آخر 10 مشاركات
الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )           »          خطاب فلسطيني (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الروح > صالون النبع الأدبي, الحوارات الأدبية والرسم بالحروف واللقاءات

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 12-30-2009, 03:09 PM   رقم المشاركة : 131
أديب
 
الصورة الرمزية سامح عوده





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سامح عوده غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: في المــــــــقهى مع ( غريب عسقلاني ) ....(..!!..)..



غريب ..

تبقى أسئلة الاخت عايده الاحمد ..

تنتظر مرورك، أعرف كم من الوقت أمضيت معنا
ومازلنا مستمرون ..

............


الاستاذ والاديب الكبير

غريب عسقلاني

تحية طيبه بنكهة القهوة وطعم الالفة والمحبة

التي تذوقناها هنا على ضفاف النبع .

استاذي

ساطرح اسئِلة عامة ربما تاخذ معها فاصلا

1 - كيف يقيم استاذنا غريب نفسه كزوج واب ...
2 - للعلاقات الاجتماعية اهمية بحياتنا كيف تصف علاقاتك بمكن حولك

3 - وقت فراغك كيف تقضيه ..؟

4 - اجازة من كل شيء اين تحب ان تقضيها ومن تفضل ان يرافقك ..؟

5 - (...) هنا بين الاقواس اكتب جمله لاحدهم .؟


6 - لكل زمن دولة ورجال
كيف تصف لنا الزمن الذي تعيشه وأي الرجال أنت؟؟؟



7 - هل انت متابع للامور السياسية وكيف تقيم الدول العربية سياسيا ..؟

8 - اكتب جمله للحكام العرب .. واخرى للشعوب العربيه .. وثالثه للوضع العربي عامة














التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 
قديم 12-30-2009, 03:26 PM   رقم المشاركة : 132
أديب
 
الصورة الرمزية سامح عوده





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سامح عوده غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: في المــــــــقهى مع ( غريب عسقلاني ) ....(..!!..)..



غريب ..

سأفتحُ جرحاً صباح هذا اليوم أبكاني، عندما استمعت اليه ،
محمود درويش
بعد الخروج من تونس ..
ولانك وطن داخل وطن ..

سأجعلك تبكي ... تعرف أن البكاء لذيذ، حينما يكون من اجل الوطن
مصمم على أن انبش الذاكرة، والان سأنزعُ فتيل القنبله

سيدي ..
رافقت محمود درويش الى فرنسا في العام 1997 م على راس وفد ثقافي الى باريس ..
غريب سجل شهادتك بهذا الرجل ؟

مـــــــــ ، حــــــــــ ، م، و ، د ... درويش ..
لا يسمح لك الهروب من السؤال

::
الان ابكي براحتك كما بكيت
















التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 
قديم 12-30-2009, 03:32 PM   رقم المشاركة : 133
أديب
 
الصورة الرمزية سامح عوده





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سامح عوده غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: في المــــــــقهى مع ( غريب عسقلاني ) ....(..!!..)..



غريب ..


عذرررررررررررررراً ســـــــــــــــــــــــــيدي

لكن كان لا بد من هذه الجرعة

وهنا ... سأتوق

لم اسمع عاشقين يقولا شكرا

تركنا فيك خير ما فينا
تركنا شهداءنا الذين نوصيكِ بهم خيراً















التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 
قديم 12-30-2009, 10:06 PM   رقم المشاركة : 134
أديب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :غريب عسقلاني غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 ألح البحر
0 في موسم تفتح النوار
0 موسم التفاح

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: في المــــــــقهى مع ( غريب عسقلاني ) ....(..!!..)..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعدون البيضاني نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   الاستاذ الكاتب المبدع الكبير غريب عسقلاني
ربما يكون سؤالي نمطيا ، يقول فرانك ادكونور : ان فن القصة القصيرة هو فن الجماعات المستلبة ، اين تجد نفسك في القصة القصيرة ام الرواية ، وهل كتبت في مجال الكوميديا السوداء او الفنطازيا كونك تعيش مأزق الارض الحامية ان صح التعبير ؟ لك فائق محبتي وتقديري


