قالت له :
ما دمت َ لي سأظل ُ لك ْ
فاترك ْ جميع َ العابرات
خلف َ السديم ْ
لا تكترث ْ يوما ً بسلمى أو سعاد ْ
فأنا وهبتُك َ عاشقي
قلبي ونبضي والعيون ْ
فأجابها :
كل ّ النساء ِ حبيبتي
يوما ً بوجهك ِ قد رأيت ْ
لكنني
أدركت ُ أني لا أريد ُ سواك ِ لي
وأتت ْ إليه
ودَنت ْ فكانت ْ كالشعاع ْ
كان ِ القوام ْ
مثل الرخام ْ
أكتافها سحر ٌ من الزمن الجميل ْ
سيقانها لغة ُ المعنّى والهيام ْ
كان َ القوام ْ
في الحسن ِ يجذب ُ رغبتي
وأنا الغريق
عيناك ِ لي
طوْقُ النجاة
وأنا الغريق ُ ولا صديق
إلاك ِ في هذي الطريق
لو تمنحيني يا امرأة
فنجان َ وجد ْ
ولنا لقاء
في كل يوم
وبه ِ نعيد ُ حبيبتي
ما فاتنا
ولنا لقاء
في ذلك الركن البعيد
حتى أكونك ِ عاشقا
أو فارسا ً
أو عازفا
هذا النشيد ْ
يا قرطبة
فمتى ستحملني الدروب ُ إلى ديار أميرتي
فأنا تعبت ُ من التسكع ِ في الشوارع ِ والدروب ْ
أغفو هناك َ على رصيف الإنتظار ْ
لا الرحلة ُ ابتدأت ْ ولا
طلع َ النهار ْ
يا شهريار ْ
دع ْ ما تقول ُ العابرات الآن َ لك ْ
فلربما عادت إليك َ أميرتك ْ
قبل الغروب ْ
يا شهرزاد ْ
يا حلوة الخطو ِ المسافر في العروق ْ
يا دمعة َ المشتاق ِ من وجع ِ الغياب ْ
عودي إليه
حتى يغني الأقحوان ْ
لحن َ الرجوع ْ
وبلا دموع ْ
كان َ المتيم ُ قد أعد َّ لها الشموع ْ
حتى تشاطره ُ الحبيبة ُ رقصة ً
عند المساء ْ