مهمومة..
يقطّر مني الحزن كـ وشاح مهترئ عقدته إحدى العرّافات بغصنّ غضّ
تحت زخّة غفيرة شاتية
مهمومة وعيني تجوب الأفق البعيد البعيد.. كـ مَنيّة
أحاول أن أطير في الفضاء
أرحل بي إليه..
كـ سنونوة أمضت جُلّ أيامها في قفص رجل عجوز
يواسي ابتئاسه بأنين زقزقاتها
عبثاً.. أحاول ابتكار صورة للتحليق مرفرفة بأجنحة الروح غير المرئية
أغمض عيني..
لأراه بوضوح جليّ عبر تلسكوب الشعور
لأرصد أفكاره وأمغنط أنفاسه بتيّار تخاطري اللّجوج
جائعة لفطائر وجهه المطهيّة في تنور أشتياقي
ظامئة لأحاديثه الليلية المتفجّرة كـ ينبوع متسرّب إلى سهول الفجر
أحتاج أن أهرب من جُبني المتّكل على بلاهة الورق وغباء السطور
إلى مواسم الحريّة الرفيعة الإنعتاق
إلى البشاشة التي لا يغتالها العبوس السرّي
أحتاج أن أهرب من كلّ ما حولي إلى حبّه الأليف
أن أنجو من ذعري النابه.. ومخاوف أعماقي المسبيّة الوقار
أجدني كمن يستنجد من مرض عضال لا دواء له إلا الموت
تعبت من حمل جثث الصبر على مدار الآه
تعبت من حفر القبور التي تمارس دفني قبل ولادتي بين يديه
ومواراتي في تراب أمنية لا تمت للشفقة بصلة
لم يعد بوسعي ذرف وجداني في مضائق الفقدان الطائشة
أريد أن أجتاز الدنيا بمترو الإرادة.. بعيدا عن زحام الإنتظار
أريد أن أتفرّغ جذريا لالتهام عناقيد الموت بقصد شرس
أريد أن أعبر إلى جزر عينيه دون تأشيرة أفول
ثمة خطى بلاستيكية جدا، لا تستفزها الطرقات
وثمّة نظرات طريّة.. لا تملك دفع الضباب عن المدى
وثمة طفلة مجنونة في داخلي، لم يحن وقت نضوجها بعد
والعمر مرير قصير.. لا يتّسع لهذا الحب المهيب
والانتظار يا ويحي..
يمضغني يأسا داخل شِدْقيه
يستخرج عصارة الروح من خاطر صوفي واهن
ليدلّك بها جسد اللّماذات الموبوء بالتضخّم
أحبّه
وأؤمن مليّا أن الحبّ لا يشتعل أبدا
إلا في أتون الفراق
.
.
.
التوقيع
آخر تعديل هديل الدليمي يوم 10-16-2016 في 07:52 AM.