رد: مسابقة عبدالرسول معله في علوم اللغة العربية لشهر رمضان المبارك لهذا العام -2011م-1432هـ
حتى: تأتي لانتهاء الغاية مثل: (سهرت حتى الصباح، سأمشي حتى الربوة) ومجرورها آخر جزء مما قبله أو متصل بآخر جزء، وتأتي للتعليل مرادفة اللام مثل: (اجتهد حتى تفوز).
وتجر هذه الأحرف الظاهر والمضمر من الأَسماء، إلا (مذ ومنذ وحتى والكاف وواو القسم وتاؤه) فلا تجر إلا الأَسماء الظاهرة.
من معاني " حتى " ووظائفها الإعرابية
1- حتى لانتهاء الغايَة كإلى
، كقوله تعالى {سلامٌ هيَ حتى مَطلَعِ الفجر}. وقد يدخلُ ما بعدَها فيما قبلها، نحو "بَذَلتُ ما لي في سبيل أُمَّتي، حتى آخر دِرهمٍ عندي". وقد يكون غيرَ داخلٍ، كقوله تعالى {كلوا واشربوا حتى يَتبيّن لكمُ الخيطُ الأبيضُ من الخيط الأسود من الفجر}، فالصائم لا يُباحُ له الأكلُ متى بدا الفجر.
(حتى) تكون حرف جر وهي تدخل على الأسماء الظاهرة والمصدر المؤول.
من المعاني التي يؤديها حرف الجر (حتى) في الجملة:
حتى تجر الاسم الظاهر والمصدر المؤول حيث تكون أن مضمرة.
أ) انتهاء الغاية في الزمان: مثال :سهرنا حتى مطلع الفجر . لن أخرج من البيت حتى تشرق الشمس.
ب) انتهاء الغاية في المكان: مثال سرت حتى باب البيت.ابق ماشيا حتى تصل إلى البيت.
2- حتى للعطف
، العطفُ بها قليلٌ. وشرطُ العطفِ بها أن يكونَ المعطوفُ اسماً ظاهراً، وأن يكون جزءاً من المعطوف عليهِ أو كالجزء منه،وأن يكون أشرفَ من المعطوف عليه أو أخسَّ منه، وأن يكونَ مفرداً لا جملةً، نحو "يموتُ الناسُ حتى الأنبياءُ. غلبكَ الناسُ حتى الصبيانُ. أعجبني عليٌّ حتى ثوبُهُ".
3- وقد تكونُ حتى للتَّعليل بمعنى اللام، نحو {إتَّقِ اللهَ حتى تفوزَ برضاهُ}، أي لتفوز.
تعرب :
1- حرف عطف للغاية : ويشترك ما قبلها مع ما بعدها في الحكم ويجب ان يتوافر أمران في المعطوف أن يكون بعضا من المعطوف عليه أو كبعضه وقد يأتي متباينا فيجب تقدير بعضيته للتأوليل نحو : عاد الرعاة حتى كلابهم
فحتى االعاطفة بمنزلة الواومثل : أكلتُ السمكةَ حتى رأسها. أي ورأسها.
2- حرف جر يدل على الانتهاء ، نحو قال تعالى (( سلام هي حتى مطلع الفجر ))
أ- حرف جر بمعنى (إلى) يجر الأسماء: كقوله تعالى (حتى مطلعِ)
ب- تنصب المضارع بأن المضمرة وجوباً: أدرس حتى أنجحَ.
فهي حين تدخل على الفعل المضارع فتنصبه بأن المضمرة وجوبا بعدها مثل :
أثابر على اجتهادي حتى أنجحَ
3- حرف ابتداء و ما بعدها جملة جديدة استئنافية، وذلك إذا وليها فعل ماض أو مضارع مرفوع أو جملة اسمية ، نحو قول جرير من الطويل :
وما زلت القتلى تمج دماءها *** بدجلة ، حتى ماءُ دجلةَ أشكل
- النور يسطعُ حتى الضوءُ يلمعُ.
تنبيه: إذا عطفت بحتى على اسم مجرور أعيد ذكر حرف الجر
مررت بالنساء حتى بفاطمة
*- تجوز الأوجه الثلاثة في قولي:
أكلت السمكة حتى رأسَـُها
بالرفع حرف ابتداء
بالنصب حرف عطف
بالجر حرف جر
وهذا مقطع من كتاب " الجنيّ الداني من حروف المعاني " لابن أم قاسم المرادي
حول " حتى واستخدامتها " عسى أن يُنتفع بها
حتى
حرف، له عند البصريين ثلاثة أقسام:
يكون حرف جر،
وحرف عطف،
وحرف ابتداء.
وزاد الكوفيون قسماً رابعاً، وهو أن يكون حرف نصب، ينصب الفعل المضارع.
وزاد بعض النحويين قسماً خامساً، وهو أن يكون بمعنى الفاء.
ولا بد من بيان هذه الأقسام واحداً واحداً.
الأول: حتى الجارة. ومعناها انتهاء الغاية.
ومذهب البصريين أنها جارة بنفسها.
وقال الفراء: تخفض، لنيابتها عن إلى.
وربما أظهروا إلى بعدها.
قالوا: جاء الخبر حتى إلينا. جمعوا بينهما على تقدير إلغاء أحدهما. ومجرورها إما اسم صريح، نحو "حتى حين"، أو مصدر مؤول من أن والفعل المضارع، نحو "حتى يقول الرسول"، لأن التقدير: حتى أن يقول.
هذا مذهب البصريين. وزاد ابن مالك، في أقسام مجرورها، أن يكون مصدراً مؤولا من أن وفعل ماض، نحو "حتى عفوا وقالوا".
قال الشيخ أبو حيان: ووهم في هذا، لأن حتى ههنا ابتدائية، وأن غير مضمرة بعدها.
ولمجرورها شرطان: الأول: أن يكون ظاهراً، فلا تجر الضمير هذا مذهب سيبويه، وجمهور البصريين.
وأجازه الكوفيون، والمبرد، كقول الشاعر:
فلا، والله، لا يلفي أنـاس** فتى، حتاك، يابن أبي يزيد
وهذا عند البصريين ضرورة.
والثاني: أن يكون آخر جزء، أو ملاقي آخر جزء. فمثال كونه آخر جزء: أكلت السمكة حتى رأسها.
ومثال كونه ملاقي آخر جزء : سرت النهار حتى الليل.
ولو قلت أكلت السمكة حتى نصفها، أو ثلثها لم يجز.
قال الزمخشري: لأن الفعل المتعدي بها الغرض فيه أن ينقضي شيئاً فشيئاً، حتى يأتي عليه.
وقال ابن مالك: هذا لا يلزم. واستدل بقول الشاعر:
عينت ليلة، فما زلت حتـى** نصفها راجياً، فعدت يؤوسا
قال الشيخ أبو حيان: ولا حجة في هذا البيت، لأنه لم يتقدم حتى ما يكون ما بعدها جزءاً منه، ولا ملاقياً لآخر جزء منه.
فلو صرح، في الجملة، بذكر الليل، فقال فما زلت راجياً وصلها تلك الليلة حتى نصفها كان حجة.
واختلف في المجرور بحتى هل يدخل فيما قبلها أو لا?
فذهب المبرد، وابن السراج، وأبو علي، وأكثر المتأخرين، إلى أنه داخل.
وقال ابن مالك: حتى لانتهاء العمل بمجرورها، أو عنده.
يعني أنه يحتمل أن يكون داخلاً فيما قلبها، أو غير داخل، فإذا انتهى الضرب به.
ويجوز أن يكون غير مضروب، انتهى الضرب عنده.
وذكر أن سيبويه والفراء أشارا إلى ذلك.
وحكى عن ثعلب أن حتى للغاية، والغاية تدخل وتخرج.
يقال: ضربت القوم حتى زيد فيكون مرة مضروباً، ومرة غير مضروب. وحكى في الإفصاح عن الفراء، والرماني، أنهما قالا:
يدخل ما لم يكن غير جزء، نحو: إنه لينام الليل حتى الصباح.
قال: وصرح سيبويه بأن ما بعدها داخل فيما قبلها، ولا بد. لكنه مثل بما هو بعض.
فإن قلت: حتى وإلى كلاهما لانتهاء الغاية، فهل بينهما فرق? قلت: بينهما فروق:
الأول: أن مجرور إلى يكون ظاهراً وضميراً، بخلاف حتى فإن مجرورها لا يكون ضميراً.
الثاني: أن مجرور إلى لا يلزم كونه آخر جزء أو ملاقي آخر جزء. تقول: أكلت السمكة إلى نصفها. بخلاف حتى.
الثالث: أن أكثر المحققين على أن إلى لا يدخل ما بعدها فيما قبلها بخلاف حتى.
القسم الثاني: حتى العاطفة، نحو: قدم الحجاج حتى المشاة، ورأيت الحجاج حتى المشاة، ومررت بالحجاج حتى المشاة. فهذه حرف عطف، تشرك في الإعراب والحكم.
