عانقَتْ شجيراتِ ألمي فاحتطبت جراحي
و ابتسمت لحزني فابتسم
و استنشقت أنين الروح فتسربل في أعماقها و توغل
لتجعل منه هدهدةً و ترنيمة
و بلسماً يكفكف الدمعات
فهي معتادة على تجرع الآهات و امتصاصها
بل و تستلذ بتلك الحمى و تدخلها إلى أعماقها راضية مرضية
لتصنع أسطورة عمادها مهد تهزه بيمينها ليهتز الوجود
و قبلة على الجبين
و لمسة تداعب ألماً فتبدده و تحوله إلى صلوات أمل في محراب الحب الأسمى
لتبحث الروح عن السكينة فتجدها في أحضانها
و يبحث القلب عن الجنة فيجدها تحت أقدامها
احترت يا أماه و تاهت الكلمات
و هديتي خجلت من نفسها و توارت عن الأنظار
وددت لو أهديتك فجراً فوجدت أنك شمسه
و تمنيت أن أهديك قمراً فوجدت أنك نوره
و كم حلمت أن أهديك قلبي فوجدت أنك نبضه
ماذا أهديكِ و قد أهديتني أوراق عمرك و زهرات شبابك و لا تسأمين من عزف ألحان العطاء
يا قيثارة تضحي بأوتارها كي تستمر تراتيل الحياة
كي لا تذبل الورود كالأشواق
و لتبقى صباحاتنا تردد أنشودة الإشراق
و أمسياتنا تستشق الأحلام