آنستُ من طور الجمال مَعاجزاً= فبنيتُ في القلب المتيم مسجدا
وعكفتُ أسترقُ التنصت علنّي= أحظى بترتيل العيون أو الصدى
أسدلتُ عقلي حين أظهرَ عجزهُ= ووقفتُ مفتوناً ، أعيشُ المشهدا
فشممتها عطراً يطوف بعالمي= وسمعتها ورداً نديا مُنشدا
ورأيتها حلماً يغرّدُ مؤنساً= فعشقتُ نومي واستويت ممددا
وشربتها خمراً يسافر في دمي= تيها لأصبحَ بالغرام مقيدا
ونقشتها ضوءاً يبلل عتمتي= ولممتُها ضوعاً يفوح تجدُدا
ولمستها أنثى فجاوزني المدى= وطفقت أسترُ خافقي مما بدا
فعزفتُ من شوقي بريشةِ غربتي= لحناً شجياً منه قلبي قد شدا
ونفثتها شعراً يذيب جلادتي= حتى رَويتُ الحرفَ دمعاً عسجداً
من ألفِ ليلةَ يا جنون قصائدي= تترنمين على القلوب تَمرُدا
يا أنت يا أحلى النساء ولم يزل= غضاً ، فقد كان التجدد سرمدا
يا منية الشعراء هلّي باللقا= قد بات شعري في المحافل أرمدا
هلّي علينا إذ تسربل صبحُنا= ليلاً بهيماً، يُشتهى منه الردى
هلّي على قلبي الكسير لحيظةً= أزهارُ عشقي تستطيبك كالندى
هلّي على ذات المواجع، تنجلي= كل الهموم بهمسة عبر المدى
لك ريشة تستطيع رسم صور شعرية خلابة فبعض الأبيات تمتزج الصور فيما بينها مكونة لوحة جميلة مما يدل على إمكانية وقدرة كبيرة في تسيير الحرف إلى حيث تشاء
همسة
يا أنت يا أحلى النساء ولـم يـزل = غضاً ، فقـد كـان التجـدد سرمـدا
لم أستطع معرفة علامَ يعود الضمير المستتر في ( يزل ) إلا إلى الحرف الموجود قبل بيتين منه
تحياتي ومودتي
اسناذي الغالي شكرا لمرورك المتميز
اما عن عائدية الضمير فلقد تركته للمتلقي ولكنه محصور مابين (أحلا) و(التجدد) فتارة يختار الجمال وأخرى يختار الجسد وثالثة يختار مايشاء ربما لايسمح لي اهل اللغة بذلك ولكنني اسمح لنفسي مااريد
حتى وان كانت خطيئة فالشاعر احيانا سيد الخطايا
القصيدة جميلة وناضجة الرؤيا والأسلوب
لك قاموسك الخاص المتفرد أهنيك
وددت اقتباس بعض الأبيات التي أعجتني
لكنني تركت العقد على حاله فأنه يشي بالجمال
بكل درة فيه