وقد روى سيبويه، وغيره من أئمة البصريين، والعطف بها. وخالف الكوفيون، فقالوا: حتى ليست بعاطفة. ويعربون ما بعدها، على إضمار عامل.
وللمعطوف بحتى شرطان: الأول: أن يكون بعض ما قبلها، أو كبعضه. فمثال كونه بعضاً: قدم الحجاج حتى المشاة. ومثال كونه كبعض: قدم الصيادون حتى كلابهم.
وقد يكون مبايناً، فتقدر بعضيته بالتأويل، كقول الشاعر:
ألقى الصحيفة، كي يخفف رحله** والزاد، حتى نعلـه ألـقـاهـا
لأن المعنى: ألقى ما يثقله حتى نعله. ولا يكون إلا واحداً من جمع، نحو: أكلت السمكة حتى رأسها.
فلو قلت ضربت الرجلين حتى أفضلهما لم يجزم لأنه ليس جزءاً من أجزاء المعطوف، ولا واحداً من جمع.
قلت: هذا الشرط ذكره النحويون، في باب العطف، ولم أرهم ذكروه في باب الجر، إلا ابن مالك فإنه قال: ومجرورها، يعني حتى، إما بعض لما قبلها، من مفهم جمع إفهاماً صريحاً، أو غير صريح، وإما كبعض.
قال: عنيت بالصريح كونه بلفظ موضوع للجمعية، فيدخل في ذلك الجمع الاصطلاحي واللغوي، كرجال وقوم.
وعنيت بغير الصريح ما دل على الجمعية، بلفظ غير لها، كقوله تعالى "ليسجننه حتى حين".
فإن مجرور حتى فيه منتهى لأحيان، مفهومة، غير مصرح بذكرها. انتهى ما ذكره. وعندي فيه نظر. فإن المجرور بحتى قد يكون ملاقياً لآخر جزء. نحو: سرت النهار حتى الليل.
الثاني: أ، يكون غاية لما قبلها، في زيادة، أو نقص. والزيادة تشمل القوة والتعظيم. والنقص يشمل الضعف والتحقير.
وقد اجتمعت الزيادة والنقص، في قول الشاعر:
قهرناكم، حتى الكماة، فإنـكـم** لتخشوننا، حتى بنينا، الأصاغرا
فإن قلت: ما الفرق بين حتى الجارة وحتى العاطفة?
قلت: الفرق بينهما من أوجه:
الأول: أن العاطفة يدخل ما بعدها في حكم ما قبلها. وأما الجارة فقد يدخل وقد لا يدخل، كما سبق. فالذي بعد العاطفة يكون الانتهاء به. والذي بعد الجارة قد يكون الانتهاء به، وقد يكون الانتهاء عنده.
الثاني: أن العاطفة يلزم أن يكون ما بعدها غاية لما قبلها، في زيادة، أو نقص.
وأما الجارة ففيها تفصيل؛ وهو أن مجرورها إن كان بعض ما قبله من مصرح به، وكان منتهى به، فهو كالمعطوف، في اعتبار الزيادة والنقص.
وإن كان بعضاً لشيء لم يصرح به، نحو "ليسجننه حتى حين"، أو كان منتهى عنده، لم يعتبر فيه ذلك.
الثالث: أنا ما بعده الجارة قد يكون ملاقياً لآخر جزء، بخلاف العاطفة، وقد تقدم.
تنبيه
قد ظهر، بما ذكرته، أن الجارة أعم، لأن كل موضع جاز فيه العطف يجوز فيه الجر، ولا عكس، لأن الجر يكون في مواضع لا يجوز فيها العطف.
منها أن يقترن بالكلام ما يدل على أن ما بعدها غير شريك لما قبلها. نحو: صمت الأيام حتى يوم الفطر.
فهذا يجب فيه الجر. ومنها ألا يكون قبلها ما يعطف عليه، نحو "حتى مطلع الفجر"، و"حتى حين". فيجب الجر أيضاً.
قال ابن هشام في الإفصاح: اتفقوا على أنها لا يعطف بها، إلا حيث تجر، ولا يلزم العكس.
وتتعلق بحتى العاطفة مسائل، نذكرها مختصرة:
الأولى: أن حتى بالنسبة إلى الترتيب كالواو، خلافاً لمن زعم أنها للترتيب، كالزمخشري.
الثانية: لا تكون حتى عاطفة للجمل. وإنما تعطف مفرداً على مفرد. وذلك مفهوم من اشتراط كون معطوفها بعض المعطوف عليه.
الثالثة: حيث جاز العطف والجر فالجر أحسن، إلا في نحو: ضربت القوم حتى زيداً ضربته فالنصب أحسن، وله وجهان: أحدهما أن تكون عاطفة، وضربته توكيداً. والآخر أن تكون ابتدائية، وضربته مفسراً لناصب زيد من باب الاشتغال.
الرابعة: إذا عطف بحتى على مجرور. قال ابن عصفور: الأحسن إعادة الجار، ليقع الفرق بين العاطفة والجارة.
وقال ابن الخباز: لزم إعادة الجار، فرقاً بينها وبين الجارة.
وقال ابن مالك في التسهيل: لزم إعادة الجار ما لم يتعين العطف. ومثل بعجبت من القوم حتى بنيهم. وفيه نظر.
القسم الثالث: حتى الابتدائية. وليس المعنى أنها يجب أن يليها المبتدأ والخبر. بل المعنى أنها صالحة لذلك. وهي حرف ابتداء، يستأنف بعدها الكلام، فيقع بعدها المبتدأ والخبر، كقول جرير:
فما زالت القتلى تمج دماءها بدجلة، حتى ماء دجلة أشكل
ويليها الجملة الفعلية، مصدرة بمضارع مرفوع، نحو "وزلزلوا حتى يقول الرسول"، على قراءة الرفع، أو بماض، نحو قوله تعالى "حتى عفوا وقالوا".
والجملة بعدها لا محل لها من الإعراب، خلافاً للزجاج. فإنه ذهب إلى أن حتى هذه جارة، والجملة في موضع جر بحتى. وهو ضعيف. قال ابن الخباز: لأنه يفضي إلى تعليق حرف الجر عن العمل، وذلك
غير معروف.
وحتى هذه -أعني الابتدائية- تدخل على جملة مضمونها غاية لشيء قبلها، فتشارك الجارة والعاطفة، في معنى الغاية.
وقد اجتمعت الثلاثة، في قول الشاعر:
ألقى الصحيفة، كي يخفف رحلة ** والزاد، حتى نعلـه ألـقـاهـا
يروى بجر النعل على أن حتى جارة، وبنصها على وجهين:
أحدهما أنها عاطفة،
والآخر أنها ابتدائية، والنصب بفعل مقدر، يفسره الظاهر، من باب الاشتغال.
والرفع على أنها ابتدائية، ونعله مبتدأ، وألقاها خبره.
ويروى بالثلاثة أيضاً قول الآخر:
عممتهم بالندى، حتى غواتـهـم فكنت مالك ذي غي، وذي رشد
قال بعضهم: ومذهب البصريين أنه لا يجوز الرفع بالإبتداء، إلا إذا كان بعده ما يصلح أن يكون خبراً.
فإن صح الرفع في غواتهم كان حجة على الجواز.
القسم الرابع: حتى الناصبة للفعل. هذا القسم أثبته الكوفيون.
فإن حتى عندهم تنصب الفعل المضارع بنفسها.
وأجازوا إظهار أن بعدها توكيداً.
ومذهب البصريين أنها هي الجارة، والناصب أن مضمرة بعدها.
ويتعلق بها مسألتان:
الأولى: في معناها. والمشهور أن لها معنيين: أحدهما الغاية، نحو
"قالوا: لن نبرح عليه عاكفين، حتى يرجع إلينا موسى".
والثاني التعليل، نحو: لأسيرن حتى أدخل المدينة.
وعلامة كونها للغاية أن يحسن في موضعها إلى أن وعلامة كونها للتعليل أن يحسن في موضعها كي.
وزاد ابن مالك في التسهيل معنى ثالثاً، وهو أن تكون بمعنى إلا أن، فتكون بمعنى الاستثناء المنقطع.
كقول الشاعر:
ليس العطاء من الفضول سماحة ** حتى تجود، وما لديك قـلـيل
وهو معنى غريب، ذكره ابن هشام، وحكاه في البسيط عن بعضهم.
وقول سيبويه في قولهم والله لا أفعل كذا إلا أن تفعل:
والمعنى: حتى أن تفعل، ليس نصاً على أن حتى إذا انتصب ما بعدها تكون بمعنى إلا أن، لأن ذلك تفسير معنى. ولا حجة في البيت، لإمكان جعلها فيه بمعنى إلى.
الثانية: شرط الفعل المنصوب بحتى أن يكون مستقبلاً أو مؤولاً بالمستقبل.
ومنه قراءة غير نافع "حتى يقول الرسول". فهذا مؤول بالمستقبل. ومعنى ذلك أنه فعل قد وقع، ولكن المخبر يقدر اتصافه بالعزم عليه، حال الإخبار، فيصير مستقبلاً بالنسبة إلى تلك الحال، فينصب.
وإذا كان الفعل حالاً، أو مؤولاً بالحال، رفع.
فالحال نحو: سألت عنك حتى لا أحتاج إلى سؤال.
والمؤول بالحال قراءة نافع "وزلزلوا حتى يقول".
والمراد بالمؤول بالحال أن يكون الفعل قد وقع، فيقدر اتصافه بالدخول فيه، فيرفع لأنه حال بالنسبة إلى تلك الحال.
وهنا تنبيهات: الأول: إذا كان الفعل حالاً، أو مؤولاً به، فحتى ابتدائية.
الثاني: علامة كونه حالاً، أو مؤولاً به، صلاحية جعل الفاء في موضع حتى.
ويجب حينئذ كون ما بعدها فضلة، متسبباً عما قبلها.
الثالث: قد فهم من هذا أن الرفع يمتنع، في نحو:
كان سيري حتى أدخلها، إذا جعلت ناقصة، لأنه لو رفع لكانت ابتدائية، فتبقى كان بلا خبر.
وفي نحو: سرت حتى تطلع الشمس، لانتفاء السببية، خلافاً للكوفيين. وفي نحو: ما سرت، أو، أسرت حتى تدخل المدينة?
مما يدل على حدث غير واجب، لأنه لو رفع لزم أن يكون مستأنفاً، مقطوعاً بوقوعه، وما قبلها سبب له.
وذلك لا يصح، لأن ما قبلها منفي في نحو ما سرت، ومشكوك في وقوعه في نحو أسرت فيلزم وقوع المسبب مع نفي السبب، أو الشك فيه.
وأجاز الأخفش الرفع في نحو: ما سرت حتى أدخل المدينة.
فقيل: هي مسألة خلاف بينه وبين سيبويه.
وقيل: إنما أجازه على أن يكون أصل الكلام واجباً، ثم أدخلت أداة النفي على الكلام، بأسره.
فنفيت أن يكون عنك سير كان عنه دخول. قال ابن عصفور:
وهذا الذي قاله جيد، وينبغي ألا يعد خلافاً.
القسم الخامس: حتى التي بمعنى الفاء اعلم أنه قد تقدم، آنفاً، حتى إذا رفع المضارع بعدها لكونه حالاً، أو مؤولاً به، فهي كالفاء في إفادة معنى السببية. وتصلح الفاء في موضعها، ولكنها مع ذلك حرف ابتداء، لا حرف عطف، لأن حتى العاطفة لا تعطف الجمل عند الجمهور.
وذهب أبو الحسن إلى أنها إذا كانت بمعنى الفاء فهي عاطفة، وتعطف الفعل. وذلك إذا دخلت على الماضي، أو المستقبل، على جهة وتعطف الفعل على الفعل.
وذلك إذا دخلت على الماضي، أو المستقبل، على جهة السبب. نحو: ضربت زيداً حتى بكى. ولأضربنه حتى يبكي.
وثمرة الخلاف أن الأخفش يجيز الرفع في يبكي، على العطف، والجمهور لا يجيزون فيه إلا النصب.
ويتعلق به حتى فروع كثيرة. وفيما ذكرته كفاية.
فائدة
في حتى ثلاث لغات: المشهورة، وإبدال حائها عيناً، وهي لغة هذيلية، وبها قرأ ابن مسعود "ليسجننه حتى حين"، وإمالة ألفها، وهي لغة يمنية. والله سبحانه وتعالى أعلم.
الجنىِّ الداني فيِ حروف المعاني
تأليف : ابن أُمّ قَاسِم المرادي
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
آخر تعديل شاكر السلمان يوم 08-24-2011 في 01:03 AM.
رد: مسابقة عبدالرسول معله في علوم اللغة العربية لشهر رمضان المبارك لهذا العام -2011م-1432هـ
الفصاحة والبلاغة
الفصاحة : تطلق في اللغة على معانٍ كثيرة منها : البيان والظهور , قال تعالى : { وأخي هارونُ هو أفصح منّى لسانًا } سورة القصص , الآية (34) . أي أبينُ مني مَنْطِقًا وأظهرُ مني قولاً .
ويقال : أفصَحَ الصبي في منطقه , إذا أبان وظهر كلامه .
وقالت العرب : أفصَحَ الصبح , إذا أضاء .
وأفصَحَ الأعجمي : إذا أبان بَعْدَ أنْ لم يكن يُفصِح ويُبين .
وفَصُحَ اللسان : إذا عبّر عما في نفسه , وأظهره على وجه الصواب دون الخطأ .
والفصاحة : في اصطلاح أهل المعاني هي الألفاظ البيّنة الظاهرة , المتبادرة إلى الفهم , والمأنوسة الاستعمال بين الكتّاب والشعراء .
وتقع وصفًا , والكلام والمتكلم .
والبلاغة في اللغة : هي الوصول والانتهاء .
يقال فلان مراده , إذا وصل إليه . ومبلغ الشيء منتهاه .
وبلغ الرجل بلاغة فهو بليغ , إذا أحسن التعبير عمّا في نفسه .
والبلاغة تقع صفة للكلام والمتكلم
الفصاحة
(الفصاحة) في اللغة: بمعنى البيان والظهور، قالى تعالى: (وأخي هارون هو أفصح منّي لساناً). وفي الإصلاح: عبارة عن الالفاظ الظاهرة المعنى، المألوفة الإستعمال عند العرب. وهي تكون وصفاً للكلمة والكلام والمتكلم يقال: كلمة فصيحة، وكلام فصيح، ومتكلم فصيح.
فصاحة المتكلم
فصاحة المتكّلم عبارة: عن أن يكون المتكلم ذا ملكة يقتدر بها على التعبير عن المقصود، بكلام فصيح، والملكة تحصل بطول ممارسة الكلام الفصيح، بأن يكون في بيئة عربية فصيحة، أو يمرّن نفسه بكلمات الفصحاء كثيراً، كل ذلك وللذوق مدخل عظيم.
البلاغة
(البلاغة) في اللغة: بمعنى الوصول والانتهاء، قال تعالى: (ولّما بلغ اشدَّه) أي وصل. وفي الاصطلاح: 1 ـ أن يكون مطابقاً لمقتضى الحال، بأن يكون على طبق مستلزمات المقام، وحالات المخاطب، مثلاً لمقام الهول كلام، ولمقام الجد كلام، ومع السوقة كلام. ومع كلام الملوك كلام.. وهكذا. 2 ـ وان يكون فصيحاً ـ على ما تقدم ـ..
والبلاغة تقع وصفاً للكلام وللمتكلم، فيقال: كلام بليغ، ومتكلم بليغ، ولا يقال: كلمة بليغة.
بلاغة الكلام
(بلاغة الكلام) عبارة عن: أن يكون الكلام مطابقاً لما يقتضيه حال الخطاب، مع فصاحة الفاظ مفرداته ومركباته، فلو تكلم في حال الفرح مثل ما يتكلم في حال الحزن، أو العكس، أو تكلم في حال الفرح بكلام يتكلم به في هذه الحال لكن كانت الالفاظ غير فصيحة، لا يسمى الكلام بليغاً.
ثم إن الامر المقتضى للأتيان بالكلام على كيفية مّا، يسمى: 1 ـ (مقاماً) باعتبار حلول الكلام فيه. 2 ـ (حالاً) باعتبار حالة المخاطب أو المتكلم أو نحوهما. والقاء الكلام على هذه الصورة التي اقتضاها الحال يسمى (مقتضى) فقولهم: (مقتضى الحال) أو (مقتضى المقام) بمعنى الكيفية التي اقتضاها الحال أو المقام. مثلاً: يقال عند كون الفاعل نكرة، حين يتطلب المقام التنكير: هذا الكلام مطابق لمقتضى الحال.
إذاً: فالحال والمقام شيء واحد، وانما الاختلاف بالاعتبار.
بلاغة المتكلم
(بلاغة المتكلم) عبارة عن: ملكة في النفس يقتدر بها صاحبها على تأليف كلام بليغ، بحيث يكون مطابقاً لمقتضى الحال، فصيحاً.
وقد عرّف (ابن المعتز) الكلام البليغ بكلام بليغ، فقال: (ابلغ الكلام: ما حسن ايجاده، وقلّ مجازه، وكثر اعجازه، وتناسبت صدوره وأعجازه).
انه إذا كان في الكلام أحد هذه الأمور السبعة كان غير فصيح.
