تبين الشواهد الأحفورية أن الحصان المعاصر قد تطور من أسلاف أصغر ذات نمط عيش مختلف تماما . حجم الحصان القديم ، هيراكُوثيرْيوم ، كان بحجم كلب صغير ، وكان رباعى الأصابع فى حافرى القدمين الأماميتين يعتاش برعى أوراق الشجر . وعلى مدى ملايين السنين ، تزايد حجم سلالاته ، وتحول غذاؤها من ورق الشجر إلى الأعشاب . كما طالت أرجلها وقلت أصابع الحافر فيها . ويسّر لها ذلك سرعة الهروب من أعدائها فى السهول المكشوفة .
عاش الهيراكثيريوم منذ زهاء خمسين مليون سنة . ولعله كان يلجأ إلى الإختباء من أعدائه لصغر حجمه وعجزه عن سرعة العدو .
( الميزاهييس ) عاش منذ زهاء 30 مليون سنة وكانت قوائمه أطول وقدماه الأماميتان ثلاثية الأصابع .
ظهر ( المِريكيُّوس ) ، أول الخيل العاشبة ، منذ زهاء 20 مليون سنة ، وكان ثلاثى أصابع الحافر أيضا - لكن إحداها اتخذت شكل حافر كبير .
إلخ...إلخ
كل هذا الكلام لا يتناقض مع الآية الكريمة :
" قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
================================================== ==========
نوايا التطــــــــوريين
أنا أؤمن بالله خالقا للوجود وللكون ، وفى نفس الوقت أؤمن بنظرية التطور فى حياة الكائنات الحية .. فما المانع من ذلك ؟ الفرق بينى وبين الكثير من التطوريين هو أننى أؤمن بالتطور فى حياة المخلوقات لغرض التلائم مع الظروف المجيطة بها..والشيئ الثانى - وهو أساسىّ - هو النطور فى الكائنات الحية فقط ، وليس فى الجمادات !
إن المرجع الرئيسى لما أعتقده من فكرة التطور هو القرآن الكريم وليس فكرةً أتى بها دارون أو ألفرد رسل اللذان أتيا فى القرن التاسع عشر ، والقرآن أتى فى القرن السابع وأتى فى عالمٍ خالٍ تماما من العلوم المادية . فدعونا نتأمل الآية : : " قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشاة الآخرة إن الله على كل شيئٍ قدير " . أناس كفروا بأن هنالك خالقا...( اشمعنى ) يقال لهم : ابحثوا فى الأرض ! أنا لو من كفار ذلك الزمن كنت سأقول : وماذا سنجد فى الأرض غير العظام النخرة..ولكن القرآن لا يقصد ذلك بل يقصد الأحافير للدراسة ! " سيروا فى الأرض " يعنى أحفروا واحفروا أعمق واجمعوا بقايا الكائنات الحية التى عاشت منذ ملايين السنين وأخضعوها للدراسة والبحث من قبل أناس متخصصين فى هذا المجال _ لتعلموا كيف بدأ الله الخلق . إذا عندك مخ ستفهم أن الكائنات الحية فى تلك العصور السحيقة لم تكن كما هى عليه تماما فى عصرنا الحديث . - and that is obvious _ كما يقول الخواجات ! أى ذلك شيئٌ بديهى . فلا يمكن أن يكون مهر رهانٍ جميلٍ وسيم ناعم الشعر تتمنى المسح على عنقه واحتضانه وربما تقبيله ، إن أتيح لك ذلك ، أن يكون هو نفس حصان العصر الكامبرى الذى كان يعيش مختبئا من الحيوانات الضارية فى السهول !
إن الخالق اختار القوة والقسوة والتحمل كطابعٍ غالبٍ على حيوانات تلك العصور - لحكمة - تتعلق بتهيئة الكرة الأرضية من براكين وزلازل وطبقات جليدية زاحفة واضطراب فى البحار..إلخ وأتت عصور أخرى مختلفة فى طبيعتها على الأرض فكان لزاما أن يحدث تعديل طفيف على الكائنات الحية إما لأن النباتات نقصت هنا وزادت هناك أو فرائس معينة انقرضت..يعنى مثلا إذا ما تغير غذاء طيرٍ ما فليس غريبا أن يتحور منقاره ليوائم غذاءً جديدا !! والقرآن يقول " النشأة الآخرة " وهى عبارة توعز بالكثير من المعانى . فقط يتطلب من المؤمن أن يكون من أولى الألباب ذوى الخيال الواسع !!
( للحديث بقية )
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 12-12-2020 في 12:30 PM.