(1)
في حياتنا العامية نصف الشخص بأنه "سبهللي"، ونعني بذلك الوصف أنه ساذج ليس له خبرة، أو غير منظم، أو منفصل عن السياق الاجتماعي فتأتي أفعاله محرجة لمن حوله، وتكون النتيجة أنه يسقط من الاهتمام فلا يؤاخذ.
هكذا يجري الأمر في عاميتنا، فهل تشاركها الفصحى؟
نعم تشاركها في الذم، لكنها لا تشاركها في إلحاق الياء بنهاية الكلمة.
كيف؟
تعالوا نر ماذا تقول الفصحى في هذه الرحلة اللغوية!
(2)
أ- "المحكم والمحيط الأعظم" لابن سيده
وجاء سَبَهْلَلاً، أي بلا شيء، وقيل: بلا سلاح ولا عصي، وكل فارغ سَبَهْلَلٌ عن السيرافي. وقال ابن الأعرابي: جاء سَبَهْلَلاً، أي غير محمود المجيء. وأنت في الضلال ابن السَّبَهْللِ، وجئت بالضلال ابن السَّبَهْلَلِ، أي بالباطل، وهو من ذلك.
ب- "تاج العروس من جواهر القاموس" للزبيدي
س ب هـ ل
جاءَ سَبَهْلَلاً: أي سَبَغْلَلاً، عَن الكِسائِيِّ واللِّحْيانِيِّ، أو مُخْتالاً في مِشْيَتِهِ غَيْرَ مُكْتَرِثٍ، عن أبي زَيْدٍ، أَوْ فارِغاً ليسَ مَعَهُ مِنْ أَعْمالِ الآخِرَةِ شَيْءٌ. ورُوِيَ عَن عُمَرَ أَنَّهُ قال: إِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ أَرَى أَحَدَكُمْ سَبَهْلَلاً، لاَ في عَمَلِ دُنْيَا ولاَ في عَمَلِ آخِرَةٍ. قالَ ابْنُ الأَثِيرِ: التّنْكِيرُ في دُنْيا وآخِرَةٍ يَرْجِعُ إلى المُضافِ إليْهما، وهو العَمَلُ، كَأَنَّهُ قالَ: لا في عَمَلٍ مِن أَعْمالِ الدُّنْيا، ولا في عَمَلٍ مِن أَعْمالِ الآخِرَةِ. وقالَ الأَصْمَعِيُّ: يُقالُ: جاءَ الرَّجُلُ يَمْشِي سَبَهْلَلاً: إِذا جاءَ وذَهَبَ في غَيْرِ شَيْءٍ، وقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: جاءَ سَبَهْلَلاً، أي غَيْرَ مَحْمُودِ المَجِيءِ. ويُقالُ: هو الضَّلاَلُ بْنُ السَّبَهْلَلِ، يَعْنِي الْبَاطِل، وكذا: جِئْتُ بالضَّلالِ بنِ السَّبَهْلَلِ، ويُقالُ أيضاً: أَنْتَ الضَّلاَلُ بنُ الأَلاَلِ بنِ سَبَهْلَلٍ، يَعْنِي الباطِلَ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: السَّبَهْلَلُ: النَّشِيطُ الْفَرِحُ، عن أبي الهَيْثَم، وقالَ السِّيرافِيُّ: كُلُّ فَارِغٍ سَبَهْلَلٌ. والسِّبَهْلَى، كسِبَطْرَى: التَّبَخْتُرُ، يُقالُ: مَشَى فُلاَنٌ السِّبَهْلَى.
ج- "تهذيب اللغة" للأزهري
باب الهاء والسين (هـ س) سبهل
قال أبو زيد الأنصاريّ: يقال: رأيتُ فلاناً يمشي سَبَهْلَلاً، وهو المختالُ في مشيته، وإذا مَشى بغير سِلاح، فهو سَبَهْلَلٌ. وأخبرني المنذريّ عن أبي الهيثم أنه قال: يقال للفارغ النشيط: سَبَهْلَلٌ، يقال: جاء سبهللاً لا شيءَ معه.
د- "لسان العرب" لابن منظور
(سبهل) جاء سَبَهْلَلاً أَي بلا شيء، وقيل: بلا سلاح ولا عصا. أَبو الهيثم: يقال للفارغ النَّشيط الفَرِح: سَبَهْلَلٌ. ابن سيده: وكلُّ فارغٍ سَبَهْلَلٌ عن السيرافي. وأَنشد الكسائي:
إِذا الجار لم يَعْلَمْ مُجِيراً يُجِيرُه فصار حَرِيباً في الديار سَبَهْلَلا
قَطَعْنا له من عَفْوَة المالِ عِيشةً فأَثْرَى فلا يَبْغي سِوانا مُحَوَّلا
وقال ابن الأَعرابي: جاء سَبَهْلَلاً أَي غير محمود المجيء، وأَنت في الضَّلال بنِ الأَلال بن السَّبَهْلَل يعني الباطل، ويقال: هو الضَّلال بنُ السَّبَهْلَل أَي الباطل، ويقال: جاء سَبَهْلَلاً لا شيء معه، ويقال: جاء سَبَهْلَلاً يعني الباطل، ويقال: جاء فلان سَبَهْلَلاً أَي ضالاًّ لا يدري أَيْن يَتَوَجَّه، ويقال: جاء سَبَهْلَلاً وسَبَغْلَلاً أَي فارغاً. يقال للفارغ النَّشِيط الفَرِح.
وفي الحديث "لا يَجِيئَنَّ أَحدكم يوم القيامة سَبَهْلَلاً"، وفُسِّر فارغاً ليس معه من عمل الآخرة شيء. وروي عن عمر أَنه قال: إِني لأَكره أَن أَرى أَحَدَكم سَبَهْلَلاً لا في عَمَل دُنْيا ولا في عَمَل آخرة، قال ابن الأَثير: التنكير في دنيا وآخرة يَرْجِع إِلى المضاف إِليهما وهو العَمَل، كأَنه قال: لا في عمل من أَعمال الدنيا ولا في عمل من أعمال الآخرة.
قال الأَصمعي وأَبو عمرو: جاء الرجلُ يمشي سَبَهْلَلاً إِذا جاء وذهب في غير شيء. الأَزهري عن أَبي زيد: رأَيت فلاناً يمشي سَبَهْلَلاً وهو المُخْتال في مِشْيته، يقال: مَشَى فلان السِّبَهْلى كما تقول السَّبَطْرَى والسِّبَطْرى الانبساط في المشي والسِّبَهْلى التبختُر.
هـ- "معجم اللغة العربية المعاصرة" الدكتور أحمد مختار عمر
2433 - سَبَهْلَل [مفرد]:
1 - فارغٌ، لا شيءَ معه "جاء الرَّجُلُ يمشي سَبَهْلَلاً".
2 - أمر أو شيء لا ثمرة فيه "ذهبت جهودُه سَبَهْلَلاً: هباء".