وشم الحلم
قصيدة أخرى وضرب من مكابدة الشّعر في الوطن والإكتواء بنار الغربة والبعد عن الوطن...
تصوّر حال شاعرتنا عواطف عبد اللطيف وما يعتريها من أحاسيس وهي تقبل على الكتابة
على خدي يبوحُ الليلُ
يئنُ الحرفُ موجوعاً بأوراقي
ليكتبَني
ويرثيني
لوجهِ الصبحِ يحملُني
لنورٍ الصبحِ تواقاً
علوُّ الموجِ يؤذيني
ويزهو البحرُ مختالأً بإغراقي
ودمعُ النجمِ يكويني
ويتبعني
حتّى كأنها الأحوال الصّوفية التي تنتاب الذّات الكاتبة لتبلغ شفافية الرّوح وذروتها...
فعلى أنين حرف يغفو الوجع فتعبّر اللّغة عمّا كوى وأوجع وآذى وآلم....
ولعلّ العنوان [وشم الحلم] يحيلنا الى ارتباط الوشم بالجسد الموشوم وبحياته، يموت بموته، كما يشكل جسرا للربط بين ماهو روحي ومادي في الجسد ذاته. وللوشم كذلك رمزية اجتماعية وسياسية قوية، فهو يشكل أساس الانتماء الاجتماعي وركيزة الإحساس بالانتماء الموحد، والشعور بالهوية .فحلمها في العودة وشم
فالشأعرة تعيش نزف الوطن في روحها ووعيها وادراكها ...
ونزفُ دمائِكَ المنثورُ يا وطني
كينبوعٍ من الأحزانِ ... دفاقِ
وطولُ الدربِ يُنهكني
بأرضِ النفيِ يرميني
وكَأْسُ الوصلِ ،
نارُ البعدِ ،
وهمي ،
كلُّ آمالي ...
تلازمُني
تعيش حالة من الحزن والغربة والبعد عن الوطن ممّا أغرقها في حالة من التّوتّر الدّائم...وقد جاءت عبارة [كينبوع من الأحزان دفّاق ] لترسم حجم معاناتها بما في ينبوع الأحزان الدفّاق من دلالة الحزن العميق الشّديدالذي لاينضب معينه
وقلبي بات مسكوناً بإملاقِ
فلم يسعفْهُ شربُ الماءِ
أو يشفيهِ إكسيرٌ ، ولا أصنافُ ترياقِ
وشمسُ الصبحِ ترقبُني بإشفاقٍ
لإعتاقي
أطوفُ الفجرَ موجوعاً بأحداقي
فهذه الأبيات رسمت المشهد والحالة النّفسيّة التي تعتري الشّاعرة
فهناك حالات في النّفس يستجيب لها الشّعرفيصرّفها كيف ما شاء...
ولعلّ هذا ما عبّرت عنه السّيدة عواطف في آخر مقطع من قصيدتها بقولها
أطوفُ الفجرَ موجوعاً بأحداقي
لأجمعَ لؤلؤي المنثورَ في أعماقِ أعماقي
وأملأ كل جدراني بحلمٍ صار موشوماً بأعناقي
يضمُّ تلوُّعَ المشتاق
في زفراتِ أنفاسي
يخطُّ الشوقَ في أرجاءِ آفاقي
فكأنّ ذاتها تتوزّع وتنتشر مع الحلم في انحسار أفق في بحث دائم وشوق تحترق في أتّونه.....
والنّص الأجمل سيكتب يوم تعود من غربتها الى الوطن ......
التوقيع
لِنَذْهَبَ كما نَحْنُ:
سيِّدةً حُرَّةً
وصديقاً وفيّاً’
لنذهبْ معاً في طريقَيْنِ مُخْتَلِفَيْن
لنذهَبْ كما نحنُ مُتَّحِدَيْن
ومُنْفَصِلَيْن’
ولا شيءَ يُوجِعُنا
درويش
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 09-23-2013 في 09:49 AM.
\
على خدي يبوحُ الليلُ
يئنُ الحرفُ موجوعاً بأوراقي
ليكتبَني
ويرثيني
لوجهِ الصبحِ يحملُني
لنورٍ الصبحِ تواقاً
علوُّ الموجِ يؤذيني
ويزهو البحرُ مختالأً بإغراقي
ودمعُ النجمِ يكويني
ويتبعني
لإحراقي
ونزفُ دمائِكَ المنثورُ يا وطني
كينبوعٍ من الأحزانِ ... دفاقِ
وطولُ الدربِ يُنهكني
بأرضِ النفيِ يرميني
وكَأْسُ الوصلِ ،
نارُ البعدِ ،
وهمي ،
كلُّ آمالي ...
تلازمُني
وقلبي بات مسكوناً بإملاقِ
فلم يسعفْهُ شربُ الماءِ
أو يشفيهِ إكسيرٌ ، ولا أصنافُ ترياقِ
وشمسُ الصبحِ ترقبُني بإشفاقٍ
لإعتاقي
أطوفُ الفجرَ موجوعاً بأحداقي
لأجمعَ لؤلؤي المنثورَ في أعماقِ أعماقي
وأملأ كل جدراني بحلمٍ صار موشوماً بأعناقي
يضمُّ تلوُّعَ المشتاق
في زفراتِ أنفاسي
يخطُّ الشوقَ في أرجاءِ آفاقي
ويزرع عمريَ الباقي
على دربِكْ
لأنسى البعدَ في غمراتِ أشواقي
\
21\9\2013
عواطف عبداللطيف
كم من الأحلام أسيرة وعصية على التحقيق، لكنها لا تندثر وتبقى كالوشم محفورة بأعمق نقطة في أعماقنا.
حلم الشاعرة هنا هو الترجل من رحلة السفر والغربة الطويلة وحط الرحال في وطن يسكن فيها...
الراقية عواطف،
من جرب الغربة مثلك يعلم تمام العلم قيمة الوطن وقيمة الذكريات الثمينة المخزنة في الذاكرة وسيبقى يتغنى بالعودة في كل كلماته...لقد لخصت وجع الغربة بكلمات مغلفة بالشجن فأطربت ذائقتنا التواقة دائماً لصدق المشاعر.
جميل أن أبدأ يومي بقراءة هذا الشوق المهيب
والأجمل هو الانقسام ما بين وبين ...
فبقدر التأثر بالوجع الذي ينز من ثنايا هذا النص ثمة شعور آخر يتدفق حتى يكاد يطغي على المشاعر المتآلفة والمتضامنة مع مشاعر الكاتبة التي تئن تحت وطأة الغربة وحلم بات كالوشم.
إنه البناء الفني والصياغة المتجددة التي تهدف إلى إعادة تشكيل المضمون بلغة نابضة وناضجة تتباهى بوقعها الساحر وبطبيعتها الخاصة المؤثرة على وجدان المتلقي بشكل مباشر.
باختصار .. هذا النص له سحر الحلم وسطوة الواقع
حيث التوازن الدقيق بين أفكار الشاعرة ومشاعرها وبين عناصر التميز والإبداع التي جعلتني أصفق لكاتبة النص وأقول بصوت مسموع ( الله عليك عواطف)
تحياتي وتقديري شاعرتنا الجميلة
إنحناءة تليق بهكذا إبداع
وشم الحلم
قصيدة أخرى وضرب من مكابدة الشّعر في الوطن والإكتواء بنار الغربة والبعد عن الوطن...
تصوّر حال شاعرتنا عواطف عبد اللطيف وما يعتريها من أحاسيس وهي تقبل على الكتابة
على خدي يبوحُ الليلُ
يئنُ الحرفُ موجوعاً بأوراقي
ليكتبَني
ويرثيني
لوجهِ الصبحِ يحملُني
لنورٍ الصبحِ تواقاً
علوُّ الموجِ يؤذيني
ويزهو البحرُ مختالأً بإغراقي
ودمعُ النجمِ يكويني
ويتبعني
حتّى كأنها الأحوال الصّوفية التي تنتاب الذّات الكاتبة لتبلغ شفافية الرّوح وذروتها...