فصاحة المتكلم
فصاحة المتكّلم عبارة: عن أن يكون المتكلم ذا ملكة يقتدر بها على التعبير عن المقصود، بكلام فصيح، والملكة تحصل بطول ممارسة الكلام الفصيح، بأن يكون في بيئة عربية فصيحة، أو يمرّن نفسه بكلمات الفصحاء كثيراً، كل ذلك وللذوق مدخل عظيم.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
البلاغة
(البلاغة) في اللغة: بمعنى الوصول والانتهاء، قال تعالى: (ولّما بلغ اشدَّه)(2) أي وصل.
وفي الاصطلاح:
1 ـ أن يكون مطابقاً لمقتضى الحال، بأن يكون على طبق مستلزمات المقام، وحالات المخاطب،
مثلاً لمقام الهول كلام، ولمقام الجد كلام، ومع السوقة كلام. ومع كلام الملوك كلام.. وهكذا.
2 ـ وان يكون فصيحاً ـ على ما تقدم ـ..
والبلاغة تقع وصفاً للكلام وللمتكلم، فيقال: كلام بليغ، ومتكلم بليغ، ولا يقال: كلمة بليغة.
بلاغة الكلام
(بلاغة الكلام) عبارة عن: أن يكون الكلام مطابقاً لما يقتضيه حال الخطاب، مع فصاحة الفاظ مفرداته ومركباته، فلو تكلم في حال الفرح مثل ما يتكلم في حال الحزن، أو العكس، أو تكلم في حال الفرح بكلام يتكلم به في هذه الحال لكن كانت الالفاظ غير فصيحة، لا يسمى الكلام بليغاً.
ثم إن الامر المقتضى للأتيان بالكلام على كيفية مّا، يسمى:
1 ـ (مقاماً) باعتبار حلول الكلام فيه.
2 ـ (حالاً) باعتبار حالة المخاطب أو المتكلم أو نحوهما.والقاء الكلام على هذه الصورة التي اقتضاها الحال يسمى (مقتضى) فقولهم: (مقتضى الحال)
أو (مقتضى المقام) بمعنى الكيفية التي اقتضاها الحال أو المقام.
مثلاً: يقال عند كون الفاعل نكرة، حين يتطلب المقام التنكير: هذا الكلام مطابق لمقتضى الحال.
إذاً: فالحال والمقام شيء واحد، وانما الاختلاف بالاعتبار.
بلاغة المتكلم
(بلاغة المتكلم) عبارة عن: ملكة في النفس يقتدر بها صاحبها على تأليف كلام بليغ، بحيث
يكون مطابقاً لمقتضى الحال، فصيحاً.
وقد عرّف (ابن المعتز) الكلام البليغ بكلام بليغ، فقال: (ابلغ الكلام: ما حسن ايجاده، وقلّ
مجازه، وكثر اعجازه، وتناسبت صدوره وأعجازه).
وقد ذكَرَ صلاح الدّين الصّفَدي في كتابِه "نُصرة الثّائر على المَثَل السّائر" أنّ بين الفصاحةِ والبَلاغةِ فرقاً :
و هو أن بين البلاغة والفصاحة، عموما من وجه وخصوصا من وجه. بيان ذلك:
أما عموم البلاغة، فلأنها تتناول الكلام الفصيح أعني الحسن المبين، وغير الفصيح أعني الغريب الوحشي.
وعموم الفصاحة، فلأنها تتناول الألفاظ المركبة فقط،
وخصوص الفصاحة، فلأنها لا تتناول إلا الألفاظ العذبة المستعملة فقط
فقد جاء في كتاب "جواهر البلاغة"للسيد أحمد الهاشمي بخصوصهما ما يلي:
الفصاحة تطلق في اللغة على معان كثيرة منها:البيان والظهور قال تعالى "و أخي هارون هو أفصح مني لسانا"أي أبْيَنُ مني قولا ويقال أفصح الصبي في منطقه
إذا بان وظهر كلامه...وفي اصطلاح أهل المعاني عبارة عن الألفاظ البينة الظاهرة المتبادرة إلى الفهم ،والمأنوسة الاستعمال بين الكتاب والشعراء لمكان حسنها.
وهي تقع وصفا للكلمة ،والكلام،والمتكلم،حسبما يعتبر الكاتب اللفظة وحدها أو مسبوكة مع أخواتها.
وفصاحة الكلمة سلامتها من أربعة عيوب:-تنافر الحروف،-غرابة الاستعمال،-مخالفة القياس،-الكراهة في السمع.
أما البلاغة في اللغة الوصول والانهاء،يقال :بلغ فلان مراده-إذا وصل إليه...ومبلغ الشيء منتهاه.وتقع في الاصطلاح وصفا للكلام والمتكلم فقط دون الكلمة لعدم السماع...والبلاغة في الكلام مطابقته لما يقتضيه حال الخطاب مع فصاحة ألفاظه "مفردها ومركبها".*مقتضى الحال أي مقام الكلام*
رد: مسابقة عبدالرسول معله في علوم اللغة العربية لشهر رمضان المبارك لهذا العام -2011م-1432هـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطاف سالم
السؤال الواحد والعشرون :
لـ ( حتّى ) عدة معانٍ : اذكر / ي ها مع التمثيل ؟!
وفي نفسي شيء من حتى
استعمالات حتى في اللغة العربية : حتى حرف من حروف المعاني يدل على الغاية , وتأتي في اللغة العربية على عدة أوجه منأشهرها: 1 ـ حرف ابتداء والجملة التي بعدها لا محل لها منالإعراب نحو قول الشاعر (فواعجباً حتى كليب تسبني) حيث يعرب كليب مبتدأمرفوع... 2 ـ حرف جر يدل علىالانتهاء نحو: درست حتى مطلع الفجر. فالفجر اسم مجروربحتى... 3 ـ حرف عطف بمعى الواو بشرط أن يكون الاسم الذيبعدها ظاهراً لا مضمراً ولا فعلاً ولا جملة , وأن يكون بعضاً مما قبلها أو في حكمهمثل :عاد الرعاة حتى كلابهم ,فكلابهم معطوف على الرعاة مرفوع مثله. 4 ـحرف نصبوتعليل نحو:أشرب الدواء حتى أصح :فأصح فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعدحتى. ولهااستخدامات غير ما ذكر وللعلماء السابقين فيهامقالات لعل أشهرها مانسب إلى سيبويه وقيل الفراء (أموت وفي نفسي شيء من حتى)
رد: مسابقة عبدالرسول معله في علوم اللغة العربية لشهر رمضان المبارك لهذا العام -2011م-1432هـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شروق العوفير
تأتي حتى في اللغة العربية على عدة أوجه من أشهرها:
- حتى لانتهاء الغايَة كإلى، كقوله تعالى {سلامٌ هيَ حتى مَطلَعِ الفجر}. وقد يدخلُ ما بعدَها فيما قبلها، نحو "بَذَلتُ ما لي في سبيل أُمَّتي، حتى آخر دِرهمٍ عندي". وقد يكون غيرَ داخلٍ، كقوله تعالى {كلوا واشربوا حتى يَتبيّن لكمُ الخيطُ الأبيضُ من الخيط الأسود من الفجر}، فالصائم لا يُباحُ له الأكلُ متى بدا الفجر.
2- حتى للعطف، العطفُ بها قليلٌ. وشرطُ العطفِ بها أن يكونَ المعطوفُ اسماً ظاهراً، وأن يكون جزءاً من المعطوف عليهِ أو كالجزء منه،وأن يكون أشرفَ من المعطوف عليه أو أخسَّ منه، وأن يكونَ مفرداً لا جملةً، نحو "يموتُ الناسُ حتى الأنبياءُ. غلبكَ الناسُ حتى الصبيانُ. أعجبني عليٌّ حتى ثوبُهُ".
واعلم أنَّ "حتى" تكونُ أيضاً حرف جرّ، كما تقدم. وتكون حرف ابتداء، فما بعدها جملةٌ مُستأنفة، كقول الشاعر
فَما زالَت الْقَتْلى تَمُجُّ دِماءَها * بِدِجْلَةَ، حَتَّى ماءُ دِجْلَةَ أَشْكَلُ*
3- وقد تكونُ حتى للتَّعليل بمعنى اللام، نحو {إتَّقِ اللهَ حتى تفوزَ برضاهُ}، أي لتفوز.
وللعلماء السابقين فيها مقالات لعل أشهرها مانسب إلى سيبويه وقيل الفراء (أموت وفي نفسي شيء من حتى)
رائع ياشروق
أفرح الله قلبك
أشكرك على هذه الإجابة الجميلة وذاك التذييل الجميل أيضًا ولكن
ينقص حتى عندك بعض المعاني
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم
رد: مسابقة عبدالرسول معله في علوم اللغة العربية لشهر رمضان المبارك لهذا العام -2011م-1432هـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شروق العوفير
تعريف الفصاحة والبلاغة
رأيان لأهل العلم في ذلك :
رأي عبد القاهر الجرجاني أن الفصاحة والبلاغة وغيرها من المصطلحات مثل البراعة كلها ذات مدلول واحد وتؤم أمرا واحدا .
