(2)
صدقت أستاذي محمد سمير نعم لا زلنا نعيش تلك اللحظات الجميلة فنكهتها باقية مهما مرت الأيام......
كنت على إتصال مع الأستاذ شاكر فأخبرني إنه لا زال عند الحدود وأمامه عدة ساعات ليصل ,,عرفت من الشاعر محمد ذيب أن الأعزاء نياز وفريد ورياض وأسامة سيصلون الى المطعم بالرصيفة وأن كريم في الطريق فسالت عن الوليد فأخبروني إنهم فقدوا الاتصال به ولا أحد يعلم متى يصل وهذه مشكلة الوليد لأنه دائما لا يرد على التليفونات وبدأ القلق من جديد ,,هل سيكون الوليد معنا ,, وما الذي يمنعه من الإتصال ,,ولم يفلح الأستاذ محمد سمير رعم إنه حاول الإتصال به مراراَ.
إتصل الأمين وأخبرنا بوصول (الفنان نياز المشني ، والشاعر فريد مسالمة ، والأديب رياض حلايقة) وهو ينتظر البقية ..
الحمد لله والشكر
تلاه نداء آخر وصل الشاعر عبدالكريم سمعون ومن ثم وصول العزيز أسامة الكيلاني ..وهم في طريقهم الى بيت الشاعر محمد ذيب سليمان .
حان وقت صلاة العصر فخرج الاستاذ محمد سمير والاستاذ محمد ذيب لتأدية الصلاة بالجامع..وقفت السيارة ووصل الأحبة
مشاعر مختلفة تنتابني تختلط معها العديد من الصور
النبع بيتي خرجت فيه من محنتي وحزني ووجعي ..بنيته بسهر الليالي ليكبر,,, بقاء النبع يعني بقائي وإستمراري,, وأل النبع أهلي أبنائي وأخوتي,, كنت أستطيع أن أجعل عدد الأعضاء أكبر ولكنني حافظت على نوعية ورقي الأعضاء ..
علاقتي بالجميع علاقة إحترام ومحبة ,,وقف معي الأوفياء ليكبر لا أريد أن أميز أحد عن الآخر لكل واحد بصمته ومكانته الثابته في النبع حتى ولو إبتعد عنه فقد كانوا لي البلسم الشافي ,,كانوا يحاولون مسح دمعتي وزرع الفرحة داخل روحي,, وكان الراحل عبدالرسول معله يرحمه الله السند في ذلك فكان يريد ويتمنى للنبع أن يكون مميزاَ في كل شيء فلازم السهر من أجل أن يتواجد رغم ضعف النت عنده وأثراه بعلومه وكرم خلقه.
قمة عمان كان اللقاء الثالث مع من في النبع فاللقاء الآول كان العام الماضي مع أخي الذي لم تلده أمي في المدينة المنورة الأديب يوسف الحسن ثم الغالية الشاعرة الجميلة عطاف سالم في مكة المكرمة تلاه لقاء الغالية رائدة زقوت في بيتها عمان والشاعر محمد نصيف والشاعر أسامة الكيلاني الأمسية الأدبية لمنتدى عمون الثقافي.
واللقاء الثاني كان لقاء دبي مع الشعراء الكبار جميل داري ورمزت ابراهيم عليا والغوالي على القلب والروح ديزيريه سمعان وهيام صبحي النجار هذا اللقاء الذي لا زالت نكهته بالقلب والروح وستبقى !!!!!!!.
وبدأ يتحقق حلم قمة عمان الذي كنا نتمنى ان يكون العدد فيه أكبر ولكن تقف الظروف أحيانا أمام البعض في تحقيق ذلك رغم رغبتهم الشديدة.
وأخيراَ ها هي الشجرة تثمر
وقفت عند الباب وأنا أكتم مشاعر كبيرة داخلي لا أعرف كيف أصفها ونبضي يتسارع ,,لأقول أهلاَ وسهلاَ
تقدم الأستاذ والأخ الغالي فريد مسالمة رفيق الدمعة ,,وقف أمامي بهدوء ه المعهود فمددت يدي إليه ,,أمسك بها ليقبلها كأبن وأخ وأنا أحاول أن أسحبها إلتقت الدموع على أرض الواقع بكل حنان ,,ومن ثم دخل الانسان الرقيق الفنان نياز المشني(كم أنت هاديء يانياز ) و بعده الأديب رياض الحلايقة بعلو خلقه ثم إبني الغالي كريم سمعون توقف أمامي ليسأل وهو يحدق في وجهي هل أنت ماما عواطف فعلاَ؟؟؟ ضحكت وقلت له نعم فردد يالله!!!! ليسمعه العزيز الوليد وهو يراقب من بعيد لأنه العين التي تسجل كل ما يحدث فقد كان حريصاَ على ألا يفوته شيء ليسارع لكتابته,, وجاء دوره ليقف أمامي وقال وهو يحق في وجهي معنى هذا إنني سأعود بقصيدة غزل الى نابلس .....فقلت له أين الأستاذ شاكر السلمان ..وبدأ يضحك خوفاَ من (التوثية) ثم دخل الغالي على القلب أسامة الكيلاني.
بدأ الجميع بتأدية صلاة العصر تباعاَ ليفتح الباب ويدخل الاستاذ محمد سمير بصبحة رجل وقور يلبس اللباس العربي والكوفية الحمراء سلم علي ولم أعرفه فسألت عنه ليخبروني إنه الشاعر الراقي عبداللطيف استيتي فقمت لأرحب به من جديد لأن له مكانه خاصة عندي .
بعده دخل البيت الشاعر نزار السرطاوي وزوجته ,,هذا الأنسان الذي تعجز الكلمات والحروف عن الكتابة عنه بالرغم من إنه سجل في النبع قبل أيام معدودة من القمة ..وزوجته الكريمة التي في رفقتها بهاء ورقي سيدة تغمر من معها بالسعادة والراحة ...
ناديت على كريم ليجلس بجانبي أحسست به إبني بضحكته وبساطته ,,فكان على جهة اليمين الأعزاء كريم والوليد وعلى جهة اليسار الأعزاء فريد ونياز .
كانت الغرفة باردة فتنازل لي الغالي نياز عن معطفه بالرغم من مرضه وتعبه وسحب كريم المدفأة لتكون على مقربة مني ومنه .
كانت النظرات بين الجميع عبارة عن صفحات شوق ومحبة وفرح تختلط أحياناَ بها الدموع لتعبر عما في داخل الروح من مشاعرصادقة نقية ,,.
يالله ما أرقاكم وما أنقاكم وما أطيبكم وما أجمل هذه الوجوه الخيرة وكأنني أعرفها العمر كله .
وبدأنا الجلسة بقراءة سورة الفاتحة على روح المرحوم عبدالرسول معله ثم تحدثنا عن أنفسنا تباعاَ ,,كنت أتحدث ورغم مرار الوجع الساكن داخلي إلا ان فرحة اللقاء بالأحبة غطت على كل شيء,,, هذا اللقاء الذي تعجز الحروف عن الكتابة عنه لقاء غلفه الصدق وجمال ورقي العلاقات .
لم يتوقف كرم أهل الدار عن تأدية واجب الضيافة من القهوة والشاي والمشروبات الغازية بانتظار وصول العمدة.
لي عودة