\
قد صارتْ الآهاتُ تغرقُنا بطعمٍ كالمرارْ
والحزنُ يبدو كالضّبابْ
والهَّم يفترش المدارْ
والعمر يمضي للأفولْ
والكل يمشي في ذهولْ
مثل الدُمى
تبدو الحياة لهم كسجنٍ أظلَما
والدمع من وجعِ الفؤادِ
على الخدودِ جرى وسالَ وقد هَما
والظلمُ والدّمُ والملايينُ الكثيرةُ أصبحت
للطارئينَ الفاسدينَ سلالما
والقلب دثره البكاء
والدهر أصبح علقما
والأرض تبكي بعدما اقتلعَ الغزاةُ نخيلَها
ماتت سنابلُ قمحِها قبل الحصادِ من الظّما
ووجوهُ أحبابي هناكَ
بدا عليها البؤسُ والخوفُ الشديدُ من البلاءْ
شبحُ الظلامْ
ما زال يحتلَُ السماءْ
وأنا هنا وحدي يُمَزِّقُني الحنينْ
لا شيء يرشد وجهتي
لا صدر يحضن لهفتي
والشوقُ ضجَّ بمهجتي
يَا حَسْرَتَي
لم يبقَ لي غير الدعاء
والحلمُ غطته الدماء
والمعدمونْ
الموت يطرق بابهم في كل حينْ
تتجذر الآلآم في الزمَنُ اللعينْ
رحلَتْ طيور الحُبِّ في سفرٍ طويلْ
والناي يبحثُ عن مصير العازفينْ
قطعَ الفيافي والقفارَ لكي يوزّعَ في المنافيَّ بلسما
وقضيتي حفرت على تخت الشقاءِ حروفَها
والحبُّ يقبع في المنافي سائلاً عن يومِ عودتِهِ
وينتظرُ الضياءْ
والعشقُ يملأ خافقي دفئاً ولين
ياليته يوماً يملَّ ويفهما
خلجات قافيتي يُعانقها الرجاءْ
فلربما
يمضي بعيداً كل من زرع الفساد واجرما
ويعود ثغر الصبح يسطع من جديدْ
ليُذيبَ ألوانَ الرحيلْ
تزهو الديارْ
ويعود ليل العاشقينَ كما نشاءْ
ونمد في وجه الحياةِ الأمنياتِ
ويستفيق العشبُ يعلوه انتشاء
والناي يصدحُ بالغناءِ الحلوِ في كبدِ السّمـاءْ
\
13\3\2017
عواطف عبداللطيف