رأي المتأخرين السكاكي ومن جاء بعده أن الفصاحة صفة للكلمة والكلام والمتكلم ،
أما البلاغة فصفة للكلام والمتكلم ولا توصف الكلمة ببلاغتها .
ويقصدون بذلك أن الفصاحة هي الحسن الذي ينطلق من ذاتية الكلمة إلى التركيب فالسياق .
بينما البلاغة وصف للتركيب أو السياق لأن الكلام لا يكون بليغا حتى تكون دلالته كذلك والدلالة لاتظهر من المفرد لأنها تحتمل تنوع المدلول وإنما يحدد هذه الدلالة دخولها في التركيب أو السياق ولذلك كانت وصفا للكلام والمتكلم دون الكلمة .
أما الفرق بينهما فهو:
الفصاحة ، تعني خلوص الكلام من كل تلك العيوب التي قد تجعله ثقيلا متنافرا، أو مبهما غير مستبين المعنى.
و الفصاحة توصف بها الكلمة المفردة و الكلام المركّب و المتكلّم، فيقال لفظة فصيحة و كلام فصيح و رجل فصيح.
أما البلاغة فيُنعت بها الكلام و المتكلّم فقط، فيقال: كلام بليغ و رجل بليغ.
و بين الفصاحة و البلاغة عموم و خصوص، فالبلاغة أخص و الفصاحة أعم، لذا فإن كل كلام بليغٍ فصيح بالضرورة، بيد أن ليس كلّ فصيح بليغا. يتبيّن لنا من هذا أن الكلام لا يكون بليغا حتى يكون فصيحا لوجوب توفّر شرط الفصاحة فيه، و أنه قد يكون فصيحا حتى إذا لم يكن بليغا، لعدم أخذ البلاغة في تحديده شرطا.
يقول أبو القاسم الآمدي الفصاحة صنو للبلاغة ، ووجه من وجوهها ) وقد عرف البلاغة ( إصابة المعنى وإدراك الغرض بألفاظ سهلة عذبة كافية لا تبلغ الهذر الزائد على الحاجة ولا تنقص نقصانا يحول دون الغاية ).
والحديث عن أي منهما (الفصاحة والبلاغة) هو الحديث ضمنا عن الاسمين الآخرين .
واعتبر عبدالقاهر الجرجاني أن الفصاحة والبلاغة وجهان لعملة واحدة .
والبيان يشمل الفصاحة والبلاغة .
قال رسولنا الكريم ( أنا أفصح من نطق بالضاد ) .
أنار الله قلبك ياعزيزتي
سعيدة جداً بهذه الإجابة الموجزة المدعمة برأي العلماء
والتماسك الدقيق للفروق بينهما
لك ودي وتحياتي
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم
رد: مسابقة عبدالرسول معله في علوم اللغة العربية لشهر رمضان المبارك لهذا العام -2011م-1432هـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد العميري
الأستاذة " شروق "
تسبقنا في كل شيء و تتركنا في غبار عواصفها
ههههه
لا أجد تعليقًا أرد به عليك
لكن يسعدني جداً حضورك
المهم المحاولات لاتنقطع لنحظى بشرف مشاركتك معنا يا أحمد
ما أخبار دير الزور حاليًا ؟
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم
رد: مسابقة عبدالرسول معله في علوم اللغة العربية لشهر رمضان المبارك لهذا العام -2011م-1432هـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاكر السلمان
حتى: تأتي لانتهاء الغاية مثل: (سهرت حتى الصباح، سأمشي حتى الربوة) ومجرورها آخر جزء مما قبله أو متصل بآخر جزء، وتأتي للتعليل مرادفة اللام مثل: (اجتهد حتى تفوز).
وتجر هذه الأحرف الظاهر والمضمر من الأَسماء، إلا (مذ ومنذ وحتى والكاف وواو القسم وتاؤه) فلا تجر إلا الأَسماء الظاهرة.
من معاني " حتى " ووظائفها الإعرابية
1- حتى لانتهاء الغايَة كإلى
، كقوله تعالى {سلامٌ هيَ حتى مَطلَعِ الفجر}. وقد يدخلُ ما بعدَها فيما قبلها، نحو "بَذَلتُ ما لي في سبيل أُمَّتي، حتى آخر دِرهمٍ عندي". وقد يكون غيرَ داخلٍ، كقوله تعالى {كلوا واشربوا حتى يَتبيّن لكمُ الخيطُ الأبيضُ من الخيط الأسود من الفجر}، فالصائم لا يُباحُ له الأكلُ متى بدا الفجر.
(حتى) تكون حرف جر وهي تدخل على الأسماء الظاهرة والمصدر المؤول.
من المعاني التي يؤديها حرف الجر (حتى) في الجملة:
حتى تجر الاسم الظاهر والمصدر المؤول حيث تكون أن مضمرة.
أ) انتهاء الغاية في الزمان: مثال :سهرنا حتى مطلع الفجر . لن أخرج من البيت حتى تشرق الشمس.
ب) انتهاء الغاية في المكان: مثال سرت حتى باب البيت.ابق ماشيا حتى تصل إلى البيت.
2- حتى للعطف
، العطفُ بها قليلٌ. وشرطُ العطفِ بها أن يكونَ المعطوفُ اسماً ظاهراً، وأن يكون جزءاً من المعطوف عليهِ أو كالجزء منه،وأن يكون أشرفَ من المعطوف عليه أو أخسَّ منه، وأن يكونَ مفرداً لا جملةً، نحو "يموتُ الناسُ حتى الأنبياءُ. غلبكَ الناسُ حتى الصبيانُ. أعجبني عليٌّ حتى ثوبُهُ".
3- وقد تكونُ حتى للتَّعليل بمعنى اللام، نحو {إتَّقِ اللهَ حتى تفوزَ برضاهُ}، أي لتفوز.
تعرب :
1- حرف عطف للغاية : ويشترك ما قبلها مع ما بعدها في الحكم ويجب ان يتوافر أمران في المعطوف أن يكون بعضا من المعطوف عليه أو كبعضه وقد يأتي متباينا فيجب تقدير بعضيته للتأوليل نحو : عاد الرعاة حتى كلابهم
فحتى االعاطفة بمنزلة الواومثل : أكلتُ السمكةَ حتى رأسها. أي ورأسها.
2- حرف جر يدل على الانتهاء ، نحو قال تعالى (( سلام هي حتى مطلع الفجر ))
أ- حرف جر بمعنى (إلى) يجر الأسماء: كقوله تعالى (حتى مطلعِ)
ب- تنصب المضارع بأن المضمرة وجوباً: أدرس حتى أنجحَ.
فهي حين تدخل على الفعل المضارع فتنصبه بأن المضمرة وجوبا بعدها مثل :
أثابر على اجتهادي حتى أنجحَ
3- حرف ابتداء و ما بعدها جملة جديدة استئنافية، وذلك إذا وليها فعل ماض أو مضارع مرفوع أو جملة اسمية ، نحو قول جرير من الطويل :
وما زلت القتلى تمج دماءها *** بدجلة ، حتى ماءُ دجلةَ أشكل
- النور يسطعُ حتى الضوءُ يلمعُ.
تنبيه: إذا عطفت بحتى على اسم مجرور أعيد ذكر حرف الجر
مررت بالنساء حتى بفاطمة
*- تجوز الأوجه الثلاثة في قولي:
أكلت السمكة حتى رأسَـُها
بالرفع حرف ابتداء
بالنصب حرف عطف
بالجر حرف جر
وهذا مقطع من كتاب " الجنيّ الداني من حروف المعاني " لابن أم قاسم المرادي
حول " حتى واستخدامتها " عسى أن يُنتفع بها
حتى
حرف، له عند البصريين ثلاثة أقسام:
يكون حرف جر،
وحرف عطف،
وحرف ابتداء.
وزاد الكوفيون قسماً رابعاً، وهو أن يكون حرف نصب، ينصب الفعل المضارع.
وزاد بعض النحويين قسماً خامساً، وهو أن يكون بمعنى الفاء.
ولا بد من بيان هذه الأقسام واحداً واحداً.
الأول: حتى الجارة. ومعناها انتهاء الغاية.
ومذهب البصريين أنها جارة بنفسها.
وقال الفراء: تخفض، لنيابتها عن إلى.
وربما أظهروا إلى بعدها.
قالوا: جاء الخبر حتى إلينا. جمعوا بينهما على تقدير إلغاء أحدهما. ومجرورها إما اسم صريح، نحو "حتى حين"، أو مصدر مؤول من أن والفعل المضارع، نحو "حتى يقول الرسول"، لأن التقدير: حتى أن يقول.
هذا مذهب البصريين. وزاد ابن مالك، في أقسام مجرورها، أن يكون مصدراً مؤولا من أن وفعل ماض، نحو "حتى عفوا وقالوا".
