الإنسان والوطن وجهان لعملة واحدة، فالإنسان بدون وطن لا يساوي شيئاً،
والوطن بدون إنسان عبارة عن خلاء فارغ بلا معنى.
تنشأ بينهما علاقة وطيدة منذ البدايات الأولى، وتتكون وشائج متعددة تربط بينهما،
لكن قد يحدث ما يزرع الفرقة بينهما فيترتب على ذلك الجفاء أوالحزن أو الندم
على مواقف مختلفة يختارها الإنسان أوتجارب معينة يعيشها.
ومن بين هذه التجارب والاختيارات بعض المواقف السياسية التي يتبناها الشخص
ويدافع عنها بكل جوارحه، فتخذله النتائج أحياناً ويصطدم بأحداث لم يكن يتوقعها،
يصاب على إثر ها بالإحباط والخيبة، وهذا ما شعرت به وأنا أقرأ هذه القصيدة،
أحسست أن صاحبها الشاعر المبدع نبيل زيدان يحترق مع كل كلمة يقولها
فبعد أن قضى عمراً في الدفاع عن مواقف وطنية، انتهى به المطاف إلى الندم والحسرة
على سنوات أفناها في الوفاء والخدمة.
لكن حينما يكون من الهواجس الأولى حب الوطن وتنميته، فهذا دليل وعي واجب
لن ينقطع معه الأمل ويتم من خلاله الإصلاح والرغبة في الحفاظ على المكتسبات التي تم تحقيقها.
وهكذا فقد حافظت القصيدة، بالرغم من الحزن الذي تخللها، على تلك المشاعر والروابط الفطرية
التي تنمو بالاكتساب لتشد الإنسان إلى الوطن وتجعله حريصاً على وحدته وتماسكه ورفاهيته.
من هنا يتبين لي أن الشاعر تمكن من نقل أحاسيسه، الكامنة في أعماقه،
من صدره إلى صدر القصيدة وإن كان لم يعلن بشكل واضح ودقيق عن الأسباب التي حفزته لإنتاج هذه القصيدة الرائعة التي جاءت محملة بصور شعرية بكر، وبلغة قوية متماسكة ومنسابة. فمن هذا المنبر ، أهديك أستاذ نبيل باقة ياسمين عربون إعجاب بالشعر، وأقول لك، قبل أن أختم، أسعدني جداً أن تعرفت على قلمك المرهف.
مع خالص التقدير لكل المشرفين والمشاركين في هذا الركن وفي المنتدى بشكل عام.
} الراقي عبد الكريم سمعون الحمدلله على عودتك لنا سالما وأهلا بك بين متصفحات قصة وقصيدة
التي من خلالها نعزز التواصل بين شعرائنا وأدبائنا الأكارم .. أرحب دوما بإطلالتك الأنيقة التي تتسم
بالهدوء والرقي
شكرا للشاعرة الراقية مليكة العربي على تقديم رؤيتها الخاصة بعد قراءتها للقصة التي قدمها لنا
الشاعر الراقي أحمد نبيل زيدان ..