حَشَدتِ أوراقَ الربى كلَّها =ضمنَ إطارٍ .. بارعٍ .. أشقرِ
يا عينُ .. يا خضْرَاءُ .. يا واحةً =خضراءَ ترتاحُ على المرمرِ..
أفدي اندفاقَ الصيف من مُقلةٍ =خيِّرةٍ .. كالموسِمِ الخيِّرِ
يا صَحْوُ .. أطعَمْتُكَ من صحَّتي =لا يُوجدُ الشتاءُ في أشْهُري..
ترحّلي عن عدوّي ملتقايَ بهِ= وملتقاي بمن أحببتُ مفترقي
لكم توهّمتُ اني مرتقٍ جبلاً= لا يُرتقى وأنا أهوى بمنزلقِ
وكم ترضّيت من لم أرضهم خدماً= علماً بأن الترضي ليس من خلقي
ورحتُ أسكبُ إذ أورى الدجى ندمي=حبراً ودمعاً على ما شئتُ من حرقي
قالتْ جُنِنْتَ على رأْسي فقلتُ لـها = الحبُّ أعظمُ ممَّا بالمجانينِ
الحبُّ ليس يُفِيقُ الدهْرَ صاحبُه = وإنَّما يُصرَعُ المجنون في الحينِ
لو تعلمين إذا ما غبتِ ما سَقمي = وكيف تسهر عيني لم تلوميني
نمضي فأرقب خطوها ونواظري = تجثو لدى أقدامها إذ تقدم
وأعود في كبد تذوب ومقلة = عبرى وما عندي لسان أو فم
أقضي الدجى وأنا أحنُّ إلى غد = وكذا يجي غد وعمري يصرم
يا أيُّها الغد كم غليت دمي على = نار الرجا وإلى متى أتتيم
ولكم أحاطَت بي تباريح الجوى = وغدا يساعدها القضاء المبرم
فهرعت نحو الرَوضِ معدوم القوى = أبكي وأفواه الأزاهر تبسم
أترقب البلوى وقلبي راقب = عدداً من الآمالِ لا يترقم
قلب به استهوى الـهوى عنفاً إلى =وأد العنا فغَدا يهيم ويلطم