فعلى أنين حرف يغفو الوجع فتعبّر اللّغة عمّا كوى وأوجع وآذى وآلم....
ولعلّ العنوان [وشم الحلم] يحيلنا الى ارتباط الوشم بالجسد الموشوم وبحياته، يموت بموته، كما يشكل جسرا للربط بين ماهو روحي ومادي في الجسد ذاته. وللوشم كذلك رمزية اجتماعية وسياسية قوية، فهو يشكل أساس الانتماء الاجتماعي وركيزة الإحساس بالانتماء الموحد، والشعور بالهوية .فحلمها في العودة وشم
فالشأعرة تعيش نزف الوطن في روحها ووعيها وادراكها ...
ونزفُ دمائِكَ المنثورُ يا وطني
كينبوعٍ من الأحزانِ ... دفاقِ
وطولُ الدربِ يُنهكني
بأرضِ النفيِ يرميني
وكَأْسُ الوصلِ ،
نارُ البعدِ ،
وهمي ،
كلُّ آمالي ...
تلازمُني
تعيش حالة من الحزن والغربة والبعد عن الوطن ممّا أغرقها في حالة من التّوتّر الدّائم...وقد جاءت عبارة [كينبوع من الأحزان دفّاق ] لترسم حجم معاناتها بما في ينبوع الأحزان الدفّاق من دلالة الحزن العميق الشّديدالذي لاينضب معينه
وقلبي بات مسكوناً بإملاقِ
فلم يسعفْهُ شربُ الماءِ
أو يشفيهِ إكسيرٌ ، ولا أصنافُ ترياقِ
وشمسُ الصبحِ ترقبُني بإشفاقٍ
لإعتاقي
أطوفُ الفجرَ موجوعاً بأحداقي
فهذه الأبيات رسمت المشهد والحالة النّفسيّة التي تعتري الشّاعرة
فهناك حالات في النّفس يستجيب لها الشّعرفيصرّفها كيف ما شاء...
ولعلّ هذا ما عبّرت عنه السّيدة عواطف في آخر مقطع من قصيدتها بقولها
أطوفُ الفجرَ موجوعاً بأحداقي
لأجمعَ لؤلؤي المنثورَ في أعماقِ أعماقي
وأملأ كل جدراني بحلمٍ صار موشوماً بأعناقي
يضمُّ تلوُّعَ المشتاق
في زفراتِ أنفاسي
يخطُّ الشوقَ في أرجاءِ آفاقي
فكأنّ ذاتها تتوزّع وتنتشر مع الحلم في انحسار أفق في بحث دائم وشوق تحترق في أتّونه.....
والنّص الأجمل سيكتب يوم تعود من غربتها الى الوطن ......
الغالية دعد
قراءة مميزة
للعنوان ولمفردات النص
تسعد الروح وتعطي رونقاً خاص
ولكن لا أخفي عليك وأنا أنهي القراءة لازمني الدمع
ياترى هل سيكون هناك نص أجمل !!!!
كم من الأحلام أسيرة وعصية على التحقيق، لكنها لا تندثر وتبقى كالوشم محفورة بأعمق نقطة في أعماقنا.
حلم الشاعرة هنا هو الترجل من رحلة السفر والغربة الطويلة وحط الرحال في وطن يسكن فيها...
الراقية عواطف،
من جرب الغربة مثلك يعلم تمام العلم قيمة الوطن وقيمة الذكريات الثمينة المخزنة في الذاكرة وسيبقى يتغنى بالعودة في كل كلماته...لقد لخصت وجع الغربة بكلمات مغلفة بالشجن فأطربت ذائقتنا التواقة دائماً لصدق المشاعر.
دمت بمحبة،
سلوى
الغالية سلوى
ما أعاني منه
وما أتمناه
قد لا يفهمه إلا من كابد منه في بلاد النفي وأرض الغرب
والعودة ستبقى تلازم الروح حتى الرمق الأخير
شكراً لرقة المرور
دمت بخير
محبتي