آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 05-01-2010, 06:37 PM   رقم المشاركة : 1
نبعي
 
الصورة الرمزية جاسم أحمد الحمود






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :جاسم أحمد الحمود غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي اغتراب - قصة قصيرة

اغتراب


1-
انتصف الليل ، هجرني النوم ، و تركني في عراء الغرفة ، رائحة الرطوبة المشبعة بالعفن ، تثقل صدري ، أتحسس الورقة اليتيمة في جيببي ، هذا ما تبقى من الراتب ، و الشهر في أوله، جرّبت كل العمليات الحسابية ، لم تنفع شهادتي الجامعية في إيجاد معادلةٍ ، تجعل الورقة النقدية تكفي لأظل حياً حتى آخر الشهر .
أشعل الصندوق القديم الذي أسميه تلفازاً ، و بخبطةٍ قوية على رأسه ، تستقر الصورة المضطربة ... جندي أمريكي يفتش امرأة عراقية ، تمتد يداه من تحت الإبطين هبوطاً إلى الخصر ثم القدمين ... تنتابني رجفة ، النوم أفضل ...... البرد شديد ، لا أستطيع النوم ، اللحاف مهترئ , صفيحة التنك فوق موقد الغاز ، مناظر الدم و الحرائق التي يبثها التلفاز ، كلها لم تستطع أن تبدد البرد ، أرتدي ملابسي على عجل ، أخرج من القبو الذي سماه صاحبه حين استأجرته غرفة .. أمشي في ظلمة الشوارع الخالية إلا من كائنات الليل المريبة ، تغوص قدماي في برك الطين ، و تغوص يداي في جيوب المعطف بحثاً عن دفء موهومٍ .

2 -
الليل انتصف ، و جدران الغرفة العارية تزيد وحدتي .. في النهار تؤنسني أصوات المارة و الباعة .. أما الليل فيبعث وحدتي من رقادها .. منذ ساعة و أنا أقف وراء الباب الموارب ، أتأمل المطر ... البرد قارس ، و الليل طويل ... إذا لم يطرق أحدٌ بابي ، سأصوم عن الطعام كما صمت البارحة مكرهة .
مطر .. مطر كثير ، لكن الضروع جفّت ، و الأرض نسيت اللون الأخضر ... و هذا الجسد الشاحب و الصدر الهزيل لن يجتذبا أحداً .. ( مومس السياب العمياء لن تغري أحداً ) ... ينكسر شرودي بوقع خطا وئيدة .. يبدو من مشيته و شروده أنه ليس من زبائن الليل ... لكن سأحاول .. سعلت ، فالتفت ، دعوته للدخول .

3 –
دخلتُ متردداً .
- معك نقود ؟ .
سألَتْني .
أخرجْتُ الورقة من جيبي و ضحكتُ : هذا ما تبقى من الراتب و الشهر في أوله .
- نقودكَ قليلة ، لكن لا يهم الليل في أوله و البرد قارس .. ثيابك مبتلة ، يبدو أنك سرتَ تحت المطر كثيراً .
- لم أستطع النوم ، فخرجت ألتمس الدفء تحت المطر .
- تبدو مهموماً ؟.
- ماذا أفعل ؟ عائلة في القرية من تسعة أشخاص و المواسم صارت ماضياً ، و الراتب أبعثه ثمناً للخبز .
- على الأقل لديك عائلة تفكر فيها ، يفرح قلبك حين تراها ، تنتمي إلى أهلٍ و قرية و أرض ، أما أنا ...
- أليس لديكِ أهل .
- بلى ، تركتهم هناك في بغداد ، ينامون مع أهل الحي في مقبرةٍ جماعية ، هاجمتنا قوات الاحتلال ذات ليلة ، لا أدري كيف نجوت ، و لا أدري كيف غادرت بغداد ، من قرية إلى قرية ، وجدت نفسي بعد أيامٍ من الخوف و الضياع هنا ، قلت : الشام كبيرة ، لا بد أن أجد عملا ً فيها ، بحثت كثيراً ، قلت لأرباب العمل : لديّ شهادة جامعية .
ضحكوا ، و قالوا : لدينا شهادات و شهادات .
أنهكني الجوع ، و أذلتني الغربة ، استأجرت هذه الغرفة ، و صرت كما ترى ..
تجمعتْ قطرات الدمع في عيني ، وضعتُ الورقة النقدية على طرف السرير ، و اتجهتُ نحو الباب.
- إلى أين ؟ دفعتَ نقوداً ، ألا تريد البضاعة ؟! .
تذكرتُ الأسرى في ( أبو غريب ) ، تذكرت مشهد الجندي الأمريكي ، و هو يفتش المرأة العراقية ، لو فعلت سأكون مثله حتماً .
لا أريد شيئاً .
قلت لها .
- تكفيني نقودك بضعة أيام و بعدها ؟ .
- اسمعي .. جهزي نفسك ، سأمرّ بعد نهاية الدوام ، و آخذك إلى القرية ، قريتنا صغيرة ، و سكانها طيبون ، عائلتي تسعة أشخاص ، لن يتغير الأمر كثيراً إن صارت عشرة أشخاص . ركضتْ باتجاهي ، عانقتني مبتسمةً دامعة .






  رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:31 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::