مرّتْ ببالي كالعذارى تخطرُ=عِـبَـرٌ بها أهل الحجا تتفكَّرُ
أتْبَعتُهـا عقلي فمدَّ شباكَهُ= و أتى بها مثلَ السَّنا تتنوَّرُ
وضّاءَةً تمحوالضلالةَ بالهدى= مرموقةً كالبدرِ لمّـا يُـسْفِـرُ
من شمسِ دينِ الله شعَّ صبـاحُها=فالعُمْيُ في آفاقها قد أبصروا
فانظرْ إلى الآفاقِ كيفَ تزيّنَتْ = و انظُرْ إلى الأفلاكِ كيفَ تُسَيَّرُ
النجْمُ يسري في الفضاءِ مهللاً=والبدرُ في حلَكِ الظلامِ يكبِّرُ
وانظُرْإلى الأشجارِ بعدَ خريفَها =لبَّى استغاثتَها السحابُ الممطرُ
فسَرَتْ بها روحُ الحياةِ بهيـجةً=و إذا بهـا بـعـدَ الـتجرُّدِ تـزْهـرُ
و مع الـربيـعِ تزيَّنَتْ في حُـلَّـةٍ=خضراءَ يهواها البساطُ الأخضرُ
و إذا الَمَّ بها المصيفُ تكَرَّمَتُ =تَقْري الندى الأضيافَ مما تثمِرُ
فـانظُـرْ إليهـا ساعـةً متفكِّـراً=فستعرِفُ الرحمنَ حينَ تُـفَـكِّـرُ
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 06-24-2015 في 01:39 AM.