قال الشيخ أبو حيان: ووهم في هذا، لأن حتى ههنا ابتدائية، وأن غير مضمرة بعدها.
ولمجرورها شرطان: الأول: أن يكون ظاهراً، فلا تجر الضمير هذا مذهب سيبويه، وجمهور البصريين.
وأجازه الكوفيون، والمبرد، كقول الشاعر:
فلا، والله، لا يلفي أنـاس** فتى، حتاك، يابن أبي يزيد
وهذا عند البصريين ضرورة.
والثاني: أن يكون آخر جزء، أو ملاقي آخر جزء. فمثال كونه آخر جزء: أكلت السمكة حتى رأسها.
ومثال كونه ملاقي آخر جزء : سرت النهار حتى الليل.
ولو قلت أكلت السمكة حتى نصفها، أو ثلثها لم يجز.
قال الزمخشري: لأن الفعل المتعدي بها الغرض فيه أن ينقضي شيئاً فشيئاً، حتى يأتي عليه.
وقال ابن مالك: هذا لا يلزم. واستدل بقول الشاعر:
عينت ليلة، فما زلت حتـى** نصفها راجياً، فعدت يؤوسا
قال الشيخ أبو حيان: ولا حجة في هذا البيت، لأنه لم يتقدم حتى ما يكون ما بعدها جزءاً منه، ولا ملاقياً لآخر جزء منه.
فلو صرح، في الجملة، بذكر الليل، فقال فما زلت راجياً وصلها تلك الليلة حتى نصفها كان حجة.
واختلف في المجرور بحتى هل يدخل فيما قبلها أو لا?
فذهب المبرد، وابن السراج، وأبو علي، وأكثر المتأخرين، إلى أنه داخل.
وقال ابن مالك: حتى لانتهاء العمل بمجرورها، أو عنده.
يعني أنه يحتمل أن يكون داخلاً فيما قلبها، أو غير داخل، فإذا انتهى الضرب به.
ويجوز أن يكون غير مضروب، انتهى الضرب عنده.
وذكر أن سيبويه والفراء أشارا إلى ذلك.
وحكى عن ثعلب أن حتى للغاية، والغاية تدخل وتخرج.
يقال: ضربت القوم حتى زيد فيكون مرة مضروباً، ومرة غير مضروب. وحكى في الإفصاح عن الفراء، والرماني، أنهما قالا:
يدخل ما لم يكن غير جزء، نحو: إنه لينام الليل حتى الصباح.
قال: وصرح سيبويه بأن ما بعدها داخل فيما قبلها، ولا بد. لكنه مثل بما هو بعض.
فإن قلت: حتى وإلى كلاهما لانتهاء الغاية، فهل بينهما فرق? قلت: بينهما فروق:
الأول: أن مجرور إلى يكون ظاهراً وضميراً، بخلاف حتى فإن مجرورها لا يكون ضميراً.
الثاني: أن مجرور إلى لا يلزم كونه آخر جزء أو ملاقي آخر جزء. تقول: أكلت السمكة إلى نصفها. بخلاف حتى.
الثالث: أن أكثر المحققين على أن إلى لا يدخل ما بعدها فيما قبلها بخلاف حتى.
القسم الثاني: حتى العاطفة، نحو: قدم الحجاج حتى المشاة، ورأيت الحجاج حتى المشاة، ومررت بالحجاج حتى المشاة. فهذه حرف عطف، تشرك في الإعراب والحكم.
وقد روى سيبويه، وغيره من أئمة البصريين، والعطف بها. وخالف الكوفيون، فقالوا: حتى ليست بعاطفة. ويعربون ما بعدها، على إضمار عامل.
وللمعطوف بحتى شرطان: الأول: أن يكون بعض ما قبلها، أو كبعضه. فمثال كونه بعضاً: قدم الحجاج حتى المشاة. ومثال كونه كبعض: قدم الصيادون حتى كلابهم.
وقد يكون مبايناً، فتقدر بعضيته بالتأويل، كقول الشاعر:
ألقى الصحيفة، كي يخفف رحله** والزاد، حتى نعلـه ألـقـاهـا
لأن المعنى: ألقى ما يثقله حتى نعله. ولا يكون إلا واحداً من جمع، نحو: أكلت السمكة حتى رأسها.
فلو قلت ضربت الرجلين حتى أفضلهما لم يجزم لأنه ليس جزءاً من أجزاء المعطوف، ولا واحداً من جمع.
قلت: هذا الشرط ذكره النحويون، في باب العطف، ولم أرهم ذكروه في باب الجر، إلا ابن مالك فإنه قال: ومجرورها، يعني حتى، إما بعض لما قبلها، من مفهم جمع إفهاماً صريحاً، أو غير صريح، وإما كبعض.
قال: عنيت بالصريح كونه بلفظ موضوع للجمعية، فيدخل في ذلك الجمع الاصطلاحي واللغوي، كرجال وقوم.
وعنيت بغير الصريح ما دل على الجمعية، بلفظ غير لها، كقوله تعالى "ليسجننه حتى حين".
فإن مجرور حتى فيه منتهى لأحيان، مفهومة، غير مصرح بذكرها. انتهى ما ذكره. وعندي فيه نظر. فإن المجرور بحتى قد يكون ملاقياً لآخر جزء. نحو: سرت النهار حتى الليل.
الثاني: أ، يكون غاية لما قبلها، في زيادة، أو نقص. والزيادة تشمل القوة والتعظيم. والنقص يشمل الضعف والتحقير.
وقد اجتمعت الزيادة والنقص، في قول الشاعر:
قهرناكم، حتى الكماة، فإنـكـم** لتخشوننا، حتى بنينا، الأصاغرا
فإن قلت: ما الفرق بين حتى الجارة وحتى العاطفة?
قلت: الفرق بينهما من أوجه:
الأول: أن العاطفة يدخل ما بعدها في حكم ما قبلها. وأما الجارة فقد يدخل وقد لا يدخل، كما سبق. فالذي بعد العاطفة يكون الانتهاء به. والذي بعد الجارة قد يكون الانتهاء به، وقد يكون الانتهاء عنده.
الثاني: أن العاطفة يلزم أن يكون ما بعدها غاية لما قبلها، في زيادة، أو نقص.
وأما الجارة ففيها تفصيل؛ وهو أن مجرورها إن كان بعض ما قبله من مصرح به، وكان منتهى به، فهو كالمعطوف، في اعتبار الزيادة والنقص.
وإن كان بعضاً لشيء لم يصرح به، نحو "ليسجننه حتى حين"، أو كان منتهى عنده، لم يعتبر فيه ذلك.
الثالث: أنا ما بعده الجارة قد يكون ملاقياً لآخر جزء، بخلاف العاطفة، وقد تقدم.
تنبيه
قد ظهر، بما ذكرته، أن الجارة أعم، لأن كل موضع جاز فيه العطف يجوز فيه الجر، ولا عكس، لأن الجر يكون في مواضع لا يجوز فيها العطف.
منها أن يقترن بالكلام ما يدل على أن ما بعدها غير شريك لما قبلها. نحو: صمت الأيام حتى يوم الفطر.
فهذا يجب فيه الجر. ومنها ألا يكون قبلها ما يعطف عليه، نحو "حتى مطلع الفجر"، و"حتى حين". فيجب الجر أيضاً.
قال ابن هشام في الإفصاح: اتفقوا على أنها لا يعطف بها، إلا حيث تجر، ولا يلزم العكس.
وتتعلق بحتى العاطفة مسائل، نذكرها مختصرة:
الأولى: أن حتى بالنسبة إلى الترتيب كالواو، خلافاً لمن زعم أنها للترتيب، كالزمخشري.
الثانية: لا تكون حتى عاطفة للجمل. وإنما تعطف مفرداً على مفرد. وذلك مفهوم من اشتراط كون معطوفها بعض المعطوف عليه.
الثالثة: حيث جاز العطف والجر فالجر أحسن، إلا في نحو: ضربت القوم حتى زيداً ضربته فالنصب أحسن، وله وجهان: أحدهما أن تكون عاطفة، وضربته توكيداً. والآخر أن تكون ابتدائية، وضربته مفسراً لناصب زيد من باب الاشتغال.
الرابعة: إذا عطف بحتى على مجرور. قال ابن عصفور: الأحسن إعادة الجار، ليقع الفرق بين العاطفة والجارة.
وقال ابن الخباز: لزم إعادة الجار، فرقاً بينها وبين الجارة.
وقال ابن مالك في التسهيل: لزم إعادة الجار ما لم يتعين العطف. ومثل بعجبت من القوم حتى بنيهم. وفيه نظر.
