ولكنّها مواعيدٌ تمرّعادة ًبهدوء ..تنتهي بتحققها ،لكنّ الموعدَ الذي تكونين أنت فيه يختلف ُبكلّ تفاصيله وانتظاره ، فيه تتسابق الرغبة والشوق ، ويكثرُ فيه ترّقبَ عقاربَ الساعة ..وحالة ٌ من القلق ِوالتوتر ِتنتابني خوفا ًمن أن تقرري في لحظة عدم الحضور ، وحالة ٌمن َالإرباك ِتعتريني عندما يدنو موعد ُحضورك أكثر ..أراقبُ عقاربَ السّاعة ِفأجدها ثقيلة في حركتها ..ورغبةٌ داخلي أن أدسّ يدي وأحركّ الوقت َوأراكِ أمامي بكامل أناقتك ...في مفكرة أيامي المليئة بالمواعيد الهامة والعادية ، أميّز موعدي معكِ ، أضعُ لوناً نافرا ً يختلف ُعن بقية ألوان ِمفكرتي ، أحيطُ تاريخ َحضورك ِبأكثر من خط ..وكأنني أريد تثبيت ذلك اليوم في ذاكرتي ، رغمَ أنني أحفظُ تاريخ حضورك وساعته ودقيقته ..لكنها الرغبة أن أحافظ عليه في مفكرتي ربما ليبقى تاريخ حضورك ميلادا ً للفرح وذاكرة لا تنتهي .
مواعيدٌ كثيرة ٌ في رحلة العمر مرّت وانتهت ، لكنّ موعد لقائك سيبقى خالدا في وجداني ، حاضرا في شريط تأملاتي ...
كان تعاملي مع تاريخ لقائك ِيتمّ بتخطيطٍ مُسبق ، فهو تاريخٌ يختلف ُعن أيّ تاريخ ..وكأنني أسترجعُ وأنا على رصيف الإنتظار ما قاله نزار :
ما زلت تسألني عن عيد ميلادي
سجل لديك إذن .. ما أنت تجهله
تاريخ حبك لي .. تاريخ ميلادي
هي رغبة ٌ أن ْأكون َقريبا منك ، أجلسُ وأتحدثُ معك دون حاجز ، أقرأ ملامحك بهدوء ، أستمع ُلصوتك ِوأنا أراقبُ الكلمات ِ كي ترتسمُ وتخرجُ من العيون ِ...قبل أن ينطقها ثغركِ المرسوم بدقة ، المحاط بأحمر الشفاه ..أتوقُ للحديث معك والإستماع لك حتى أقتربَ أكثر منك ...وأعرفُ منْ أنا ..أريد أن أعرفني أكثرَ من خلالك ِ ..