كعادتي في كل مساء وقبل أن أذهب للفراش مسلما نفسي لعدالة النوم أخلع أحلامي المتسخة والمفضلة، أعلقُها على حبل الأمنيات بعدما أمنحها دشاً منعشاً، يمحو عن جبينها تعب يوم طويل، لتعود فتية، جديدة، ناصعةً كما كانت... أتمدد عاريا تماما وأغط في عالم ٍ مليء بالأمنيات البريئة، الأمنيات الجميلة، فلا أعود أميز حلمي المفضل عن باقي الأحلام رغم أنه طفولي الملامح، عنيد الطباع من التطريز والطراز القديم، مصنوع من القطن الأبيض الناعم/ الفاخر، يعشق امتطاء الحرية والرقص مع الفراشات والتشقلب تحت ضوء القمر كلاعب الجمباز!
لهذا أجد نفسي محرجا في كل صباح أمام زوجتي مسعودة حينما تصرخ بصوتها الغاضب، قائلة جملتها المعهودة...: تأخر الوقت! جمعت كل أحلامك عن البلكونة... هيا أرتديها بسرعة كي لا تتأخر عن عملك كالعادة!