القسم الثالث: حتى الابتدائية. وليس المعنى أنها يجب أن يليها المبتدأ والخبر. بل المعنى أنها صالحة لذلك. وهي حرف ابتداء، يستأنف بعدها الكلام، فيقع بعدها المبتدأ والخبر، كقول جرير:
فما زالت القتلى تمج دماءها بدجلة، حتى ماء دجلة أشكل
ويليها الجملة الفعلية، مصدرة بمضارع مرفوع، نحو "وزلزلوا حتى يقول الرسول"، على قراءة الرفع، أو بماض، نحو قوله تعالى "حتى عفوا وقالوا".
والجملة بعدها لا محل لها من الإعراب، خلافاً للزجاج. فإنه ذهب إلى أن حتى هذه جارة، والجملة في موضع جر بحتى. وهو ضعيف. قال ابن الخباز: لأنه يفضي إلى تعليق حرف الجر عن العمل، وذلك
غير معروف.
وحتى هذه -أعني الابتدائية- تدخل على جملة مضمونها غاية لشيء قبلها، فتشارك الجارة والعاطفة، في معنى الغاية.
وقد اجتمعت الثلاثة، في قول الشاعر:
ألقى الصحيفة، كي يخفف رحلة ** والزاد، حتى نعلـه ألـقـاهـا
يروى بجر النعل على أن حتى جارة، وبنصها على وجهين:
أحدهما أنها عاطفة،
والآخر أنها ابتدائية، والنصب بفعل مقدر، يفسره الظاهر، من باب الاشتغال.
والرفع على أنها ابتدائية، ونعله مبتدأ، وألقاها خبره.
ويروى بالثلاثة أيضاً قول الآخر:
عممتهم بالندى، حتى غواتـهـم فكنت مالك ذي غي، وذي رشد
قال بعضهم: ومذهب البصريين أنه لا يجوز الرفع بالإبتداء، إلا إذا كان بعده ما يصلح أن يكون خبراً.
فإن صح الرفع في غواتهم كان حجة على الجواز.
القسم الرابع: حتى الناصبة للفعل. هذا القسم أثبته الكوفيون.
فإن حتى عندهم تنصب الفعل المضارع بنفسها.
وأجازوا إظهار أن بعدها توكيداً.
ومذهب البصريين أنها هي الجارة، والناصب أن مضمرة بعدها.
ويتعلق بها مسألتان:
الأولى: في معناها. والمشهور أن لها معنيين: أحدهما الغاية، نحو
"قالوا: لن نبرح عليه عاكفين، حتى يرجع إلينا موسى".
والثاني التعليل، نحو: لأسيرن حتى أدخل المدينة.
وعلامة كونها للغاية أن يحسن في موضعها إلى أن وعلامة كونها للتعليل أن يحسن في موضعها كي.
وزاد ابن مالك في التسهيل معنى ثالثاً، وهو أن تكون بمعنى إلا أن، فتكون بمعنى الاستثناء المنقطع.
كقول الشاعر:
ليس العطاء من الفضول سماحة ** حتى تجود، وما لديك قـلـيل
وهو معنى غريب، ذكره ابن هشام، وحكاه في البسيط عن بعضهم.
وقول سيبويه في قولهم والله لا أفعل كذا إلا أن تفعل:
والمعنى: حتى أن تفعل، ليس نصاً على أن حتى إذا انتصب ما بعدها تكون بمعنى إلا أن، لأن ذلك تفسير معنى. ولا حجة في البيت، لإمكان جعلها فيه بمعنى إلى.
الثانية: شرط الفعل المنصوب بحتى أن يكون مستقبلاً أو مؤولاً بالمستقبل.
ومنه قراءة غير نافع "حتى يقول الرسول". فهذا مؤول بالمستقبل. ومعنى ذلك أنه فعل قد وقع، ولكن المخبر يقدر اتصافه بالعزم عليه، حال الإخبار، فيصير مستقبلاً بالنسبة إلى تلك الحال، فينصب.
وإذا كان الفعل حالاً، أو مؤولاً بالحال، رفع.
فالحال نحو: سألت عنك حتى لا أحتاج إلى سؤال.
والمؤول بالحال قراءة نافع "وزلزلوا حتى يقول".
والمراد بالمؤول بالحال أن يكون الفعل قد وقع، فيقدر اتصافه بالدخول فيه، فيرفع لأنه حال بالنسبة إلى تلك الحال.
وهنا تنبيهات: الأول: إذا كان الفعل حالاً، أو مؤولاً به، فحتى ابتدائية.
الثاني: علامة كونه حالاً، أو مؤولاً به، صلاحية جعل الفاء في موضع حتى.
ويجب حينئذ كون ما بعدها فضلة، متسبباً عما قبلها.
الثالث: قد فهم من هذا أن الرفع يمتنع، في نحو:
كان سيري حتى أدخلها، إذا جعلت ناقصة، لأنه لو رفع لكانت ابتدائية، فتبقى كان بلا خبر.
وفي نحو: سرت حتى تطلع الشمس، لانتفاء السببية، خلافاً للكوفيين. وفي نحو: ما سرت، أو، أسرت حتى تدخل المدينة?
مما يدل على حدث غير واجب، لأنه لو رفع لزم أن يكون مستأنفاً، مقطوعاً بوقوعه، وما قبلها سبب له.
وذلك لا يصح، لأن ما قبلها منفي في نحو ما سرت، ومشكوك في وقوعه في نحو أسرت فيلزم وقوع المسبب مع نفي السبب، أو الشك فيه.
وأجاز الأخفش الرفع في نحو: ما سرت حتى أدخل المدينة.
فقيل: هي مسألة خلاف بينه وبين سيبويه.
وقيل: إنما أجازه على أن يكون أصل الكلام واجباً، ثم أدخلت أداة النفي على الكلام، بأسره.
فنفيت أن يكون عنك سير كان عنه دخول. قال ابن عصفور:
وهذا الذي قاله جيد، وينبغي ألا يعد خلافاً.
القسم الخامس: حتى التي بمعنى الفاء اعلم أنه قد تقدم، آنفاً، حتى إذا رفع المضارع بعدها لكونه حالاً، أو مؤولاً به، فهي كالفاء في إفادة معنى السببية. وتصلح الفاء في موضعها، ولكنها مع ذلك حرف ابتداء، لا حرف عطف، لأن حتى العاطفة لا تعطف الجمل عند الجمهور.
وذهب أبو الحسن إلى أنها إذا كانت بمعنى الفاء فهي عاطفة، وتعطف الفعل. وذلك إذا دخلت على الماضي، أو المستقبل، على جهة وتعطف الفعل على الفعل.
وذلك إذا دخلت على الماضي، أو المستقبل، على جهة السبب. نحو: ضربت زيداً حتى بكى. ولأضربنه حتى يبكي.
وثمرة الخلاف أن الأخفش يجيز الرفع في يبكي، على العطف، والجمهور لا يجيزون فيه إلا النصب.
ويتعلق به حتى فروع كثيرة. وفيما ذكرته كفاية.
فائدة
في حتى ثلاث لغات: المشهورة، وإبدال حائها عيناً، وهي لغة هذيلية، وبها قرأ ابن مسعود "ليسجننه حتى حين"، وإمالة ألفها، وهي لغة يمنية. والله سبحانه وتعالى أعلم.
الجنىِّ الداني فيِ حروف المعاني
تأليف : ابن أُمّ قَاسِم المرادي
الله الله يا أستاذ شاكر على هذا الجواب النافع الشافي
ماشاء الله لاقوة إلا بالله
نفعنا الله بما كتبت ..
أشكرك كثيرًا ..
ويحق لي أن أحتفل بإجابتك
وأنصح الجميع بقراءة هذه الإجابة الوافية وبرغم طولها لكنها دسمة جداً تستحق أن تؤكل بالفؤاد وتشرب
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم
رد: مسابقة عبدالرسول معله في علوم اللغة العربية لشهر رمضان المبارك لهذا العام -2011م-1432هـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاكر السلمان
الفصاحة والبلاغة
الفصاحة : تطلق في اللغة على معانٍ كثيرة منها : البيان والظهور , قال تعالى : { وأخي هارونُ هو أفصح منّى لسانًا } سورة القصص , الآية (34) . أي أبينُ مني مَنْطِقًا وأظهرُ مني قولاً .
ويقال : أفصَحَ الصبي في منطقه , إذا أبان وظهر كلامه .
وقالت العرب : أفصَحَ الصبح , إذا أضاء .
وأفصَحَ الأعجمي : إذا أبان بَعْدَ أنْ لم يكن يُفصِح ويُبين .
وفَصُحَ اللسان : إذا عبّر عما في نفسه , وأظهره على وجه الصواب دون الخطأ .
والفصاحة : في اصطلاح أهل المعاني هي الألفاظ البيّنة الظاهرة , المتبادرة إلى الفهم , والمأنوسة الاستعمال بين الكتّاب والشعراء .
وتقع وصفًا , والكلام والمتكلم .
والبلاغة في اللغة : هي الوصول والانتهاء .
