حتّى اشتِعالٍ آخَر . . .

حين بلغني أنك عُدت أبطأت في المسير نحوك على غير عادتي,
زججتُ دقّات قلبي خلف قُضبانِ أصابِعي و أطبقتُ علَيها حتّى لا يبلغك صداها,
خشيتُ أن تملي عليك ما خُطّ فِي صكّ الغفران الذي مزّقتُه و أنا أقول : " أبدًا لن أُسامحك " ..
خشيت أن تُخالفني بِالقَول : " لا بل إنّي سامَحتُك .. "

هكذا تَمَرّنتُ على غِيابِك بَعد أن أيقنتُ ضَرُورةَ تَجاوُزِه إلى أشياء أخرى,
بدل التّمَعُّن عُمرًا فِي صُورة لا أَدرِي إِن كانَت تُشبِه صِدقَك أَم كَذِبَك.

ستَعتَادُ على كَذِبِ الظِّلال حين تَجرُّها خَلفَك دُون أن تَتبَعْك.

بعضُ الأُمنيات حين لا تتحقَّق تَزرَعنا كَمَطَرٍ مَيّت في غَيمَةٍ سَوداء..
نتُوقُ لِلسُّقوط و لكِنّنا لا نَقدر . .
نتوقُ للنِّهايات التي تتأجَّل و كأنّها تُريدُنا أن نَعيش الهزيمة أكثر .

أخشى أن أقول "وداعًا" فَأَعُود,
أو أن أقول "إلى اللقاء" فلا نلتقي ..

أخشى أن أُلقي وُعودًا لا يَعنِيها القَدَر.

علامَ البقاء ؟ ..
أ لِأرثي الذِّكرى و أجمع الطّلول حَولِي كِإخوة يُشارِكُونَني مأدبة البُكاء؟

مِن المؤسِف أنّ الكلمات التي لقَّنَتْنا إيّاها الكراريس لا تَعمَل خارِج الأَوراق ...

نَحنُ بقَايَاك يا غُروب,
غَجرٌ حُفاة,
وحدها حُمرَتُك التي تَسكبها على الأَرض تَقينا مِن الأَشواك.

آنَ لي أَن أُغادِر مَسارِح الحُبّ ..
و سَأَكتَفي بإِقناعِ نَفسِي بِأنّ الذي رأيتُه يَبكِي على الرُّكح لَم يَكُن قَلبِي.

قَلَّما يَنتظِرُونَك .. مع أَنّك تَسبِقهُم بِساعات يُثقِل الشَّوق دَوَران ثَوانِيها.