أجْلى هموميَ عنْ شذى أوراقي
كيمَـا يُـؤجَّـلَ عـنْ هـواهُ شِـقـاقي
أو يرتدي ، يبني جدارًا عائمًا
يشـدو بـه وقـتَ ارتيادِ زقـاقي
مُتصَرِّفًا بالمُمْكناتِ كأنَّهُ
والرُّوحُ ، صِيغا من شهيّ مَذاقي
ما ضرَّهُ لو فاهَ باسمِ مَداركي
يرقـى بعـاطفـتـي ، بلا إملاقِ؟
يستنكرُ العَبَراتِ إن عصَفَت بنا
يـرنـو إلــيَّ بأبسطِ الأشـواقِ
يشتقُّ من جوريَّتي نفحاتِهِ
فَكــأنَّــهُ حوريَّـــةُ الأعمـــاقِ
ويُـضـَمِّدُ الوجدانَ يوهي بالأنا
ينسى بأنَّــا أفقــرُ العشَّـــاقِ !
أجلى الهمومَ وما أرانيَ لوعـةً
طافت شواخصُهـا علـى الآفــاقِ
قلتُ اصطبرْ فالحالياتُ سلبْنني
وَهَجَ الجَمالِ ، ومَا انتفتْ أحداقي
وتَأوَّد السِّحر الحلالُ معانقًا
نبضَ الحياةِ ، وَسَلْ رحيقَ رواقي
والتينُ أينعَ ، والبلابِلُ غرَّدتْ
والفجرُ يشهدُ ، وَالنَّسيمُ الرَّاقي
منذ الطفولةِ ، عند أوَّلِ فكرةٍ
والوَعيُ يشحذُ حَبَّةَ الأرزاقِ
بل قبلها من يوم قد قالوا بلا
وَتفتَّحتْ قِبَلَ المنى أغلاقي
كنتُ الحقيقةَ وابتداءَ مواسمٍ
ومنارةَ التهيامِ والإشراقِ
وتجمَّعت في راحتيَّ شمائلٌ
منها اجتنيتُ روائعَ الأخلاقِ
فانقُشْ على ورَقِ اللُّجينِ حكايةً
لا جِنَّ فيها ، جنَّةٌ ومراقي
ما المسكُ ، ما الرَّيحانُ ، ما ألقُ الحَيا
إلا بقايا نبعِنا الرَّقراقِ