• حدث هذا مرّات عدّة: مددت رأسي من فتحة تابوتي ، لأرى متسولين ينتظرون بين شقوق لجدران عارية ، فيما سياط زبانية العذاب ومساميرهم تخترق غلاف أفكارهم النيئ ...
• حدث هذا مرّات عدّة أيضاً: مددت رأسي من فتحة تابوتي ، لأرى متسولين ينتظرون عند نفس الشقوق فيما سياط الزبانية ومساميرهم ما زالت تخترق غلاف عوالمهم النائية . شيء واحد تغيّر. الجميع مكبوتون .
• حدث هذا أيضاً: أقف إلى جانب امرأة عاقر . تسألني عن الوقت ، فأجيب:
- لا يزال لظهور تابوت فارسك العجوز نصف دورة
فتهزّ رأسها في أسف، وتتمتم:
- لا فائدة. لقد ضاع الموعد...
ثمّ تحمل أمعاءها، وتغادر...
• حدث ذات مرّة: بزغ تابوت لفارس مصلوب وعلى الجدران العشرات من هياكلنا المرصوفة . جلود جافّة متشقّقة. وعيون غادرت محاجرها. وصرير سيوف تخترق غبار الممكن.
• حدث هذا مرّة واحدة : مددت رأسي من تابوتي . لـمْ يبقَ على قيد الحياة سوى متسول واحد راح يراود خيالاته ببرود قاتل .
• ما قد يحدث يوماً ما: مددت رأسي من تابوتي ... لأجد سيوفا تتخبط من عين مليك لا تعرف متى يتوقف.
• ما لـمْ يحدث بعد : فتحت تابوتي وكانت التوابيت تحتفل بذكرى فنائنا وهي تنشد النشيد الرسمي للغياب
• ما لنْ يحدث أبداً: أن أحلم أن تتوقف عقارب متحركة في ساعة غرابيبنا الناعقة .
قصّة تتشكّل أرضيتها على رمزيّة لها أصداؤها تعتمد في غالبها على انشائية الجمل الفعليةالتي تبدأ بصيغة الماضي على نحو
مددت ....فتحت ....بزغ.....وهو ما أسعف الكاتب في بناء جمل سرديّة
كل ّ أحداثها المرويّة تجري في نسق الترميز في فوضى وعي قد يكون معكوسا
وهي تدسّ في وجدان قارئها أحساسا بالتّوتّر .
تقديري أستاذ مهند التكريتي .
....
أصدقك القول،
هذه أول مرة، أحسّ أنني أقرأ قصة..
تأخذ بناصية القارىء،
تلفّ به أنى شئت..
و لا ترسم له طريق العودة..
أخيلة رائعة و جمال لغوي باذخ..
مهند التكريتي
وردة بيضاء لقلبك و نجومي