الأديبة كوكب البدري مساؤك محمل بعبير الورد ونهارك سعيد
امتزجت الحروف بالنبض فتوالدت الكلمات كالسلسبيل
وحلقت عاليا كجمال معانيها بجناحين جناح إعجاب
وجناح تقدير لهذا القلم الذي صور ورسم تفاصيل كثيرة
بسلاسة ,, نقلنا عبر ايام شهر نيسان حتى تمنينا أن لا ينتهي
رغم الفراق .. رغم الوداع .. رغم الألم
مودتي الخالصة
سفـــــانة
نعم سيدتي فحين التقينا
توالدت حروفنا وانسكبت زنابق أشواقنا كقناديل تضيء ؛ كل لحظة لم نعشها قبل لقائنا
" ومؤكد أقصد لقائي بزوجي الحبيب "
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
حلقت معك عبر هذه الرحلة الراقية
بين جمال الحرف
وعطر نيسان
وعبير دجلة والفرات
وصدق المشاعر
الى بغداد الحبيبة
طفت الشوارع والحواري
ونسيم الصباح يلفح وجهي ويداعب شعري
وشريط الذكريات يمر
وعاد الوجع ليسكنني!!!!!!!!
خربشة الأول من نيسان قصة حب عاشت وكان ثمرها أكاليل بيضاء تناثرت على ضفاف النبع أشعلت قناديل الحنين
ما أجملك
وما أصدقكِ هنا
ابنتي الغالية كوكب
حماكِ الله
وجعل أيامك كلها ترفل بالحب والسعادة
محبتي
قراءة الشعر معضلة ، بخاصة إذا كان الشاعر قد خطط مسبقاً لينهل من جوانيته أحداثاً بعينها ، فتكون الفكرة ناضجة ، والسيناريو محبوكاً والأحداث شاخصة للعيان .. ويزيد ذلك جمالاً بعد المعضلة ، أن يكون الشاعر قادراً تماماً على صياغة التعابير ونسج الكلمات الراقية المباشرة المترجمة للحال بصورة واضحة ..
بوضوح تام ، قلتُ منذ فترة طويلة ، أن الاديب المنتج أو الفتان التشكيلي الصادق ، هو ما نراه في كلماته أو على سطح لوحته بالضرورة .. لأن المنتج خارج نفسه لا يظهر في عمله ، فيكون صورة / مهزوزة / عن الآخر .. لذلك ، حين نقرأ قصيدة ما ، نعرف كاتبها قبل أن نقرأ توقعه .. وبالتالي تكون الأعمال جزءاً من صانعها ، الذي خاض تجربته ، أو التقطها ممن خاضها من حوله .. والنتيجة تكون تجربة إنسانية مترجمة أدبياً أو فنياً ..
أختنا الفاضلة
أمامي نص لا استطيع ، بل لا ارغب في التعليق عليه دفعة واحدة ، لأسباب تعود إلى رغبتي في متابعة ، وتفنيد ، وتحليل ما ورد في الأيام النيسانية ، التي يفترض أن نشاهد فيها بداية الربيع ، وجنون النوار ، وهطول العصافير ..
لكننا ومنذ بداية النص / اليوم الأول ، الموافق لاكذوبة نيسان / أبريل ، لاحظنا الظن بتساقط الثلوج خلف الباب .. إلا أن تلمس عطر القداح لتلك البحيرة الراكدة ، جعلنا نبدي شيئاً من الواقعية والصدقية لما سيأتي من قول ..!
وحين يوصد الباب ، ندخل الحقيقة ، بالصوت / الحركة ، والصورة / الابتعاد والثلج الافتراضي الذي خلفه ذلك الحدث .
(2)
نحن أمام نص شعري ، تسمعه وتراه ، وتسير معه ..
من العنوان / خربشات الأول من نيسان / تتبادر إلى الذهن حالتان : الخربشة والكذبة ..! وكأن الشاعرة تريد وضعنا أمام حيرة التصديق والتكذيب ، ويجب أن لا يغيب عن البال أن / كذبة ابريل / تحدث في حيز المتداول ، في ذلك اليوم من السنة ، والمتداول قد يتعلق بأمر عام أو بخصوصية فردية ، وللوهلة الأولى تنطلي الكذبة على المستمع ..
في اليوم الثاني من نيسان ، تتحدث الشخصية الأساسية في القصيدة عن ذاتها ، في ذلك الطقس الممطر ، وتعلقها بحبيب خارج المشهد والتصور ..
ثم تغيب في الأيام / الرابع والخامس والسادس / ثلاثة أيم انشفال عن حبيب / وهذا يعكس مقدرة على النسيان أو التاجيل أ أو ظروف بعينها تحول دون التلاقي البصري ..!
هذا ليس تحليلاً بل قراءة ومتابعة زمنية ، حتى اليوم السابع حيث التساؤل وحظر التجوال .. فتلقي الشاعرة في هدوء القراءة مشهداً عسكريا ً :
( يزمجر حظر التجوال :
أن عودوا ...وكلٌ الى بيته ...)
