|
اقتباس: |
|
|
|
|
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطاف سالم |
|
|
|
|
|
|
|
السؤال الثاني والعشرون :
_________________
تحدث ابن أبي الإصبع العدواني عن ثلاثة فنون بديعية هي :
( الإدماج والإفتنان والاقتدار )
عرّف /ي اثنين منها مع التمثيل عليه من القرآن الكريم
|
|
|
|
|
|
الاقتدار:
وردهذاالمصطلح في كتاب "بديعالقرآن"( 2) وهو مرسوم بالّتصرف في كتاب "تحريرالتحبير)،يقول أحمدمطلوب : "الاقتدارأوالتّصرف من الفنون البلاغية التي ابتدعها المصري. ولعلّ تغيّر مسمى (التّصرف )في (تحرير التحبير ) إلى (الاقتدار) في بديع القرآن كون الاقتدار أليق بكتاب الله العزيز،
المعنى اللغوي:
القدر: المقدار، يقالُ : هم قدرمئة .ٍويقال: جاء الشيء على قدر الشيء:
ساواه ووافقه.
القَدَر: مقدار الشّيء، وحالاته المقدره له.وف يالّتنزيل: (إّنا كلّ شيءٍ خَلقناه بِقَدرٍ.
. والَقدَر: القضاء الذي يقضي به الله على عباده.
الُقدرُة::الطاقة أوالقوة على شيء،والّتم كن منه أوالغنى،أوالثراء.
المعنى الاصطلاحي::
الاقتدار: هو أن يبرزالمتكلّم المعنى الواحد فيعدة صوراقتدارا منه على نظم الكلام،وتركيبه،وعلى صياغةقوالب المعاني والأغراض، فتارة يًأتىبه في لفظ الاستعارة، وطور ا يبرزه في صورة الإرداف، وآونة يًخرجه مخرج الإيجاز، وحينًا يأتي به في ألفاظ الحقيقة )؛كقول امرئ القيس في صفةالليل
مما أخرجه بلفظ "الاستعارة":
وليلٍ كموجِ البحرِ أرخى سُدوله علي بأنواع اِلهموم ليبتلي
فقلت له لمّا تمطّى بصلبهِ وأردف أعجازًا وناءبكَلكلِ
ثم أتى بهذا المعنى بعينه في لفظ البسط، فقال:
فيالك مِن لَيل كٍأن نُجومه بِكلِّ مفارِالفْتلِ شدت بيذبُلِ
ومعنى البيت: فيا لك من ليل طويل، فبسط الصفة ليحصل من البسط ما حصل من التشبيه الدالّ على عدم سيرالنّجوم،ليدلّ بذلك على طول الليل
الافتنان
المعنى اللغوي:
افتن الرجل في كلامه وقوله: سلك أفانين وأنواعا،أوبمعن ىتوسع.( وتصرف،وافتن: أخذ في فنون القول،وأفاني نالكلام،وأساليبه،وطرقه(
المعنى الاصطلاحي:
الافتنان: هومن الفنون التي ابتدعها ابن أبي الإصبع،وإنكان يلتبس"بالإدماج" إلا أنا لإدماج تضمين المتكّلم الكلام معنى آخر،بشرط ألا يصرح به،
ولايشعرفي كلامه بأّنه مسوق لأجله، بخلاف الافتنان. وحد "الافتنان" عندابن أبي الإصبع: "هوأن يفتن المتكّلم فيكلامه بفّنين: إما متضادين،أومختلفين،أو مّتفقين،ومثالالمتضادين: جمع المتكّلم بين الغزل والحماسة،لأن الغزل لين، :( والحماسة شدة،كقول عنتره العبسي
أحبك ياظلوم،فأنتِ عِندي مكان الرُّوح مِن جسدالجيانِ
ولوأّني أقول مكان روحيَ خشِيتُ علَيك بِادرةاَلطِّعانِ
لقد جمع الشاعر،خاصة في البيت الثاني بين الغزل والحماسة بأرشق عبارة،وأبلغ إشارة،وأما من افتن في الجمع بين النّسيب والحماسة،
وما جاء من الافتنان في كتاب الله العزيز
قوله تعالى(ثم ُنَنجي اّلذين اّتَقوا وَنذر الظالمين فيها جِثيا).
فقد جمعت بين الوعد والوعيد والتبشير والتحذير، ومايلزم من هذين الفّنين
من المدح للمختصين بالبشارة،والذم لأهل النِّذارة. وجاء في كتاب الله العزيزمن هذا الافتنان نوع غريب،وهو الجمع بين التّعزية والفخر،
وذلك في قوله تعالى:كلُّ من عليها َفان وٍيبقى وجه ربِّك ذو الجلال وِالإكرامِ)
فإنّه – سبحانه وتعالى- عزى جميع المخلوقات من الإنس والجن ،وسائرأصناف الحيوانات،
وما مشى على الأرض من كلِّ قابل لٍلحياة ،وملائكة السموات وتمدح بالانفراد بالبقاء،بعد فناء الموجودات في عشرلفظاتٍ مع وصفه سبحانه - ذاته بعد انفراده بالبقاء بالجلال والإكرام.
الإدماج
الإدماج: وهو أن يدمج في كلام سيق لمعنى، معنى آخر غيرمصرّح به، كقوله:
وليل طويل لم أنم فيه لحظة * أعد ذنوب الدهر وهومديد
فإنه أدمج تعداد ذنوب الدهر بين ما قصده من طول الليل.
الإدماج في اللغة مصدر أدمج الشيء في الشيء: إذا أدخله فيه.
وفي الاصطلاح أن يضمن المتكلم كلاما ساقه لمعنى معنى آخر، بشرط أن لا يصرح به، ولا يشعر في كلامه بأنه مسوق لأجله ، وهو أن يذكر المتكلِّم معنًى ثمَّ يدمج معنًى آخَر ولا يقصده، فإن قصَدَهُ فلا بدَّ أن يوهم أنَّه لم يُرِد قصْده،
كقوله تعالى: {وَعَلَى المَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالمَعْرُوفِ} سِيقت الآية لبيان أنَّ نفقة المرْضِع على الوالد،
و قوله تعالى (له الحمد في الأولى والآخرة) فان الغرض منها تفرده تعالى بوصف الحمد، وأدمج فيه الإشارة إلى البعث والجزاء