القصيدة رقم (4)
أيّ هذا المصير
خذ ما لعينيك في عيني
وجهاً ينطق كغيمة
ما لك من مطر الأصابع
على نافذة الحنين
وأصوات صمتك والشموس المطفأة
خذ قمح الرؤى النابتة على يدي
وضوء صوتك والصدى
خذ الأقمار التي غافلت حارس الليل
والقناديل التي حطّت على شرفة الوجد
خذ ما تبقى من عشب بصيرتي
لمَّ رنين ضلعك في سرة انتظاري
وما يجول من ندى في خاطر الكلام
خذ شفاها في مستهل الغيم
لمَّ ريق البحر في دمايَ
خذ ما تناثر من طعم تفاحك إلى ضفاف الليل
الوقت خريف هذا المدى
والحجارة خواتيم الحصى
اجمع عن جسدي ريش الأيام
ما عاد كرز الغواية ينز من حلمي
ولا الماء يغرد في تعاويذ ديوتيما *
السراب وهم الماء
والحقيقة ناي
فإليك عني بالرغاب
يا ضميراً يتوضأ بأناشيد الشمس
صباح مساء
أغسلُهُ بحزنك فأراه يغسلني
امض بكل شهيق عينيك
لن أصدّق بأن من يديك
تطلع أقمارٌ
بعد الآن لن أقول :
كم أحبك يا بن قلبي
يا ترانيم هذا الجسد
ما زلت أنمو في تراب ارتعاشك
وتنمو في هواي
في سماي
وطفولة رغابي
يا أنت فحيحاً في ترابي
ما زلت تنمو رغم نقص الماء
الأمس مرآة لظلّ الخطوات
والآن مرآة
الحضور مرآة
الغياب مرآة
أينما ولت وجهها المرايا
إذ ترى , لا ترى سواك
ما عساها أن تقول لو سُئلت
أتقول : خذ بيدر النجمات
سرّ هذا الضوء
في شرفة ينبح عليها الليل
اجمع نرجس قلبك
وما عاف على حواف روحي
خذ المدائن التي تبعت ظلك
في شهيقي
الحدائق
الحرائق
خذ بوح ذاكرتي
أيها الصاعد مع بخار دمي
إلى جمر أغنيتي
يا عطري
بعد الآن لن أقول :
خذني إليك
ليس لي شان العارفين
الجارحين عيون الرؤى
بعد الآن إذ أراك , لن تراني
الأفق سكين يجرح مذاق الغيم
لي فكرة أن الريح صهيل الوجود
وأن الريش وسائد النسمات
أرى المصير مثل طائر
يحط على أهداب الوقت
كلما غفا سألته
أين رفيف الأغاني؟
" أيّهذا " المصير
.................................................. ....................
• ديوتيما : العرافة التي حدثت سقراط عن الحب