العزيز سعدون البيضاني
القصة القصيرة عن حرون ومراوغ وتوهم الكاتب انها طائعة وهذا سحرها, وهي تغري بالمغامرة والمشاغبة , وهذا نا جربته في كثير من تجاربي القصصية وكذلك في الفنتازيا والأسطرة وانسنة الموجودات
أما عن القصة والرواية فهذا يتوقف على مساحات الحياة, وغالبا ما تسحبني الأسئلة الكبيرة الى مساحات الرواية, وتأخذني القصة عن اللحظات الفارقة وخاصة عند الألم
القصة القصيرة تلوح لي كسراب لطيف ما أن اصله تفر بعيدا لتحضر على متن فكرة مساغبة او مشاكسة اما الرواية فهي تفرد يساط الحياة وتجالسني حتة نتبادل الحكاية






 
قديم 12-30-2009, 10:30 PM   رقم المشاركة : 135
أديب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :غريب عسقلاني غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 ألح البحر
0 في موسم تفتح النوار
0 موسم التفاح

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: في المــــــــقهى مع ( غريب عسقلاني ) ....(..!!..)..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عايده الاحمد نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   الاستاذ والاديب الكبير

غريب عسقلاني

تحية طيبه بنكهة القهوة وطعم الالفة والمحبة

التي تذوقناها هنا على ضفاف النبع .

استاذي

ساطرح اسئِلة عامة ربما تاخذ معها فاصلا

1 - كيف يقيم استاذنا غريب نفسه كزوج واب ...
2 - للعلاقات الاجتماعية اهمية بحياتنا كيف تصف علاقاتك بمكن حولك

3 - وقت فراغك كيف تقضيه ..؟

4 - اجازة من كل شيء اين تحب ان تقضيها ومن تفضل ان يرافقك ..؟

5 - (
) هنا بين الاقواس اكتب جمله لاحدهم .؟



6 - لكل زمن دولة ورجال
كيف تصف لنا الزمن الذي تعيشه وأي الرجال أنت؟؟؟



7 - هل انت متابع للامور السياسية وكيف تقيم الدول العربية سياسيا ..؟

8 - اكتب جمله للحكام العرب .. واخرى للشعوب العربيه .. وثالثه للوضع العربي عامة

الأميرة عايده الأحمد
اولا اشكرك على فنجان القعوة الأصيل والكريم الذي يحمل الود ونبل الطباع
اما عن االأسئلة
فخذي عني
1 – عتقد انني زوج وفي لأنني ارى كل نساء الدنيا فيها ولم اخذلها ولم تخذلني حتى اللحظة, وارجو أن لا تخذلني ايامي حتة اوفيها حقها علي اما الأبنا عهم اصدقاء وهذا ما ازرعة فيهم منذ تفتحهم على الحياة يمنحوني حياة تتناسب مع حياة كل منهن
2 - قد اكون مقصرا في بعض الواجبات الاحتماعية ولكن احاول ترنيم العلاقات فبل الوصول الى طريق مسدود اعترف بقصوري واعتذر عه
3 – غالبا في القراءة او في اللعب مع احفادي المشاغبين
4 – على شاطئ البحر برفقة زوجتي فقط
5 " الى ولدي الدكتور ايمن في المانيا متة تعود"
6زمن انهيار العرب وانا المرجون بالانتظار
7 العرب في حالة غياب عن العرب سياسيا
8 يا حكام العرب اخجلوا من تاريخكم
ويا شعوب العرب المستقبل بانتظاركن
والوضع العربي ينتظر مخلصا يليق به لم يظهر بعد






 
قديم 12-30-2009, 10:35 PM   رقم المشاركة : 136
أديب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :غريب عسقلاني غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 ألح البحر
0 في موسم تفتح النوار
0 موسم التفاح

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: في المــــــــقهى مع ( غريب عسقلاني ) ....(..!!..)..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد الهاشمي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
   السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته

أستاذ غريب عسقلاني

الأديب الراقي

كم أسعدني أن أجدنفسي هنا بين صفحاتك

أشرب قهوتي معكم

وإن كنت لم أملك حظاً وفيراً

حيث حضرت متأخراً

لكني سأتابع معكم

ولي عوده

سعدت هنا

تقديري

العزيز احمد الهاشمي حضورك خير وبركة ايها الكريم الأصيل
اهلا






 
قديم 12-30-2009, 10:38 PM   رقم المشاركة : 137
أديب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :غريب عسقلاني غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 ألح البحر
0 في موسم تفتح النوار
0 موسم التفاح

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: في المــــــــقهى مع ( غريب عسقلاني ) ....(..!!..)..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سولاف هلال نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أستاذ غريب
صباح الخير
الساعة الآن تشير إلى الثالثة
سأترك ورودي هنا
في إستقبالك

العزيزة سولاف
عبق وردك سحابة مودة تظلل وجه الصباح
مودتي وتقديري






 
قديم 12-30-2009, 10:49 PM   رقم المشاركة : 138
أديب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :غريب عسقلاني غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 ألح البحر
0 في موسم تفتح النوار
0 موسم التفاح

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: في المــــــــقهى مع ( غريب عسقلاني ) ....(..!!..)..

الكريمة عواطف
ومع الطابون العراقي بطيب المقام
حضورك الق ياسيدة المقام







 
قديم 12-30-2009, 10:50 PM   رقم المشاركة : 139
أديب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :غريب عسقلاني غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 ألح البحر
0 في موسم تفتح النوار
0 موسم التفاح

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: في المــــــــقهى مع ( غريب عسقلاني ) ....(..!!..)..

الكريمة عواطف
ومع الطابون العراقي بطيب المقام
حضورك الق ياسيدة المقام







 
قديم 12-30-2009, 10:58 PM   رقم المشاركة : 140
أديب





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :غريب عسقلاني غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 ألح البحر
0 في موسم تفتح النوار
0 موسم التفاح

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: في المــــــــقهى مع ( غريب عسقلاني ) ....(..!!..)..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامح عوده نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  


غريب ..

سأفتحُ جرحاً صباح هذا اليوم أبكاني، عندما استمعت اليه ،
محمود درويش
بعد الخروج من تونس ..
ولانك وطن داخل وطن ..

سأجعلك تبكي ... تعرف أن البكاء لذيذ، حينما يكون من اجل الوطن
مصمم على أن انبش الذاكرة، والان سأنزعُ فتيل القنبله

سيدي ..
رافقت محمود درويش الى فرنسا في العام 1997 م على راس وفد ثقافي الى باريس ..
غريب سجل شهادتك بهذا الرجل ؟

مـــــــــ ، حــــــــــ ، م، و ، د ... درويش ..
لا يسمح لك الهروب من السؤال

::
الان ابكي براحتك كما بكيت





ولتسمحو لي ان اسجل شهادتي التي القيتها في مؤتمر محمود درويش الشاعر والأنسان الذي انعقدفي حامعة الأزهر بغزة في 25/10/2009 لعلها تكون ملائمة