يقال فلان مراده , إذا وصل إليه . ومبلغ الشيء منتهاه .
وبلغ الرجل بلاغة فهو بليغ , إذا أحسن التعبير عمّا في نفسه .
والبلاغة تقع صفة للكلام والمتكلم
الفصاحة
(الفصاحة) في اللغة: بمعنى البيان والظهور، قالى تعالى: (وأخي هارون هو أفصح منّي لساناً). وفي الإصلاح: عبارة عن الالفاظ الظاهرة المعنى، المألوفة الإستعمال عند العرب. وهي تكون وصفاً للكلمة والكلام والمتكلم يقال: كلمة فصيحة، وكلام فصيح، ومتكلم فصيح.
فصاحة المتكلم
فصاحة المتكّلم عبارة: عن أن يكون المتكلم ذا ملكة يقتدر بها على التعبير عن المقصود، بكلام فصيح، والملكة تحصل بطول ممارسة الكلام الفصيح، بأن يكون في بيئة عربية فصيحة، أو يمرّن نفسه بكلمات الفصحاء كثيراً، كل ذلك وللذوق مدخل عظيم.
البلاغة
(البلاغة) في اللغة: بمعنى الوصول والانتهاء، قال تعالى: (ولّما بلغ اشدَّه) أي وصل. وفي الاصطلاح: 1 ـ أن يكون مطابقاً لمقتضى الحال، بأن يكون على طبق مستلزمات المقام، وحالات المخاطب، مثلاً لمقام الهول كلام، ولمقام الجد كلام، ومع السوقة كلام. ومع كلام الملوك كلام.. وهكذا. 2 ـ وان يكون فصيحاً ـ على ما تقدم ـ..
والبلاغة تقع وصفاً للكلام وللمتكلم، فيقال: كلام بليغ، ومتكلم بليغ، ولا يقال: كلمة بليغة.
بلاغة الكلام
(بلاغة الكلام) عبارة عن: أن يكون الكلام مطابقاً لما يقتضيه حال الخطاب، مع فصاحة الفاظ مفرداته ومركباته، فلو تكلم في حال الفرح مثل ما يتكلم في حال الحزن، أو العكس، أو تكلم في حال الفرح بكلام يتكلم به في هذه الحال لكن كانت الالفاظ غير فصيحة، لا يسمى الكلام بليغاً.
ثم إن الامر المقتضى للأتيان بالكلام على كيفية مّا، يسمى: 1 ـ (مقاماً) باعتبار حلول الكلام فيه. 2 ـ (حالاً) باعتبار حالة المخاطب أو المتكلم أو نحوهما. والقاء الكلام على هذه الصورة التي اقتضاها الحال يسمى (مقتضى) فقولهم: (مقتضى الحال) أو (مقتضى المقام) بمعنى الكيفية التي اقتضاها الحال أو المقام. مثلاً: يقال عند كون الفاعل نكرة، حين يتطلب المقام التنكير: هذا الكلام مطابق لمقتضى الحال.
إذاً: فالحال والمقام شيء واحد، وانما الاختلاف بالاعتبار.
بلاغة المتكلم
(بلاغة المتكلم) عبارة عن: ملكة في النفس يقتدر بها صاحبها على تأليف كلام بليغ، بحيث يكون مطابقاً لمقتضى الحال، فصيحاً.
وقد عرّف (ابن المعتز) الكلام البليغ بكلام بليغ، فقال: (ابلغ الكلام: ما حسن ايجاده، وقلّ مجازه، وكثر اعجازه، وتناسبت صدوره وأعجازه).
طبعًا ممتاااااااااااااااااااااااااااااز
هو أنا أقدر
جميل جميل
جميل جدًا
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم
انه إذا كان في الكلام أحد هذه الأمور السبعة كان غير فصيح.
فصاحة المتكلم
فصاحة المتكّلم عبارة: عن أن يكون المتكلم ذا ملكة يقتدر بها على التعبير عن المقصود، بكلام فصيح، والملكة تحصل بطول ممارسة الكلام الفصيح، بأن يكون في بيئة عربية فصيحة، أو يمرّن نفسه بكلمات الفصحاء كثيراً، كل ذلك وللذوق مدخل عظيم.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
البلاغة
(البلاغة) في اللغة: بمعنى الوصول والانتهاء، قال تعالى: (ولّما بلغ اشدَّه)(2) أي وصل.
وفي الاصطلاح:
1 ـ أن يكون مطابقاً لمقتضى الحال، بأن يكون على طبق مستلزمات المقام، وحالات المخاطب،
مثلاً لمقام الهول كلام، ولمقام الجد كلام، ومع السوقة كلام. ومع كلام الملوك كلام.. وهكذا.
2 ـ وان يكون فصيحاً ـ على ما تقدم ـ..
والبلاغة تقع وصفاً للكلام وللمتكلم، فيقال: كلام بليغ، ومتكلم بليغ، ولا يقال: كلمة بليغة.
بلاغة الكلام
(بلاغة الكلام) عبارة عن: أن يكون الكلام مطابقاً لما يقتضيه حال الخطاب، مع فصاحة الفاظ مفرداته ومركباته، فلو تكلم في حال الفرح مثل ما يتكلم في حال الحزن، أو العكس، أو تكلم في حال الفرح بكلام يتكلم به في هذه الحال لكن كانت الالفاظ غير فصيحة، لا يسمى الكلام بليغاً.
ثم إن الامر المقتضى للأتيان بالكلام على كيفية مّا، يسمى:
1 ـ (مقاماً) باعتبار حلول الكلام فيه.
2 ـ (حالاً) باعتبار حالة المخاطب أو المتكلم أو نحوهما.والقاء الكلام على هذه الصورة التي اقتضاها الحال يسمى (مقتضى) فقولهم: (مقتضى الحال)
أو (مقتضى المقام) بمعنى الكيفية التي اقتضاها الحال أو المقام.
مثلاً: يقال عند كون الفاعل نكرة، حين يتطلب المقام التنكير: هذا الكلام مطابق لمقتضى الحال.
إذاً: فالحال والمقام شيء واحد، وانما الاختلاف بالاعتبار.
بلاغة المتكلم
(بلاغة المتكلم) عبارة عن: ملكة في النفس يقتدر بها صاحبها على تأليف كلام بليغ، بحيث
يكون مطابقاً لمقتضى الحال، فصيحاً.
وقد عرّف (ابن المعتز) الكلام البليغ بكلام بليغ، فقال: (ابلغ الكلام: ما حسن ايجاده، وقلّ
مجازه، وكثر اعجازه، وتناسبت صدوره وأعجازه).
وقد ذكَرَ صلاح الدّين الصّفَدي في كتابِه "نُصرة الثّائر على المَثَل السّائر" أنّ بين الفصاحةِ والبَلاغةِ فرقاً :
و هو أن بين البلاغة والفصاحة، عموما من وجه وخصوصا من وجه. بيان ذلك:
أما عموم البلاغة، فلأنها تتناول الكلام الفصيح أعني الحسن المبين، وغير الفصيح أعني الغريب الوحشي.
وعموم الفصاحة، فلأنها تتناول الألفاظ المركبة فقط،
وخصوص الفصاحة، فلأنها لا تتناول إلا الألفاظ العذبة المستعملة فقط
فقد جاء في كتاب "جواهر البلاغة"للسيد أحمد الهاشمي بخصوصهما ما يلي:
الفصاحة تطلق في اللغة على معان كثيرة منها:البيان والظهور قال تعالى "و أخي هارون هو أفصح مني لسانا"أي أبْيَنُ مني قولا ويقال أفصح الصبي في منطقه
إذا بان وظهر كلامه...وفي اصطلاح أهل المعاني عبارة عن الألفاظ البينة الظاهرة المتبادرة إلى الفهم ،والمأنوسة الاستعمال بين الكتاب والشعراء لمكان حسنها.
وهي تقع وصفا للكلمة ،والكلام،والمتكلم،حسبما يعتبر الكاتب اللفظة وحدها أو مسبوكة مع أخواتها.
وفصاحة الكلمة سلامتها من أربعة عيوب:-تنافر الحروف،-غرابة الاستعمال،-مخالفة القياس،-الكراهة في السمع.
أما البلاغة في اللغة الوصول والانهاء،يقال :بلغ فلان مراده-إذا وصل إليه...ومبلغ الشيء منتهاه.وتقع في الاصطلاح وصفا للكلام والمتكلم فقط دون الكلمة لعدم السماع...والبلاغة في الكلام مطابقته لما يقتضيه حال الخطاب مع فصاحة ألفاظه "مفردها ومركبها".*مقتضى الحال أي مقام الكلام*
الله عليك الله ياسحر
إجابة ولا أروع
شااااااااااااااااافية تسعد القلب
بكل هذه التفصيلات حول فصاحة الكلمة وبلاغة المتكلم
ما أسعدني بك
لابد أن أحتفل
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم