه نِدّ و هو المثل و الشبه.
· ندد:نديد الشيء: مشاركه في جوهره، وذلك ضرب من المماثلة؛ فإن المثل يقال في أي مشاركة كانت، فكل ند مثل، وليس كل مثل ندا، ويقال: نده ونديده ونديدته، قال تعالى:﴿فلا تجعلوا لله أندادا﴾ ]البقرة/22[، ﴿ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا﴾ ]البقرة/165[، ﴿وتجعلون له أندادا﴾ ]فصلت/9] وقرئ: (يوم التناد) [غافر/32] (وهي قراءة شاذة، قرأ بها ابن عباس والضحاك والأعرج وأبو صالح بتشديد الدال. أي: يند بعضهم من بعض. نحو: ﴿يوم يفر المرء من أخيه﴾ ]عبس/34[.
وأبو عبيدة يقول في أنداداًفَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) واحدها ندّ،معناها:أضداد،قال حسّان:
أتهجوه ولست لــه بندّ فشرّكما لخيركما الفداء
وقد جاءت كلمة (أنداداً) خمسة مرات في القرآن في الآيات التالية عدا موضوعة البحث:
· ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾ..ﱠالبقرة: ١٦٥
· ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﱠإبراهيم: ٣٠ · ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﱡﱢﱣ....ﱠسبأ: ٣٣
· ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ...ﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﱠالزمر: ٨
· ﭧﭐﭨﭐﱡﭐﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﱠفصلت: ٩
والكلمة عندهم في كتب الأضداد: النَّدُّ النظير والمِثْل، والند الضد. وحكى ابن الأنباري عن ابن عباس:أنداداً أعدالا،وعن أبي عبيدة: أضدادا. وحكى الأزهري القولين عن ابن السكيت والأخفش. وفي مجاز القرآن:أنداداً واحدها ند، معناها أضداد.
قال أبو حاتم السجستاني:اجتمعت العرب على أن نِدَّ الشيء مِثْله وشِبهُه وعِدله، ولا أعلمهم اختلفوا في ذلك. وأنشدوا فيها شاهدى المسألة.
وأخرج البخاري في باب(فلا تجعلوا لله أنداداً)حديث عبد الله بن مسعود،قال:سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الذنب أعظم؟
قال: ((أن تجعل لله أنداداً وهو خلقك)) قال ابن حجر: جمع نِدّ، وهو النظير. وروى ابن أبي حاتم من طريق أبي العالية قال: النِد العِدْل.
ومن طريق الضحاك عن ابن عباس،قال:الأنداد الأشباه والنظائر(فتح الباري). وحكاه القرطبي عن ابن عباس، وغيره،وقال:
أنداداً: أكفاء ونظراء. وأنشد الشاهدين(سورة البقرة.)
وقال الراغب في الند، أنه مشاركة في جوهره وذلك ضرب من المماثلة، فإن المثل يقال في أي مشاركة كانت، وليس كل مِثْلٍ نِدًّا.
ووضحه في(مثل)قال: والمماثلة(أعم)الألفاظ الموضوعة للمشابهة، وذلك أن الند يقال فيما يشارك في الجوهر، والشبه فيما يشارك في الكيفية فقط، والمساوي فيما يشارك في الكمية فقط، والشكل فيما يشارك في القدر والمساحة، والمثْل عام في جميع ذلك. .
وفي الحديث الشريف قال ابن الأثير: الأنداد جمع ندّ، وهو مثل الشيء الذي يضادّه في أموره وينادّه، أي يخالفه وينأى عنه. .
وفي(الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري)بيان للفرق الدقيق بين الند، والمِثْل، والشِِبه، والعِدْل، والنظير، والمساوي، والشكل.. وما يجرى مجراها. وقال في الفرق بين المثل والند:أن لاند هو المثل المنادّ من قولك: نادّ فلان فلاناً إذا عاداه وباعده، ولهذا سمى الضد نِداً. وقال صاحب العين: الند ما كان مثل الشيء يضاده في أموره، والندي. والندودُ الشرود والتنادّ التنافر.. وأصل الباب التشريد..
كأن البيان القرآني في عدوله عن الأشباه والأمثال إلى أنداد، لم يُردْ أن يعطيها صفة المشابهة أو المماثلة. والله أعلم.