(3)
بعد يومين ، يأخذ المشهد بعداً تراجيدياً ، حيث السفر والوداع ، وبعد أن حاولت الشاعرة أن / تلضم / الليالي الأربع في خيط رغم تباعدها ، لتؤكد لنا عكس ما ذهبنا إليه ، وتقول أن الحالة كانت كامنة وليست غائبة ..!
فيكون المشهد أكثر إيلاماً حين يودع المرء أجمل ما يحب :
( كنت احمل جراحي في حقيبة السفر
وكان يهطل وجع ٌ دافيء ،
عبق ٌ بذكريات وجوه عند محطات المسافرين
يقفز من الحقيبة وجه بغداد جميلا وحزينا )
في الثاني عشر ، تنقلنا الشاعرة إلى علي بن الجهم ، لتعود بنا إلى زمن بغداد الناضج ، فيحدث التحول الصارخ عند ابن الجهم ، وبعد مقصيدته المادحة الجارحة التي شبه فيها الخليفة بالكلب في الوفاء .. حتى تطبع بحضارة المدينة وقال مشهورته / عيون المها بين الرصافة والجسر / وهذا الإسقاط المباغت ، جعلني أحزن كثيراً مع الشاعرة لغياب الهدوء والجمال في بغداد ، وانتشار غير ذلك ..
( يتبع )
.
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
( 4 )
وبين علي بن الجهم وأغنية عبد الحليم حافظ / حبيبتي من تكون / التي استمعت إليها المسافرة قبل الرحيل ،نكون في مشهد عاطفي ناعم .. إلى أن :
( .. السيارة تشق طريقها مساءً
كنتُ أهمس ُ لملحمة عينيك : أحبك ...
إنفجر لغم ٌ ....
فاكملت ُ : وأعشقُ قمرا ً ....
انفجر آخر ...
أكملتُ : قمراً حط على أهدابك ... يضم الف حكاية لنا وحكاية
وحين أزَّ رصاص ، لم يجفل القلب لمَّا طالبتني أناملك بالهدوء ، كأ نها زرعت زنبقة في قلبي
منحني عطرها الآمان .)
هي ملحمة الحب والموت والبحث عن الحياة ، رحلة وصور متسارعة أجادت ترتيبها الكاتبة بشكل واضح ، لتزرع في دواخلنا الإحاسيس ذاتها .. لأن ما يحدث هو من الواقع اليومي المعاش ..
إلا أن الصورة تباغتنا :
( همستُ لسيدة ِ صالون ِالتجميل :
" عيد ُ حبنا اليوم ...
لذا
أريدُ قَصَّة ً مجنونةً ..كحبنا المجنون "
.
ابعدتُ يدها فجأة ً
فكيف أفرط ُ بشعري َّ الطويل
وعلى كل خصلةٍ منه ...
حكاية لشفتيك َ .)
جميل هذا النص ، بالتراتبية الإنسانية الدافئة ، والتعابير الصحيحة الموغلة في الوجدان ، المحبوكة بحنكة وبراعة ومحبة ..
هذا النص الجميل الذي نتمنى أن ترتقي إليه نصوص كثيرة ، بل يجب على الكثيرين والكثيرات التأمل فيه ، وفي لغته الراقية والصور المتلاحقة التي تعتبر مشهداً يستحق التقدير .. وفي الوقت ذاته ، يسجل أحداثاً على الارض ..
ونقفز مع الصور اللغوية والتفاصيل الجميلة ،
وحتى نهاية النص ، تضعنا الشاعرة في مهب جنونها (!)
على قارعة السفر البعيد / اللجوء أو الغياب القسري أو الهجران ..
لتصرخ ، بحقيقة فيها تساؤل مر :
( في الثلاثين من نيسان
موجع ان تشردني عيناك
وقد كنت لاجئا في عيوني )
وكأن في الثلاثين من نيسان ، نهاية الشهر ، أو الوقت ، أو المرحلة ..
وكأنه جزء من القصيدة الحدث ، وليس توقيتاً للحدث ذاته ..
لتبوح بكلمة لم تقلها في النص : ماذا بعد .. هل هو الخوف ..؟
هل القادم فيه أمل رغم الألم ..؟
فالوجع الذي يحتل العيون يكشف حالة من إنكار الجميل العاصف الذي كان ..
الخوف ، بحد ذاته عقبة ما بعدها عقبة ، لا نستطيع تجاوزها إلا باليقين ، بقوة الإرادة ، بإعادة ذاك المطر ، وبقرار البدء ، وطي صفحة بكاملها ، دون تردد .
شكري ، تقديري لشاعرة هذا النص الجميل ..
.
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟
نص غاية في الألق والأبداع
رسم بريشة فنان عاش مرور خيول الفراق ولهفة اللقاء والحب المتجذر في التربة..
آه يانيسان هل ستجيء كما كنت ؟؟
لقلمك كل التقدير والإجلال أختي أ.كوكب
أعطر التحايا