عرّف العروضيون ألف التأسيس بأنها ألف يتبعها حرفان اثنان فقط: أولهما يسمى الدخيل وثانيهما يسمى الروي.. ومثل هذه الألف يجب على الشاعر التزامها في كل كلمات القافية على طول القصيدة.. مثل: (حطامي ـ ظلامي ـ نظامِ)
أما بالنسبة لكلمات مثل "قافيه غافيه ـ رابيه" فيتبع الألف فيها ثلاثة أحرف، وبالتالي هي ليست ألف تأسيس، ولهذا تقبل الأذن عدم التزامها ووجود كلمات أخرى في القافية مثل (مزريه ـ أضحيه ـ أوديه)..
أرجو من الجميع الانتباه إلى هذا الخطأ الشائع.. فالأذن تقبل بسلاسة تامة وجود الألف أو عدم وجودها في قوافٍ مثل (ماستي ـ قبلتي ـ مدّةِ).. ببساطة لأن الياء (أو الكسرة المشبعة التي تعطي صوتها) تعتبر صوتيا حرفا، والألف بعيدة جدا عنها.. لكن الكثيرين يصرون على أن هذه ألف تأسيس لازمة، دون أن يرجعوا إلى آذانهم أو حتى إلى القاعدة الأصلية.
بينما ألف التأسيس الواجبة تكون في كلمات مثل (صافي ـ خرافِ ـ منافي) فلا تقبل الأذن أن تدخل معها كلمات بدون ألف مثل (حتفي ـ نزفي).. وكذلك في القوافي المسكّنة مثل (ثائرْ ـ عاثرْ ـ حائر) لا تقبل الأذن معها كلمات بدون ألف مثل: (ننثرْ ـ مُعسرْ).. وفي كلا المثالين أتى حرفان فقط بعد الألف لهذا صارت ألف تأسيس.
وبالمناسبة: لو تبع الألف حرف واحد لصارت من وجهة نظري ألف تأسيس أيضا، مثل: (غبارْ ـ حصارْ ـ نهارْ).. وقد نتفق أو نختلف على جواز استخدام حرف لين بدلا من الألف في هذه القافية مثل (خطيرْ ـ حرير ـ عطور).. لكن لن تقبل الأذن أبدا في هذا القافية كلمات بدون ألف أو حرف لين مثل (وننثرْ ـ ندمّرْ).
أرجو من الجميع مراجعة قاعدة ألف التأسيس، والاعتماد أولا وأخيرا على آذانهم، فمن وضعوا ضوابط القافية وضعوها لاستبعاد الأخطاء المنفرة من القافية، وليس لمجرد التناسق الشكلي بين الكلمات.
لعلكم الآن تدركون لماذا لم ولن ألتزم في القافية بوجود ألف إذا كان يليها أكثر من صوتين.
1- فيما يلي الميم الروي والألف هي الردف: غرامْ ، كلامْ - مرامي، كلامي
2- في (غرامِيَهْ ،كلامِيَهْ، معانيَهْ ، مجالِيَهْ) الروي الياء والألف ألف التأسيس.
ولا يجوز في القصيدة الواحدة أن ينتهي بيت ب ( غراميَه ) وبيت آخر ب ( غُرْميَه )
3- في ( غراميها ، معانيها ، سيعلوها) الروي الهاء والقافية ( ميها – نيها - لوها ) والياء والواو ردف
ويجوز في القصيدة الواحدة أن ينتهي بيت ( غراميها ) وبيت آخر ب ( عرْميها )، والتزام الألف في ( غراميها - معانيها - مراميها - معاليها ) من باب لزوم مالا يلزم.
4- في (غارمْ، كالمْ ) و ( غارمي، كالمي ) و (غارِمهْ ، كالمِه ) و ( غارِمها ، كالِمها)، فإن الميم الروي والألف ألف التأسيس
5- أشير هنا إلى قصيدة مالك بن الريب مؤسسة القافية الروي الياء ( والألف هي التأسيس )
ألا ليتَ شِعري هل أبيتنَّ ليلةً * بوادي الغضَى أُزجي الِقلاصَ النواجيا
فَليتَ الغضى لم يقطع الركبُ عرْضَه * وليت الغضى ماشى الرِّكاب لياليا
لقد كان في أهل الغضى لو دنا الغضى * مزارٌ ولكنَّ الغضى ليس دانيا
ألم ترَني بِعتُ الضلالةَ بالهدى * وأصبحتُ في جيش ابن عفّانَ غازيا
وأصبحتُ في أرض الأعاديَّ بعد ما * أرانيَ عن أرض الآعاديّ قاصِيا
دعاني الهوى من أهل أُودَ وصُحبتي * بذي (الطِّبَّسَيْنِ) فالتفتُّ ورائيا
أجبتُ الهوى لمّا دعاني بزفرةٍ * تقنَّعتُ منها أن أُلامَ ردائيا
أقول وقد حالتْ قُرى الكُردِ بيننا * جزى اللهُ عمراً خيرَ ما كان جازيا
شكرا أخ خشان:
في العروض كل صوت يعتبر حرفا، لهذا نكتب في الكتابة العروضية ما لا نكتبه في الكتابة الإملائية.. كلمة غراميه مثلا نكتبها:
//0//0
كما ترى: هناك ثلاثة أصوات عروضية بعد الألف، وهذا ينفي ان تكون ألف تأسيس.. ولا يجب أن تخلط هذا بين ما نسميه روي القافية، وهي الاصوات التي يجب التزامها في القافية.
ببساطة: أذنى تقبل عدم وجود الألف في هذه الحالات، ولو اجتمع أهل الأارض على أن يقنعوني بغير هذا ما اقتنعت.. الشعر تذوق موسيقي في الأساس، وقد سبق الشعر وضع قواعده.. وعامة كل إنسان حر في ذوقه.. أنا أقرأ ما أحب، وأكتب ما أحب.
تحياتي
شكرا أخ خشان:
في العروض كل صوت يعتبر حرفا، لهذا نكتب في الكتابة العروضية ما لا نكتبه في الكتابة الإملائية.. كلمة غراميه مثلا نكتبها:
//0//0
كما ترى: هناك ثلاثة أصوات عروضية بعد الألف، وهذا ينفي ان تكون ألف تأسيس.. ولا يجب أن تخلط هذا بين ما نسميه روي القافية، وهي الاصوات التي يجب التزامها في القافية.
ببساطة: أذنى تقبل عدم وجود الألف في هذه الحالات، ولو اجتمع أهل الأارض على أن يقنعوني بغير هذا ما اقتنعت.. الشعر تذوق موسيقي في الأساس، وقد سبق الشعر وضع قواعده.. وعامة كل إنسان حر في ذوقه.. أنا أقرأ ما أحب، وأكتب ما أحب.
تحياتي
شكرا لك أستاذي الكريم
مذهبك في القافية ومذهب آخرين في بحور الشعر في نطاق حرية الرأي.
طبعا لكل أن يقرأ ويكتب ما يشاء، ولمن يشاء أن يبين رأي الخليل في ذلك
شكرا لك أخي الفاضل:
فتحت الصفحة التي أشرت إليها، والحققة لم أستطع قراءتها بعد قراءة أول سطر فيها
هذا اليقين في الحجر على حرية الإبداع والتجديد والابتكار يقع خارج نطاقي تماما..
والفصيل في النهاية أذن المتلقي، وما أعجب السامع من أوزان وقواف..
بالمناسبة: كتبت مرة قصيدة مستلهما لحن أغنية أجنبية، فجاء الوزن: فعلن فعلن متفعلن.. لا يستطيع ذلك الحاجر على الإبداع أن يقول إن هذا ليس شعرا ولا وزنا ولا يطرب له السامع، لأننا في الحقيقة نطرب لتلك النغمة الشهيرة جدا
نشرت هذه القصيدة في ديواني، وأشرت إلى أنها من بحر جديد لم أعطه اسما.. يمكنك تسميته بحر غانم
تحياتي
1- فيما يلي الميم الروي والألف هي الردف: غرامْ ، كلامْ - مرامي، كلامي
2- في (غرامِيَهْ ،كلامِيَهْ، معانيَهْ ، مجالِيَهْ) الروي الياء والألف ألف التأسيس.
ولا يجوز في القصيدة الواحدة أن ينتهي بيت ب ( غراميَه ) وبيت آخر ب ( غُرْميَه )
3- في ( غراميها ، معانيها ، سيعلوها) الروي الهاء والقافية ( ميها – نيها - لوها ) والياء والواو ردف
ويجوز في القصيدة الواحدة أن ينتهي بيت ( غراميها ) وبيت آخر ب ( عرْميها )، والتزام الألف في ( غراميها - معانيها - مراميها - معاليها ) من باب لزوم مالا يلزم.
4- في (غارمْ، كالمْ ) و ( غارمي، كالمي ) و (غارِمهْ ، كالمِه ) و ( غارِمها ، كالِمها)، فإن الميم الروي والألف ألف التأسيس
5- أشير هنا إلى قصيدة مالك بن الريب مؤسسة القافية الروي الياء ( والألف هي التأسيس )
ألا ليتَ شِعري هل أبيتنَّ ليلةً * بوادي الغضَى أُزجي الِقلاصَ النواجيا
شكرا جزيلا لأنك أضفت ما يفيد الجميع. فرأيك في الأمور العروضية قيم جدا فهو نابع عن دراسة وخبرة طويلة اتسمت بالعلمية والجد.
أرجو أن تغني منتديات العواطف بخبرتك الكبيرة في علم العروض.