الأدلة الدامغة في جواز التبرك والتوسل بالأولياء والصالحين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تكلمنا عن جواز التبرك والتوسل في القرآن العظيم وهو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وعن جواز التبرك والتوسل نبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حياً وميتاً.
ورداً على من كفر عباد الله بمفهومه القاصر أن التبرك شرك بالله،
نتكلم الأن عن التبرك والتوسل في قا له العلماء والأتقياء الصالحين أكثرهم من أهل القرون الثلاثة وهم من خيار الأمة المحمدية والذين أثنى عليهم نبينا محمد صلوات الله عليه وآله وسلم والذين كفرهم البعض - العياذ بالله. نقول وبالله التوفيق:
تعريف التبرك :
التبرك هو طلب البركة، والبركة هي الخير والنماء وهي تشمل الحسيات والمعنويات.
ولما كان التبرك بالشيء هو طلب البركة بذلك الشيء من الله تعالى كان معنى التبرك بآثار الصالحين طلب الزيادة من الخي رمن الله عز وجل بجاهم ومنزلتهم عنده .
- والتبرك في الحقيقة ليس إلا توسلا إلى الله سبحانه وتعالى بذلك المتبرك به سواء كان أثرا أو مكانا أو شخصا ، أما الأعيان فلاعتقاد فضلها وقربها من ا لله سبحانه وتعالى مع اعتقادعجزها عن جلب خير أو دفع شر إلا بإذنه تعالى .
وأما الآثار والأماكن فلانها منسوبة إلى تلك الأعيان فهي مشرفة بشرفها ومكرمة ومعظمة ومحبوبة لأجلها ,
ويعلم بهذا أن التبرك بالأشياء مع اعتقاد النفع والضر فيها ممنوع مطلقا ومنكر قبيح إذ النفع والضر إنما هو بيد الله تعالى وحده ، فهذا هو التبرك الممنوع ، وإن رأينا بعض من اعتقد ذلك فلابد من تفهيمه وتعليمه .
لكن التبرك بالصالحين مع اعتقاد أنهم لا يملكون ضرا ولا نفعا وإنما هم أسباب للخير لا شك في جوازه بل استحبابه ، وهو التبرك المشروع .
وهذه نصوص علماء هذه الأمة تبين لك ذلك :
نصوص الأئمة من السلف والخلف على جواز التبرك :
للتبرك بآثار الصالحين أصل أصيل من تبرك الصحابة رضوان الله تعالى عليهم بسيدنا رسول الله .
فالمتأمل بحق في تبركهم بشعره ووضوئه ونخامته وعرقه وخاتمه وإزاره وملامسة جسده الشريف مع التحقق بأن هذه الأشياء لا تجلب نفعا ولا تدفع ضرا بحد ذاتها إلا بإذنه تعالى : لا بد له أن يتفكر في معنى ذلك من فعل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم .
وتوحيد الصحابة رضي الله تعالى عنهم أعلى التوحيد فهم لا يعتقدون النفع ولا الضر إلا بيد الله سبحانه فما معنى أنهم يقتتلون على وضوئه صلى الله تعالى عليه وسلم وما معنى أنهم يتسابقون لأخذ شعره ؟
إن مناط التبرك والتوسل بسيدنا سول الله لا يعنى إسناد أي تأثير إليه وحاشاهم من ذلك بل حاشاه صلى الله تعالى عليه وسلم أن يقرهم على الباطل ، إنما المناط تحققهم بمعرفة معنى قرب سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من الله تعالى وكونه أفضل الخلائق وسيد ولد آدم .
فلأجل هذا المعنى تبركوا به وبآثاره وكانوا شديدي التعظيم لها .
أي فهم يتوسلون إلى الله تعالى بالتبرك بأحبائه وأهل طاعته و اوليائه.
فإذا تحقق معنى القرب من الله تعالى ومحبته في بعض عباده أفيكون التبرك حينئذ بهم لهذا المعنى وسيلة إلى الشرك والضلال ؟! اللهم غفرانك.