غريب عسقلاني - شهادة
كلما حضر.. حضر الوطن

- 1 -
إن تكن برفقته أسبوعين كاملين, يراقب لهاث نبضك على طريقته, فيتعرف على حالاتك..
أن تراه في حالاته خارج القصيدة, فرحا مثل عصفور يعيش دهشة الطيران, ضاحكا حتى الثمالة, ومتحفظا بعفة الدخول في شرنقة الصيام, وفارسا يقظا يده على مقبض سيفه لا تأخذه المباغتة غيلة, وفنانا حتى ذروة الفيض..
إن تكن معه في مهمة الوطن
يسكنك.. يغادر.. ولا يغادرك الوطن!!
هل غادرنا الفارس محمود درويش؟
هذا سؤال الفجيعة.. وسؤال الخلود..
كان ذلك ذات وقت من ربيع العام 1997 في العاصمة الفرنسية, وبدعوة من وزارة الثقافة الفرنسية, وكنت ضمن وفد الكتاب المشاركين في فعاليات موسم ربيع الثقافة الفلسطينية الذي امتد في المدن الفرنسية على مدار ثلاثة أشهر..
كان الوفد برئاسة محمود درويش, ويضم كل من إلياس صنبر، وفدوى طوقان، وسحر خليفة، وليانا بدر, وأنطوان شماس, وعز الدين المناصرة, ورياض بيدس, وزكي العيلة وغريب عسقلاني, وكانت الساهرة على البرنامج وعلى الفعاليات, الدكتورة ليلى شهيد سفيرة فلسطين في فرنسا..
وقد اعتذر عن الحضور كل من المفكر الكبير إدوارد سعيد والشاعر سميح القاسم.
وكان مكان الإقامة والانطلاق إلى المدن الأخرى فندق لوتسيا الشهير في العاصمة الفرنسية
كنا في رحلة نحو الوطن
وكان الرهان, أن نكون ليحضر الوطن
كيف لا ونحن في معية رجل على وجهه يزهر الكرمل, كما كانت تردد فدوى طوقان كلما استبد بها الشوق إلى دفء نابلس, تحضن محمودا وتقبله.. يضحك الفتي وترتبك فدوى على خجل عروس في الثمانين.. تهمس لنفسها " من يقبل محمودا يقبل الوطن" نضحك وتأخذنا "الصهللة.."
- 2 –
أوبرا الباستيل
ليلة افتتاح موسم ربيع الثقافة الفلسطينية, الجمهور كبير ونوعي يضم مثقفين ومفكرين ورجال سلك دبلوماسي وكتاب عرب وفدوا من جميع المدن الفرنسية والعواصم الأوربية, وطواقم إعلام تغطي الفعالية على جميع أركان المعمورة..
وعلى العادة الفرنسية كان الحفل شديد البساطة والبلاغة, دقيق الإعداد والتنظيم, بعيدا عن الضجيج..
في قاعة المسرح, جلسنا مع الجمهور وشاهدنا معهم لأول مرة فيلما أعدته هيئة المهرجان عن الكتاب المشاركين, تم تصويره في أماكن تواجدهم, كلف بإخراجه مخرج تونسي يقيم في العاصمة الفرنسي, بمساعدة الأديبة والمترجمة سلوى النعيمي.
أضيئت الصالة ووجدنا نحن من ظهرنا في الفيلم أنفسنا فجأة بين الجمهور وسط نظرات الدهشة والإعجاب..
وكانت الكلمة لوزير الثقافة الذي رحب بالوفد وبين مدى اهتمام المثقفين والجمهور الفرنسي بالتعرف على ثقافات الشعوب, وكرم الثقافة الفلسطينية بتقليد وسام الفارس للشاعر محمود درويش لدوره في إثراء الثقافة الإنسانية باعتباره من علامات الشعر البارزة في العصر الحديث, والوسام هو أرقى وسام يعطى للشخصيات التي تلعب دورا ايجابيا على مستوى العالم..
فجأة قفزت من جانبي الشاعرة فدوى طوقان, وبرشاقة ظبية عفية.., قبلت الفارس وبللت وجهه بالدموع..
يا إلهي..
كم كبر محمود بفدوى وكم كبرنا بدموع الفرح.. وكم كانت بهجتنا بفارسنا وكم كانت فرحتنا بأمنا فدوي..
