ثنائية ( قلوب من زمن آخر) لينا الخليل & علي التميمي

يا محراب غيم
يهطل القلب بـ زخات حنين
سـ أهذب مكر شوقي
وأضيء لك من اصابعي شمعة
تعالي
نرحل لـ صولات غواية
لا يستقيم لها راهب
ولا يخشع لها قسّيس
ولا يعرف ترتيلها شماس
يا هُبل عشقي
سـ أفاوض القدر
وفي اقاصى دمي حلم
تخثر مسيره
ولم يوقظ شعلة شبابي بعد
سـ أقتص من ثلاثين عام للأسى
سـ أدفن خنادق وحدتي
وسـ أجعل جميع أيامي
قرابينا بين يدي

،،

حين جمعت سني عمري
و عدّلت على التاريخ ببعض شطب
حملت منجلا و هذّبت مشاتل الحزن
فبقينا وحدنا كسنابل الفرح ..
عيناك نوافذ حلم جميل
ويداك تربة صالحة
كيفما لمستهما
يعلو أنفاسي الأخضر
يا الممتد بي ..
على ضفافك أنمو حتى ينتهي النهر

،،

على أسرّة الصنوبر
سـ أصنع لـ حلمنا مكانا شرقيا
وأراود ضوء نجمة
لـ يروي عيون شمعدان ليلاتنا
وأنصب لك خيام شوقي
فوق هودج التواشيح
يا نبضي أنتِ
حين يلامس اطراف يدي
كلما دمدمت لهفة , في جب قلبكِ
لـ يزرع طعم التين في حلاقيم الهوى
فلـ نحتسي
ما بقي من وقت سحر
رنين خلاخلكِ
الـ يحرضني على مراقصة أنوثتك
فـ أنا حين أصطفاك دمي
أنتحرت على شطآن سواحلكِ النوارس
وصلّى عليك قلبي ولهاً
وعمّدت روحي بـ قدّوس هيامكِ
وأعلن افلاسي عن الصبر
لـ اتوارى إليك
من حيث لا يدرون

،

..

على كتفِ الصمت حمل ثقيل
فحين تتسكع في أروقة البوح
وتأخذ الكلمات إلى مأوى عينيك
تبتسم الفكرة ..
وتتبرج (أحبك ) وهي تمر لمثواها الأخير
أحبك ..حتى تستعيد الشمس دفئها
لتدير رؤوسها الجنائن ، زهرة زهرة ..
أحبك ..حتى يتثاقل العنب بنبيذه
و تغيب الأرض عن همومها في سكرة
أحبك .. حتى يتأنى الليل في صنع النجوم
ونبرز وجهان في ليلٍ أضاع من ضيائنا قمره

..

،

أيّتها القابعة بين رمشي
تسبحين في أجاج عيني طيفا جميلا
تطوفين حول زوايا زهدي و تقواي
ما زلت عاكفا , استسقيك
أتلو صلاة اليباس
لـ حقول ملغمة بك
اتقمّصكِ فيء حنان
اسردك في جنوني قصّة
وفي حلاقيم النداء , غصّة
احيك لك قميص انتمائي
وامطر شكواي في ذراعيك
حتى تتآكل بيننا حواف المسافة
هلمي , الى خيام الهوى
نحلم بـ غد اوسع
لا حدود لـ ابتسامته
لـ أحبّك , بـ قدر آذار بـ أمطاره
وبـ تموز بـ دفئه
وسـ أغزوك
كـ طمع هولاكو لـ بغداد
وأعلق صلبان هدايتي , فوق كنائس هواك
وأعدّني , قسيس يهواك كـ جنّة
ينتشي من فمك
كوثرا لا ظمأ بعده

،،

.

كيف لليلِ عينيك أن يؤجج شمسا في قلبي
ويشعل على أصابعي عشرة أقمار متساوية ..
على وتر العتمة أُشيّعُ حواسي إلى مثوى أنفاسك
فأضيع في ممر نايات همسك
كسرب حب تهاوى في وادي سحِر عميق
تحزم الشهقات حقائبها
وتسير في درب الشوق مغمضة العينين
يقودها إليك ..سحابة تمسكّت في ثوب حب جمع شتاتنا
ولملمنا عطرا من الكروم والبساتين ..

،،

.

ممسوس انا بقطع من قلق
مزلزلٌ بكِ
قبلكِ , كنت احمل صواع احتياجي
أناجي الغيم المستطرق
وأثرثر بـ تراتيل صلاة
يا جنّة منحتكِ الي سماء الهوى
انني أحاول جاهدا
ان اطرد هوس فقدكِ
رغم انني على يقين بـ وقوعه يوما ما
لكنك ِ يا أنت ِ
تتّكئين على أرآئك هدبي
تسرجين الحلم
يا حلما لا تنطفئ مشكاته
يا قبلة قصائدي
إنّي وجهت وجهي شطرك ِ
وتركت ملة قوم لا يألفون العشق
إنّي باسط لك سجادة العشق
إعتكفي عليها دهرا
وأسجدي لـ النبض
سـ أحبك
يا آية حب
تهتز لها أركاني
أحبك
وإن وضعوا الشمس في ميمنة الفقد
والقمر في ميسرة الإثم
ما تركت هذا الحب

،،

.

ما زلتُ أرتب مساحات روحي
لشدة ازدحامي بك
أرمم حيطان الليل
وأزرع حدائق النهار
أشعل شمعة الكلمات التي تتلوى لهبا
حتى تنطق الفِكرة ..
أدس في أكمام الوقت حقيقة أننا سنلتقي
ربما تصدقنا المسافة وتقسم نفسها على عقارب الساعة
وتجمعنا في ثواني العمر
لا شيء مؤكد سوى ان
الشوق الذي ترتديه
بدوره يلبسني
لا شيء مؤكد سوى أني أرمم شرفات الليل بالقبلات
و أدوزن الأحلام على آلة الحنين إليك ..

،،

يافرحا ينبت في معتقلات خلوتي
أفتعل لـ نفسي هدوء وسط اضطرابي
فـ أنشر همومي على حبل من مسد
وأصارع ليل أثقل من جبل
يا ملمس الندى , على خد الربيع
دعينا نحلّق في سماء
لا يذوب فيها الامل
كـ طائرين , يحلقان بـ أجنحة حلم
يتغاضان عن أعنف اصطدام للواقع
تنتظره كتب التأريخ

،،

.

لولا الأخطاء الكثيرة في بناء المعنى لكنتُ سيدة قصر الكلمات
كنت رسمت على قببها زخارف من قوس قزح
و زدتها لمعانا من وهج حبك
لكنت أحرقت زلّات القلب جميعها
ووقعت في حضن قلبك مغشى علي ..
ولولا سير الفراشات الدؤوب
كنت سيجّت أفق الزهر وركنت سرير صنعه العِطر هدية لنا في يوم سقطنا من رحم الحب كتوأم سيامي..

ولولا الحروب الدائرة
كنا انشغلنا في تشييد بحر حب كبير في الصحراء
وبنينا قلاعا من صفوة الشوق
و تركنا على مناراتها قُبل وستائر حرير
ولولا ..

،،

.