وهاهم الصحابة رضي الله تعالى عنهم يتبركون ببعضهم لأجل هذا المعنى :
فقد روى ابن حبان ( ت 354 )في صحيحه 3 / 317 عن أبي موسى قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نازلا بالجعرانة بين مكة والمدينة ومعه بلال فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل أعرابي فقال ألا تنجز لي يا محمد ما وعدتني فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشر فقال له الأعرابي لقد أكثرت علي من البشرى قال فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان فقال إن هذا قد رد البشرى فاقبلا أنتما فقالا قبلنا يا رسول الله قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح فيه ماء ثم قال لهما اشربا منه وأفرغاه على وجوهكما أو نحوركما فأخذا القدح ففعلا ما أمرهما به رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادتنا أم سلمة من وراء الستر أن أفضلا لأمكما في إنائكما فأفضلا لها منه طائفة "
وقد فهم منه ابن حبان (ت354 ) الحافظ الناقد الكبير جواز التبرك بالصالحين فقال مبوبا :
"ذكر ما يستحب للمرء التبرك بالصالحين وأشباههم "
وهاهم السلف الصالح يتبركون ببعضهم لأجل هذا المعنى.
وقصة الإمام الشافعي وهي متواترة في كتب التراث ولا ينكرها إلا متكبر ومعاند حين بعث له الإمام أحمد قميصه فقال لحامله :" بله وادفع إلي الماء لأتبرك به " شهيرة أخرجها ابن عساكر في تاريخ دمشق 7/170 وابن الجوزي في مناقب أحمد ص 456
وقال السبكي في طبقات الشافعية الكبرى ( 2 / 36 ) في ترجمة احمد بن حنبل ما نصه : ( قال ابن المظفر وأخبرنا يوسف بن محمد المصرى إجازة أخبرنا إبراهيم بن بركات الخشوعى سماعا أخبرنا الحافظ أبو القاسم إجازة أخبرنا عبد الجبار الخوارى حدثنا الإمام أبو سعيد القشيرى إملاء حدثنا الحاكم أبو جعفر محمد بن محمد الصفار أخبرنا عبد الله بن يوسف قال سمعت محمد بن عبد لله الرازى قال سمعت أبا جعفر محمد الملطى يقول قال الربيع بن سليمان إن الشافعى رضى الله عنه خرج إلى مصر فقال لى يا ربيع خذ كتابى هذا فامض به وسلمه إلى أبى عبد الله وائتنى بالجواب.
قال الربيع فدخلت بغداد ومعى الكتاب فصادفت أحمد ابن حنبل فى صلاة الصبح فلما انفتل من المحراب سلمت إليه الكتاب وقلت هذا كتاب أخيك الشافعي من مصر فقال لى أحمد نظرت فيه فقلت لا فكسر الختم وقرأ وتغرغرت عيناه فقلت له أيش فيه أبا عبد الله فقال يذكر فيه أنه رأى النبى فى النوم فقال له اكتب إلى أبى عبد الله فاقرأ عليه السلام وقل له إنك ستمتحن وتدعى إلى خلق القرآن فلا تجبهم فيرفع الله لك علما إلى يوم القيامة .
قال الربيع : فقلت له البشارة يا أبا عبد الله ، فخلع أحد قميصيه الذى يلى جلده فأعطانيه فأخذت الجواب وخرجت إلى مصر وسلمته إلى الشافعى رضى الله عنه فقال أيش الذى أعطاك فقلت قميصه فقال الشافعى ليس نفجعك به ولكن بُلَّهُ وادفع إلىِّ الماء لأتبرك به
بل إنه كان يتبرك بقبر أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه فقد روى الخطيب البغدادي بسنده في تاريخ بغداد 1/ 122 عن علي بن ميمون قال سمعت الشافعي يقول : اني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء الى قبره في كل يوم يعني زائرا فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت الى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده فما تبعد عني حتى تقضى "
وهذا الإمام الجليل سفيان الثوري ( ت161 ) كان من عادته أن يأتي إلى أحد زهاد زمانه للتبرك بالسلام عليه . ينقل هذه القصة أحد كبار علماء السلف ونقادهم في الحديث الإمام العجلي المتوفى سنة 261 مقرا لها فقد قال في كتابه معرفة الثقات 2 / 182 :
"1402 عمرو بن قيس الملائي كوفى ثقة من كبار الكوفيين متعبد وكان سفيان يأتيه يسلم عليه يتبرك به "
وهذا عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل ( ت290) قيل له ( وقد أوصى أن يدفن بالقطيعة بباب التبن) : لم قلت ذلك ؟
فقال : " قد صح عندي أن بالقطيعة نبيا مدفونا ولأن أكون في جوار نبي أحب الي من أكون في جوار أبي "
ذكر هذه القصة ابن أبي يعلى الحنبلي ( ت526 ) في طبقات الحنابلة 1/188 .
ورواها الخطيب ( ت463 ) في تاريخ بغداد بسنده 1/ 121 .
فهذه شيء من النصوص عن كبار السلف تبين أنهم كانوا يتبركون بالصالحين أحياء وأمواتا
ثم تأمل معي هذه النصوص التي يرويها الخطيب البغدادي وهو من الثقا ت في تاريخه بسنده لتعرف ما كان عليه الأوائل من التبرك بالصالحين .
قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1/ 120 ـــ 125 :
" باب ما ذكر في مقابر بغداد المخصوصة بالعلماء والزهاد بالجانب الغربي في أعلا المدينة.
مقابر قريش
دفن بها موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وجماعة من الأفاضل معه.
أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسينبن محمد بن رامين الإستراباذي قال أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ( راوية المسند ) قال سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال يقول :
"ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به الا سهل الله تعالى لي ما أحب "
"ومقبرة باب حربخارج المدينة وراء الخندق مما يلي طريق قطربل معروفة بأهل الصلاح والخير ، وفيها قبر أحمد بن محمد بن حنبل وبشر بن الحارث ، وينسب باب حرب الى حرب بن عبد الله أحد صحابة أبي جعفر المنصور واليه أيضا تنسب المحلة المعروفة بالحربية.
أخبرنا أبوعبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيري الضرير قال أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي بنيسابور قال سمعت أبا بكر الرازي يقول سمعت عبد الله بن موسى الطلحي يقول سمعت أحمد بن العباس يقول :
خرجت من بغداد فاستقبلني رجل عليه أثر العبادةفقال لي من أين خرجت ؟ قلت : من بغداد هربت منها لما رأيت فيها من الفساد خفت أن يخسف بأهلها فقال : ارجع ولا تخف فان فيها قبور أربعة من أولياء الله هم حصن لهم من جميع البلايا قلت : من هم قال : الامام أحمد بن حنبل ومعروف الكرخي وبشر الحافي ومنصور بن عمار. فرجعت وزرت القبور ولم أخرج تلك السنة "
"ومقبرة بابالدير:
وهي التي فيها قبر معروف الكرخي أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري قال أنبأنا محمد بن الحسين السلمي قال سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول سمعت أبا علي الصفار يقول:
سمعت إبراهيم الحربي ( ت285 ) يقول قبر معروف الترياق المجرب.
أخبرني أبوإسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي قال نبأنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمدالزهري قال:
سمعت أبي يقول قبر معروف الكرخي مجرب لقضاء الحوائج .
حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري قال سمعت أبا الحسين محمدبن أحمد بن جميع يقول سمعت أبا عبد الله بن المحاملي يقول اعرف قبر معروف الكرخي منذ سبعين سنة ما قصده مهموم الا فرج الله "
فهذا حافظ المغرب أبو عمر بن عبد البر( ت463 ) يقول في التمهيد 8 /129
"وفيه التبرك بإيمان الصالحين قياسا على ما صنعت عائشة بيد النبي صلى الله عليه و"
وقال في 13 / 67 :
" وفي هذا الحديث دليل على التبرك بمواضع الأنبياء والصالحين ومقاماتهم ومساكنهم وإلى هذا قصد عبد الله بن عمر بحديثه هذا والله أعلم "
وهذا أبو عبد الله الحاكم (ت404 ) صاحب المستدرك أمير المؤمنين في الحديث يقول في تاريخ نيسابور مانقله ابن العديم في تاريخ حلب 6/ 2964 :
" حمش بن عبد الرحيم التريكي الزاهد المطوعي أبو عبد الله النيسابوري
. . . وقد ذكره الحاكم أبو عبد الله بن عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور بما أخبرنا به الحافظان أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري وأبو محمد عبد القادر بن عبد الرهاوي في كتابيهما قالا أخبرنا أبو الجنيد أحمد بن إسماعيل ابن يوسف القزويني ببغداد قال أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي قال أخبرنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري وأبو بكر محمد بن عبد العزيز الحيري إجازة منهم قالوا أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال حمش بن عبد الرحيم التريكي الزاهد أبو عبد الله المطوعي النيسابوري صاحب الصومعة والمسجد اللذين يتبرك بهما وبالصلاة فيهما "
وهذا الإمام أبو عبد الرحمن السلمي ( ت412 ) يقول في كتابه الطبقات في ترجمة معروف الكرخي ص81 :
"وقبره ببغداد ظاهر يستشفى به ويتبرك بزيارته .
سمعت أبا الحسن بن مقسم المقرئ ببغداد يقول سمعت أبا علي الصفار يقول سمعت إبراهيم بن الجزري يقول قبر معروف الترياق المجرب "
"
وتقدم النقل عن الخطيب البغدادي حافظ المشرق وأزيد هنا ما قاله في تاريخ بغداد 12/ 66 " على بن محمد بن بشار الزاهد أبو الحسن . . . وقبره الى الان ظاهر معروف يتبرك الناس بزيارته "
وقال في 14 / 427 :
"ــــ وقال ابن الجوزي الحنبلي (ت 597)في صفوة الصفوة 2/ 324 :
"قال أحمد بن الفتح رأيت بشر بن الحارث في منامي وهو قاعد في بستان وبين يديه مائدة وهو يأكل منها فقلت له يا أبا نصر ما فعل الله بك قال غفر لي ورحمني وأباحني الجنة بأسرها وقال لي كل من جميع ثمارها وإشرب من أنهارها وتمتع بجميع ما فيها كما كنت تحرم نفسك الشهوات في دار الدنيا فقلت له فأين أخوك أحمد بن حنبل قال هو قائم على باب الجنة يشفع لأهل السنة ممن يقول القرآن كلام الله غير مخلوق فقلت له فما فعل معروف الكرخي فحرك رأسه ثم قال لي هيهات حالت بيننا وبينه الحجب إن معروفا لم يعبد الله شوقا إلى جنته ولا خوفا من ناره وإنما عبده شوقا إليه فرفعه الله إلى الرفيع الأعلى ورفع الحجب بينه وبينه ذاك الترياق المقدس المجرب فمن كانت له إلى الله حاجة فليأت قبره وليدع فإنه يستجاب له إن شاء الله تعالى.
وكان إبراهيم الحربي يقول قبر معروف الترياق المجرب " ومن هو إبراهيم الحربي هو من كبار اإمة الهدى الذين شهت لهم الأمة الإسلامية بالعلم والتقى والاصلاح.
وقال في ترجمة إبراهيم الحربي 2/ 410 :
" وتوفي ببغداد سنة خمس وثمانين ومائتين وقبره ظاهر يتبرك الناس به رحمه الله "
وقال في المنتظم 6/ 199 :
"على بن محمد بن بشار ابو الحسن . . . وقبره اليوم ظاهر يتبرك به "
وقال في 9 / 193 :
"احمد القزوينى كان من الاولياء المحدثين توفى فى رمضان هذه السنة فشهده امم لا تحصى وقبره ظاهر يتبرك به فى الطريق الى معروف الكرخى "
وقال في تكملة الإكمال 2/331 :
"
و قال الإمام العلامة الكبير المفسر أبو عبد الله القرطبي ( ت 671 ) في تفسيره 10 / 47 :
:أمر صلى الله عليه وسلم أن يستقوا من بئر الناقة دليل على التبرك بآثار الأنبياء والصالحين وإن تقادمت أعصارهم وخفيت آثارهم كما أن في الأول دليلا على بغض أهل الفساد وذم ديارهم وآثارهم "
وفى هذا الحديث أنواع من العلم تقدم كثير منها ففيه التبرك بآثار الصالحين"
ومثله كثير في شرح مسلم وانظر على سبيل المثال : 3/ 194 ، 4/ 219 ،
5/ 161 ، 7 / 3 ، 11/ 36
وقال في تهذيب الأسماء واللغات عند ترجمة الإمام أحمد بن حنبل 1 / 124 :
"وتوفي ضحوة يوم الجمعة الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومائتين ودفن
وقال العلامة الحافظ التاج السبكي ( ت 771هــ )في طبقات الشافعية 6 / 154 :
"668 محمد بن علي بن عبد الواحد أبو رشيد من آمل طبرستان كان زاهدا منقطعا في بعض الجزائر وحده سنين عديدة ثم رجع إلى آمل وتوفي بها ليلة الأحد لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وخمسمائة وقبره معروف هناك يزار ويتبرك به "
وقال في ترجمة ابن الصلاح 8 / 328 :
" فدفنوه بطرف مقابر الصوفية وقبره على الطريق في طرفها الغربي ظاهر يزار ويتبرك به قيل والدعاء عند قبره مستجاب "
وقال الحافظ ابن كثير ( ت774 هــ ) في البداية والنهاية 13/228 في ترجمة أبي عبد الله اليونيني الحنبلي :
"ولا يقبل من الامراء ولا من الوزراء شيئا إلا أن يكون هدية مأكول ونحوه ويرسل إليهم من ذلك فيقبلونه على سبيل التبرك والاستشفاء "
وقال ابن رجب الحنبلي ( ت795 هــ )في ذيل طبقات الحنابلة في ترجمة عثمان بن موسى الطائي 4/ 287 :
" ويقال إن الدعاء يستجاب عند قبره "
وقال الحافظ عبد القادر القرشي ( ت775 هــ )في طبقات الحنفية في ترجمة بكار بن قتيبة ص 170
"ودفن بالقرافة وقبره مشهور يزار ويتبرك به ويقال إن الدعاء عند قبره مستجاب "
قال الحافظ ابن حجر ( ت852 هــ ) في الفتح1/ 522
وفيه التبرك بالمواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم أو وطئها ويستفاد منه أن من دعي من الصالحين ليتبرك به أنه يجيب إذا أمن الفتنة"
وقال العلامة الفقيه ابن الهمام الحنفي( ت861 ) في فتح القدير 2/ 127 :
" وفي بعض النسخ لا بأس بالأذن أي الإعلام وهو أن يعلم بعضهم بعضا ليقضوا حقه لا سيما إذا كانت الجنازة يتبرك بها ولينتفع الميت بكثرتهم "
وقال برهان الدين ابن مفلح الحنبلي ( ت884 هــ ) في " المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد " 2/ 253 :
"753 علي بن محمد بن بشار أبو الحسن الزاهد العارف . . . ودفن بالعقبة وقبره ظاهر يتبرك الناس بزيارته "
قال الإمام المرداوي الحنبلي ( ت885 هــ ) في الإنصاف 2/333 :
" ويستحب للضيف أن يفضل شيئا لا سيما إن كان ممن يتبرك بفضلته "
وذكر مثله الشيخ مرعي الحنبلي ( ت1033 هــ )في دليل الطالب ص 248 .
وأقره الشيخ عبد القادر التغلبي (ت1135 هــ )في شرحه نيل المآرب 2/210 .
وكذلك البهوتي الحنبلي ( ت1051 هــ) في كشاف القناع 5/ 181 .
وكذلك ابن ضويان الحنبلي في منار السبيل 2/ 192 .
وقال الحافظ السخاوي ( ت902 ) في التحفة اللطيفة في ترجمة سيدنا حمزة بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه 1 / 307 :
"وجعل على قبره قبة فهو يزار ويتبرك به وبمحله رضي الله عنه "
ــــ وقال المؤرخ الفقيه ابن العماد الحنبلي ( ت 1089 )في شذرات الذهب 1/110 في ترجمة التابعي الجليل سعيد بن جبير :
" وقتل ابن جبير وله تسع وأربعون سنة وقبره بواسط يتبرك به "
وقال في 1/ 57 :
" توفى أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد بالقسطنطينية وهم محاصرون لها وقبره تحت سورها يستسقى به ويتبرك "
وقال في 2 / 289 :
"وفيها علي بن حميد أبو الحسن الذهلي إمام جامع همذان وركن السنة والحديث بها روى عن أبي بكر بن لال وطبقته وقبره يزار ويتبرك به "
و قال الشوكاني (ت 1250 هــ ) في نيل الأوطار 2/ 355 :
" فيه مشروعية التبرك بملامسة أهل الفضل لتقرير النبي صلى الله عليه وآله وسلم له على ذلك "
وانظر على سبيل المثال 4/ 64
وقال العلامة ابن عابدين ( ت1252 هــ ) في الحاشية 2/ 193
"قال في النهاية فإن كان عالما أو زاهدا أو ممن يتبرك به فقد استحسن بعض المتأخرين النداء في الأسواق لجنازته وهو
الأصح "
وقال أبو الطيب العظيم آبادي في شرحه " عون المعبود شرح سنن أبي داود " 1/ 52 :
"والحديث فيه ثبوت التبرك باثار الصالحين والتلذذ بها"
وقال المباركفوري في" تحفة الأحوذي "3/ 365:
" فيه مشروعية التبرك بشعر أهل الفضل"
فهل بعد كل هذا نعتبر هؤلاء الائمة الكرام مبتدعة. ومشركين بالله
وهم من أجمعت كافة الأمة الإسلامية على علمهم وصلاحهم وهم من علمونا دين الله الحنيف.