جلست فدوى إلى جانبي, كل شيء فيها ينبض, أخذتها تحت إبطي, وقبلت يدها.. حدقت في كفها فوجدت وجه إبراهيم طوقان مطبوعا علية, لعلها قرأتني.. قالت:
- أحبه يا غريب, من لا يعشق "محمود" لا يعشق فلسطين
يا إلهي..
أصابتني رجفة الاكتشاف, هل يكون التناسل على هذا البهاء, إبراهيم طوقان غنى للشهيد ونال الخلود, وفدوى ترعرعت على صدره وثكلت به مبكرا تعيش العمر أعمارا تبحث عن بعض دفء.. كم ذرفت من الدموع.. ها هي اليوم عروس الملتقى تخضل وجه فارسنا بدموع الفرح.. وكأني بها عثرت على ثوب زفافها.. أخذتها تحت إبطي.. ولم أحاصر دمعة الفرح.. وانتقلنا إلى صالة الاستقبال حيث بوفيه الضيافة, وحفل التوقيع على كتاب يضم نماذج من كتابات أعضاء الوفد مع سيرة ذاتية مختصرة لكل كاتب..
في الصالة فوجئنا بعدد الإعلاميين والباحثين الذين أحاطوا بنا, يسألوننا التوقيع على نسخ من الكتاب, وإجراء الحوارات, وكانت معظم الأسئلة الموجة لي ولزكي العيلة ممزوجة بالدهشة عن توفر مناخات للكتابة في غزة, التي انطبعت في ذاكرة العالم بأحداث الانتفاضة الفلسطينية, وصور المواجهات الدامية مع قوات الاحتلال الصهيوني..
كان الاحتفال عظيما
وكان تقليد أرفع وسام للشاعر محمود درويش حدثا لافتاً في الأوساط الثقافة الفرنسية والعالمية, يحمل اعترافا من الأمة الفرنسية بالثقافة الفلسطينية رافدا أصيلا من روافد الثقافة الإنسانية, واعترافا حضاريا بالشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة..
وفي الفندق كانت السعادة حالة حاضرة على وجوه الجميع, وكان أشدنا فرحا سفيرتنا ليلى شهيد, المثقفة المعروفة في الأوساط الثقافية الفرنسية, والجندي المجهول وراء إنجاح الربيع الفلسطيني.. كانت تتيه فرحا لحد الرقص.. وكان محمود محاطا بلفيف من الكتاب والصحفيين العرب والأجانب..
كنت أجلس إلى جانب الكاتب والناقد السوري المعروف صبحي حديدي وهو من أكثر المعجبين والمقربين من درويش.. صبحي يعيش الدهشة, عيناه لا تهبطان عن وجه محمود, يتعلق بشفتيه وكأنه يلتقط ما يتناثر من حروف.. قلت:
- كيف ترى محمودا؟ يا صبحي؟
- مظلوما لم ينل حقه من النقاد والباحثين.
- رغم كل ما كتب وقيل عنه!!
همس ولم يغادر وجه درويش:
- ما زالوا على ضفافه, لم يسبروا أغواره..
فجأة لمع فلاش كاميرا, كانت "سيمون" المخرجة التي تعد فيلماً عن درويش وترافقه مثل ظله, ترشقنا بابتسامة وتشير نحونا بإشارة النصر.. ضحك صبحي:
- لعلها تصيدت أحدنا في حالة تلبس فسجلتها..
" سيمون" تحلم بإخراج فيلم عن محمود لم يسبقها أحد إليه, وقد عرضته بعد ذلك, وصبحي ما زال مشغولا بكتابه عن محمود لم يسبقه إليه أحد؟؟"
صحوت على شاب يقف أمامي يسربله الخجل, وعرفت منه أنه جاء من الريف الجزائري ويعد أطروحة الدكتوراه في الرواية الفلسطينية, وأن محمودا وجهه إلىَّ وإلى زكي العيلة, وعرفت من ليلى عن اهتمام محمود درويش بتجربة كتاب قطاع غزة في ظل الاحتلال..
- 3-
