ليتني فعلاً أراك
\
في ذكرى الوجع
\
أين أنت الآن مني؟
أين تغريدُ الطيورْ؟
اين ضحكات الغوالي
في الصباحْ؟
أين أنواع الزهورْ؟
وجراحي تتلظَّى
عانقت وجهَ الضبابْ
زورق العمر يعاني الاكتئاب
في مدارات الغيابْ
وزماني مستباحْ
وبقايا من عذابٍ عالقٍ فوق الجبينْ
كلما طال البعادْ
كلما زادَ مداهْ
وصباحي شدهُ الشوقُ وأضناهُ الحنينْ
والليالي مقفراتْ
وأنا ما زالَ بحثي
بين طيات السنين
عن بقايا من نداكْ
عن رحيقٍ في سناكْ..
عن رضاكْ!!
يا رفيقَ الدربِ يا زهر الحياةْ
يعتريني البردُ من كل الجهاتْ
وحروف الحب تسري في الوريدْ
كلما لاح المساءْ
بسكونٍ كي تزيد
وصدى قلبي ينادي :
من يداري الروحَ
من يسقي الجذورْ
عندما غطت دماءُ الأبرياءْ
نهرَ دجلةْ
والفراتْ
وبقايا الغصنِ في عرقي يئنُّ
تخرج الزفرات منه بالتهابْ
فرَّ مني القلبُ
في تلك الدروبْ
أجلس الآن هناك
حيثما تبغي أكونْ
بانتظاركْ
ربما يشفق قلبكْ
وتحنُّ!!
أوَلا تلغي قراراً بالرحيلْ؟
وتعودْ
لتداوي النفسَ من تلك الجراحْ
بعدما تخمدُ في عمقي الأنينْ
كان حلماً أن ترى الأحفادَ يوماً يكبرونْ
فلماذا لا تعودْ؟
لتراهم كالزهورْ
لترى أحمدَ ابناً ورفيقا
وحبيباً وصديقا
كم تعذبْ!!!!
هو في شوق إليكْ
وترى رُسْلَ الحبيبةْ
كيف أوفتْ
كيف برَّت
هي والغالي قصيّْ
منحةُ اللهِ إلينا
انهم مائي.. دوائي وردائي..
عندما تقسو الخطوب
كلُّ من يعرفُنا
يسألُ عنكْ
الأحبة والأقارب والصحاب
كم زرعتَ الحبَّ في كل القلوبْ
ضاعت الفرحة منا
يوم غطاك الترابْ
ذكريات صعبة هبت عليَّ
يوم زرتُ البيت من قبلِ شهورْ
الحثالاتُ اللئامْ
دمروهُ... احرقوهُ
كل شيء قد تلاشى
كل شيء سرقوهُ
سرقوا كلَّ الصورْ
والملابسْ
والأثاثْ
والعطورْ
سرقوا حتى الرضابْ
عندما يعلو الشفاه
سرقوا منا الليالي والسكون
كل شيء بات عندي كالسرابْ
وأنا أبكي بحرقة..
لم أجد قلباَ يلين!!
غير قاسم* كان قربي
وتحسبت لربي
فهو يدري في علاه
كيف أمضيت الليالي ليكون!!
داخلي حزنٌ ونارْ
والبلادُ
في احترابٍ وانفجارْ
وخرابٍ ودمارْ
ولباس اليأس قد غطى المدار
قلبي الموجوع مملوء الدموع
وَسِيَاطُ الرّعْب تعبث كُلّ صبحٍ في الديَارْ
جرحي المكلوم غطاه الغبار
في نهار صار يغزوه الظلام
جعلتْ أيامِيَ الثكلى رُكامْ
كلَّ حينٍ تمتطي روحي الحنينْ
حلمها يأبى سباتاً ليذوب كالشموع
وشريط الذكريات غافياً بين الضلوعْ
يمتطي الشوق رداءه
لينام بين عيني والجفون
هربت منه القصيدة والبحور
أَشْتَهِي أَنْثُر فِي روحي شَذَاك
أشتهي أشتَمُّ عطركْ ويرطبني نداك
لا تقل هذا جنونْ
ليتني أطوي المسافاتِ سريعاً للقاكْ
فسهام العشق أحلى ما يكونْ
عندما ترمي حماها في دمائي والعُيونْ
وعروقي تتغنى بهواكْ
ليتني فعلاً أراكْ
\
*قاسم :شقيقي
\
11\5\2004-11\5\2015
في مثل هذا اليوم نال زوجي منقذ جميل روحي الشهادة على يد الأرهاب الظالم
رحمه الله برحمته الواسعة
وأسكنه فسيح جناته
عواطف عبداللطيف
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 06-06-2016 في 10:57 AM.
كان حلماً أن ترى الأحفادَ يوماً يكبرونْ
فلماذا لا تعودْ ؟
لتراهم كالزهورْ
لترى أحمدَ إبناً ورفيقا
وحبيباً وصديقا
كم تعذبْ !!!!
هو في شوق إليكْ
وترى رُسْلَ الحبيبةْ
كيف أوفتْ
كيف برَّت
هي والغالي قصيّْ
منحةُ اللهِ إلينا
انهم مائي ..دوائي وردائي ..
عندما تقسو الخطوب
يوم زرتُ البيت من قبلِ شهورْ
الحثالاتُ اللئامْ
دمروهُ... احرقوهُ
كل شيء قد تلاشى
كل شيء سرقوهُ
سرقوا كلَّ الصورْ
والملابسْ
والأثاثْ
والعطورْ
سرقوا حتى الرضابْ
عندما يعلو الشفاه
سرقوا منا الليالي والسكون
كل شيء بات عندي كالسرابْ
وأنا أبكي بحرقة..
لم أجد قلباَ يلين!!
وتحسبت لربي
فهو يدري في علاه
كيف أمضيت الليالي ليكون!!
------------------------------
كم موجعة ومؤلمة..
حزن على حزن ..في ذكراهم..وفيمن نفارقهم كل يوم..
رحم الله الشهيد ابا احمد والبركة ان شاء الله فيك وكنت خير وصية وأمينة
لأرثه..
حفظكم الله من كل مكروه..
بعد الليل يأتي النهار
ومن الظلام تشرق الشمس
تهرب الخفافيش وحثالات البشر
سنأتيهم بقادسية ثالثه وسيعودون الى جحورهم يعبدون فيها النار
ستعودين سيدتي وتجدين النخيل مشرعة سعفها بالأنتظار
وسيلعب الأولاد والأحفاد
لو كان ممكنا نتقاسم الألم مع أن ألمنا كبير
وبشر الصابرين
اكتظ القلب بالوجع والعين بالدموع حينما استذكرت هول الفاجعة...
لا بارك الله بيد الإرهاب ...
رحمه الله وأحسن إليه وأدخله فسيح جناته...
قصيدة اكتست بحرير الوفاء وأنت نعم الوفاء والأخلاص أختي الغالية
لقلبك الصبر والإطمئنان..
تثبت
مع التقدير وأعطر التحايا