ومنه ان شاعرا دخل على رجل بخيل فامتقع وجه البخيل وظهر عليه القلق والاضطراب وظن ان الشاعر سيأكل من طعامه في ذلك اليوم والا فانه سيهجوه . غير ان الشاعر انتبه الى ما اصاب الرجل فترفق بحاله ولم يطعم من طعامه .. ومضى عنه وهو يقول :
تغير اذ دخلت عليه حتى *** فطنت .. فقلت في عرض المقال
أشترى الحجاج غلامـــين أسود وأبيض فقال لهما أريد أن يمدح كل منكما نفسه
ويذم الآخر … فقال الأسود :-
ألم تر أن المســك لا شئ مثله … .وأن بياض اللفت حمل بدرهم
وأن سواد العين لاشــك نورهـا … وأن بياض العـــين لا شئ فأعــــــلم
فقال الأبيض:-
ألم تر أن البدر لا شئ مثـــــله … وأن سواد الفحـــــم حــــــمل بدرهـــم
وأن رجال الله بيض وجوههم … ولا شـــك أن الســود أهـــل جهنــــــم
كان أحد الولاة واسمه " ابن المدبر ـ ويكنى أبو حسن " اذا مدحه شاعر ولم يعجبه شعره ، امره ان يصلي 100 ركعة في الجامع.. فاستنفره الشعراء ومقتوه ليس لبخله فحسب ، إنما لأنه يجبرهم على الصلاة مئة ركعة بالتمام والكمال.. وذات يوم قدم عليه ابو عبدالله البصري ( وهو أحد فقهاء اللغة ورواة الحديث الشريف ) فانشد يقول:
اردنا في ابي حسنٍ مديحا
كما بالمدح ينتجع الولاة ُ
فقالوا:يقبل المدحاتِ لكنْ
جوائزه عليهنَّ الصلاةُ
فقلت لهم:وما تغني صلاتي
عيالي انما الشأن الزكاةُ
فيأمر لي بكسر (الصاد) منها
فتصبح لي الصلاة هي الصلاتُُ
فخجل الأمير ـ وكسر الصاد من " الصَلاة " فأوصله بـ " صلة " نقدية لعياله