إلى أقصى الجنوب الفرنسي, وبرفقة سلوى النعيمي أخذنا القطار الى مدينة بروفانس المدينة النوعية التي ترتبط حياتها بجامعتها العريقة, حيث يتشكل مجتمعها من الطلاب وأساتذة الجامعات ورجال الأعمال, كنت وزكي ورياض بيدس, وكان علينا أن نقدم للجمهور شهادتنا الإبداعية, وقراءة نماذج نصوصنا المترجمة إلى الفرنسية, ثم الانضمام إلى الجمهور لمشاهدة الفنان الكبير محمد بكري الذي سيعرض مسرحية المتشائل, المأخوذة عن رائعة إميل حبيبي " الوقائع الغريبة في حياة سعيد أبي النحس المتشائل"
كان الجمهور كبيرا ومفاجئا, وكان التفاعل حميما, وفوجئنا بأسئلة لم تخطر لنا على بال, وقدمنا أجوبة عفوية وصادقة, أدهشت الحضور, وفي العرض المسرحي تألق محمد بكري, وكان رائعا سلسا في توصيل رسائل إميل حبيبي بطريقته الخاصة..
قضينا نهار اليوم التالي في التعرف على المدينة, والتسوق, والتهيؤ لحضور الأمسية الشعرية للشاعر محمود درويش في الجامعة تلك الليلة..
كان الوقت عصرا.. وكنت وزكي العيلة في الطريق إلى الفندق..هتف زكي:
- محمود وليلى..
اندفعت ليلى نحونا بشوق الأخت الحنون:
- نحن في سيرتكم
كانت الابتسامة على وجه محمود فرحا صافيا, بادرنا:
- ماذا فعلتم بالناس هنا!!
قلت يسربلني الخجل:
- على قدر ما استطعنا..
- كنتم مدهشين
أخرجت ليلى الصحف الفرنسية من حقيبتها, واستعرضت المقالات التي غطت لقاء الأمس, وكنا مرسومين على صفحات الجرائد
هل كان يجاملنا؟
اختلست نظرة إلى وجهه, كان في حالة ود خالصة, وهو يتابع ما تترجمه لنا ليلى.. أدركت يومها أن الإنسان في محمود درويش أكبر بكثير من الشاعر فيه, وأخذني اليقين أن الكائن الشعري فيه يعيش مجاهدة من نوع فريد للتعبير عن الإنسان الذي يسكنه..
عبرني الوجد ووقفت في حضرته صامتا يصلني همس فدوى.. " من لا يحب محمود درويش لا يعشق الوطن"
وشعرت يومها أنني خاشع في حضرة الوطن..
***
ليلة من ليالي العمر
محمود درويش يرافقه عازف العود المشهور سمير جبران, ويقرأ نصوصه بالفرنسية فنان فرنسي مسرحي متخصص بفن الإلقاء..
القاعة غاصة بالجمهور, والحضور العربي كثيفا, تنادى من كل بقاع الجنوب الفرنسي..
هنا درويش
وهنا فلسطين
ودندنات العود تأخذ بأوتار القلوب, يصل المعنى على أجنحة الكلام من سيد الكلام
وكان شاعرنا سيد الإلقاء وسيد الكلام.. وكان الفرنسي رائعا خلب العرب وغير العرب, وغمرتنا الدهشة حد الإغماء عشقا ووجدا.. وسالت الدموع فيض فرح وانتصار
سمير جبران يحتضن العود بامتنان, فقد عبر به النغم إلى بر الأمان, والملقي الفرنسي يسأل وجلا إن كان وفق في توصيل القصائد؟
وكان محمود خجلا يطير قبلاته للجموع, وتمتم
"بكم تحققت القصائد"
وكانت ليلة من ليالي الانتصار..
- 5 –
لم تتح لي الفرصة للتعرف على محمود درويش خارج صفحات الكتب, ولكني في ذلك الربيع أحسست أنني أعرفه من زمن بعيد, وأن وشيجة خفية كانت تربطني به منذ وجدت على وجه الدنيا
وكنت وما زلت أتساءل هل هو الحبل السري الفلسطيني الذي يغذينا من مشيمة الأم الواحدة؟
وعدنا إلى الوطن ولم تتح لى الظروف للقائه ثانية..
ها هو قد رحل, فهل يعود..
أم هي الغيبة, فهو الذي كلما حضر, حضر الوطن











 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:55 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::