أرسم انتظاري من جبين الليل
وأمشق النّجم سهرًا
وأسند قلبي على صدر الغيم
كي يهطل منه الشّوق
وتتكحّل به الأرصفة صبرًا
قبل أن تشيخ بي الأحلام وترتحل...
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
سأعود بعد أن يشتدّ عود الوقت في بندوله..
لربّما تصفر الرّيح في مينائه،
فتجرف عن القلب سكونه وتهتزّ العقارب بين أفيائه..
فيا قلب إيّاك أن تصمت عن النّبض..
فمع دقّاته يرقص حرفي..
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
يا أيها الصباح !!
الذي نسجتَ من خيوط الشمس لقلبي نوراً..
ما بك قد أطعت الفراق وجوره، والضوء طوع أحلامي..؟!!
أرضيتَ للبدر انقساماً وهو في تمامه..؟!
أرضيت الهوان لليل أن يتربع على عرش الدّجى في سواده؟!!
أم حملت من أفواه الأسئلة أنيناً على أكف الأجوبة، كي تستبيح دم الوقت في سكرات أوراقي الدامعة..؟!!
كيف تخترق ضجة مشاعري، وهي تلملم شظاياها من محراب المصابيح المصلوبة على ذاكرة النسيان، وصدى الأوجاع ينخر أوتار أصابعي..؟!!
لن يستفيق النور في جفون ليلك بعد اليوم، ولن يتسع ضيائي في صدى مسافاتك.
سأجمع كل حرائقي وتفاصيل صراخي في صناديق الصمت فوق شفاه البكاء، وسأنعي تاريخيَ الماضي في رفات قصائدي على أوراق الريح، كي تنثره هباء في سماء غدي المشرق من حنجرة الفجر الوليد.
ستزهر حينها أحلامي، وسينهض أملي في يد الحدثان وهو يقارع أكفّ النسيان، كي أستعيد ذاكرة القلب لله، دون افتتان من وجدانٍ أو عيانٍ في كلّ آن...
.
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
أحلامك ما زالت تشهق الصّحوة على متْن ظلّي..
وأنا أنغمس في بؤرة صمتك..
لن يوقظني منّي إلا وحي إلهامك المسجون في زاوية القلق..
دعيني أرسم خطواتي نحوك دون غروب يقيّدني..
وبلا نزاع حرف يهجوني..
سأمتطي صهوة أحلامي..
وأغرق في ماضيها المأكول..
لعلّني أجد رغيف وَجْدك متأهّب اللقاء..
وغيمة الوعود ما زالت تهجع في السّماء..
تنتظر مطر الشّوق في قطرة ندى تغفو على خدّ الشّروق كدمعة حنين..
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
يا من زرعت في روحي شوق الضياء
وغرست بين ضلوعي شتائل الأمل ونواة الحياة
أيا قامة حسن وجلال تتهادى على ضفاف الروح لتبتسم مدى الحياة..
كلما دخلت محرابك تجلت عناقيد النقاء بين عيوني وتكحّلت بأريج نبضك الدافق..
فلماذا الجفاء عن رموش بدري، وروحي تبحث عن ظل يسكنني ؟؟!!
أولست نخلة باسقة يتدلى منها عناقيد القوة وثمار الصبر وأوراق المسرة..؟؟!!
أولست الذي أنجب من بياض الياسمين بسمة ومن حمرة الورد نبضة.. يوم أن نامت عيون المصابيح في ليلة ظلماء غاب عنها ظلي والقمر..؟؟!!
ما بك لا تدحرج أطياف حبك نحو سروتنا التي ما زالت تنتظر اللقاء..!!
ما عادت الياسمين تتفتح في عيون الليل..
إذ هي على موعد مع الشوق وحنين الأرض..
سئمت الأيام وهي تتفلت بين أكوام الأحزان..
وتشتاق ولهاً لبسمة الأمل بين عيون الأمنيات..
ها أنا جئت محملة بالفضاء أنثر فوقك عطر الحنان كي تدق بيني وبينك أوتاد أول بسمة عند أول اللقاء...
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
ولأنني كنت نقطة الحبر في بحر الذكريات
ولأنني الفاصلة في السطر الأعلى من قاموسك العابر
ولأنني الشَّدّة التي تلجم فم القلم
وتُخرس حركات الأسفار
سأعلن النفير على الكلمات وأكسر السكون التي تُخرس الحروف..
لن أترك الشوك يفتك بخديها ويدمي عنقها..ولن أدع الاستفهام يعلّق أهدابه على مقصلة السؤال..
فتوزّعي يا زهور على وجه القصيدة كي تفوح من أكمامها العبق وتسيل من ثغرها شهد الحوار..
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
خلف نــــــافذتى ..!
تُقرع أجراس الخريف بصوتها المرتعش..
يزحزح الغيم عني صدر السماء الأزرق..
ويباغتني بثرثرة الضوء الباهت..
فما زالت النجوم تتجمل في المساء والقمر في ثيابه يتقعر..
خلف نافذتي...
قرأت الأحلام ذابلة..
في عيونها البكاء..
تنصت للسماء أملاً وقد تجرّحت على أكتاف الظلام..
وقد توارت خلف هشيم الذكريات..
بعد أن تاهت عن ظلّ الأمنيات..
كي تروّض دقّات الوقت المضطربة..وتكسر نوافذ الظلام في وحشة الليل الصامت.
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
أقرأ على شمس الصباح وِرْدَ الشوق..
وأنا أقشّر الطريق زهرةً زهرةً بكامل وحدتي..
كلما غاب ضوؤك عني، أهش العتمة عن عيوني، وأسرج قنديل الانتظار مسيرة صبر ومئة عام من الدفء..
لن أترك نوارس القلب تثرثر حكايات الرحيل، ولن أدع هذيان الحرف يلقي القصيدة المعتقة بعطرك، على أوتار الغياب..
سأبقى الهلال الذي ينتظرك بدرًا وسط السماء..
وسأعدّ النجوم بأنامل القمر نجمة نجمة كي نحتفل بألحان المطر وهي تأْرجُ من العطر ألحانًا على خصر الصباح..
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
وتبقى أنامل قلمي تقلّب الحروف بلسان الثّرثرة على وجه الصّفحات
تضرب أعناق الجفاف،
بعد أن نامت عيون الدّجى على زبد الوقت البطيء،
لا تخشى خطوات الضّباب،
وهي تنخر أوردة المسافات في هذيان الغربة، وتكتحل من دواة الحبر أملاً لصحيفة الغد..
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
سأكون آخر ورقة حظ،
بين فكّي الليل البهيم،
كي أعيد من أجفان الليل ذكرى البدر عند اكتماله الضياء..
سأمسح عن عيونه كحل الظلام بمنديل يفضي أسرار النجوم العالقة على أهداب الريح،
وببسمة قلب يتلهف لأحضان العيد..
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية